أعرب المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» عمار عمار، عن قلقه إزاء ما وصفه بالوضع الكارثي في غزة، وانعكاسه المباشر على أطفال القطاع. وفي حديث خاص لإذاعة «سبوتنيك»، اليوم الخميس، نوه «عمار» بأن القيود المفروضة على عملية إيصال المساعدات الإنسانية من المواد الطبية والغذائية إلى الأطفال، وندرة المياه الصالحة للشرب، وتدهور القطاع الطبي، عوامل أساسية لوفاتهم. وحذّر من شح المياه الصالحة للشرب في غزة، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية تودي بحياة العديد من أطفال القطاع، وقد تتخطى أعدادهم أضعاف أعداد الأطفال الذين فارقوا الحياة جرّاء القصف. وأكد أن المنظمة تقدم الدعم للأطفال الذين فقدوا ذويهم، لأن هذه المهمة تقبع في صميم أساسياتها ومهامها، على الرغم من كل التعقيدات في الميدان، موضحا أن العاملين في صفوفها يتعرفون على الأطفال الذين يصلون إلى المستشفيات للبحث عن أقاربهم. وكشف أن البيانات تشير إلى أن نحو 19 ألف طفل نزحوا إلى جنوب القطاع دون مرافقين لهم، وهذه الأعداد الهائلة تتطلب جهودا جبارة لحمايتهم ولم شملهم مع ذويهم في حال كانوا لا يزالون على قيد الحياة. ولفت إلى أن منظمة الأممالمتحدة كانت أول من «دق ناقوس الخطر»، وحذر من خطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، وأول من قال إن القطاع أصبح مقبرة للأطفال، كما فعّل أمينها العام المادة 99 بغية التوصل إلى حلّ ينهي الحرب. وأشار إلى وجود مسئولية أخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي، ألا وهي الضغط من أجل وقف إطلاق النار وتأمين المساعدات الإنسانية اللازمة لإنعاش حياة المدنيين الفلسطينيين، لافتا إلى أن الأممالمتحدة تتواصل مع مختلف الجهات للتوصل إلى حلول فورية. وقال إن يونيسيف تعمل جاهدة لتوزيع المساعدات، كالوقود والمياه الصالحة للشرب ومواد النظافة الشخصية وغيرها، إلا أن أعداد المساعدات التي تصل إلى القطاع غير كافية، وفي حال كانت كافية فإن القصف العنيف يمنع من وصولها إلى مناطق عدة. وأوضح أن دولا وأفرادا ومنظمات وقطاعات عدة تدعم وتمول برنامج الأممالمتحدة للأطفال في غزة، إلا أن شروط المانحين تختلف بين جهة وأخرى فيما يتعلق بكيفية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع.