بدأت منذ قليل أعمال الدورة العادية الخامسة للمجلس العربي للسكان والتنمية على المستوى الوزاري، الذي تنظمه الأمانة العامة (قطاع الشئون الاجتماعية/إدارة السياسات السكانية) بحضور السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية، و بمشاركة رؤساء الوفود وممثلي الدول العربية، وذلك لمناقشة عدد من القضايا التي تهم العمل العربي المشترك في مجال السكان والتنمية. ويتضمن جدول الأعمال موضوع التحول الديمغرافي والتنمية، وانفتاح النافذة الديمغرافية، وتجارب الدول العربية في المنصات والمراصد السكانية ومساهماتها في تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وإعلان القاهرة 2013، وكذلك التعاون وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومى والخاص لدعم برامج ومبادرات ومشروعات سكانية في الوطن العربي؛ وانعكاسات الهجرة العكسية على رأس المال البشري؛ والصحة النفسية للأطفال فى الطول الخارجة من النزاعات، وأيضا الشباب والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر. كما يعمل المجلس على التحضير وتنسيق المواقف العربية للمشاركة في أعمال الدورة 57 للجنة السكان والتنمية بالأممالمتحدة وموضوعها ( تقييم حالة تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولى للسكان والتنمية وإسهامه في متابعة واستعراض خطة التنمية المستدامة لعام 2030 خلال عقد العمل من اجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة. كما يناقش المجلس تحت بند ما يستجد من أعمال موضوعي (استجابة المجلس العربي للسكات والتنمية للأوضاع في غزة) و (الفيضانات والسيول التى تعرضت لها الصومال). وبدأت اعمال الدورة بتسلم السودان رئاسة الدورة خلفا للسعودية. * رفض سعودي للعنف ضد الفلسطينيين وأكد المهندس عمار محمد بن محمد نقادي - نائب وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي رفض المملكة القاطع للعنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشيرا لحرصها أيضا على الاستمرار في ارسال المساعدات الإنسانية العاجلة لدعم و مساندة الشعب الفلسطيني. كما ثمن خلال كلمته دور الجامعة العربية والمجلس العربي للسكان و التنمية، والدول الأعضاء لمساهماتهم الفعالة ضمن أعمال الدورة الرابعة التي ترأستها المملكة، و التي شهدت مناقشة العديد من القضايا السكانية الملحة، كما أشار لمشاركة المملكة خلال الدورة 56 للجنة السكان والتنمية التابعة للأمم المتحدة. وأوضح أيضا أنه خلال الدورة السابقة تم تنظيم دورات تدريبية في مسار تعزيز المهارات الخاصة بالعمل و توفير الفرص و تحسين الرعاية و توسيع اطار الخدمات الصحية. وأعرب عن تطلع المملكة الدائم الخروج بتوصيات تكلل جهودها بالنجاح لخدمة المجتمعات العربية وتحقيق الاستدامة المرجوة، وكذلك تطلعه لأن تكلل جهود السودان بالنجاح خلال الدورة الخامسة لتحقيق النمو المستدام لمجتماعتنا العربية. * صمود الشعب الفلسطيني في السياق ذاته، قال وزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد أدم بخيت، إن الدورة الحالية تتزامن مع مرور المنطقةالعربية بظروف خطيرة تستوجب العمل لتحقيق الكثير من أجل مجتمعاتنا العربية. كما ثمن دور السعودية و ما بذلته من جهد خلال الدورة الثالثة و الرابعة، مشيرا لترجمة هذا الجهد خلال المذكرات الشارحة، التي تقدمت بها المملكة، معربا عن تطلعه أن تكون السودان خير خلف لخير سلف. وأضاف خلال كلمته أن الأوضاع في مجتماعتنا العربية تشهد أحداث جسام و على وجه الخصوص ما يشهده قطاع غزة و فلسطين عموما، متوجها برسالة لجموع الشعب الفلسطيني مطالب بضرورة الصمود، خصوصا في ظل ما حققته أحداث 7 أكتوبر الماضي من إنجاز كبير و هو انتباه العالم لقضيتهم التي كادت أن تنسى. وأشار لما يحدث في السودان من حرب شرسة، والتي أسفرت عن العديد من الانتهاكات التي يجب أن تستوقفنا جميعا وتصبح دافع للعمل من خلال المجلس حتى نرى مجتمعاتنا العربية متعافية قريبا. * ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وفي السياق ذاته، قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة: "منذ بدء العدوان الغاشم على غزة نتساءل حول المفاهيم والشعارات التي بنينا عليها عملنا التنموي، هل لا زالت قائمة؟ إن أشلاء أبنائنا في غزة مطبوعة في أعيننا نراها حتى حين نحاول ان نستريح من ألم المتابعة، صور الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن، أصواتهن، صرخاتهن تطاردنا حتى في أحلامنا، قوة الإرادة والإصرار على الصمود رغم الألم والدمار والرعب تعلمنا دروسا في الحياة لم نتخيل حتى وجودها". وأضافت خلال كلمتها: "كل هذا وشعار التنمية العالمي ألا يترك أحد خلف الركب وسكان غزة متروكون بين شهيد وجريح ونازح وطبيب ومسعف وصحفي". وتابعت: "أود أن أشارككم تتويج مسيرة عملكم العربي المشترك بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس المجلس العربي للسكان والتنمية". وأوضحت :"ايماناً منا بضرورة تخليد هذه العلامة الفارقة في تاريخ العمل السكاني العربي المشترك تم اعتماد يوم 28 أكتوبر للاحتفال باليوم العربي للسكان والتنمية من كل عام. و أضافت:"ولكن أي احتفال بهذا اليوم هذا العام، في ضوء التصاعد الحاد في النزاعات المسلحة في عدد من دول المنطقة وبخاصةً ما تشهده جمهورية السودان الشقيق، وفي ضوء وطأة وشراسة الاحتلال الاسرائيلي لدولة فلسطين وما يرتكبه من مجازر وحملات تطهير عرقي وابادة جماعية وعنف ممنهج ضد سكان قطاع غزة الصامدين المقاومين المثابرين من الاطفال والنساء وكبار السن على مرأى ومسمع من العالم أجمع. كما أكدت ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي السافر لدولة فلسطين؛ وطالبت ببذل مزيد من الجهد لدعم استمرار تدفق ودخول المساعدات الطبية العاجلة ولتوفير الاحتياجات الطارئة من ماء وغذاء ودواء ووقود للشعب الفلسطيني الباسل في هذا الوقت العصيب. وأوضحت أن تقديم المساعدات الإنسانية يجسد مبدأ عدم إهمال أحد إلا أنه تدبير مؤقت لا يمكن ان يكون بديل عن الحلول المستدامة طويلة الأجل. كما أكدت أن غياب السلام يقوض الأمن البشري وفرص التنمية المستدامة ورفاه الشعوب نتيجة لخسارة مئات الألاف من الارواح، مشددة على أنه لا تنمية مستدامة بدون سلام ولا سلام بدون تنمية مستدامة. * صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني و دعت أبوغزالة المجلس لإغاثة أهلنا في غزة من خلال المساهمة في صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع فلسطين في الأمانة العامة، مشيرة إلى أن الأمانة العامة قامت مع الهلال الأحمر المصري بتدشين قافلة المساعدات الانسانية المقدمة من مجلسي وزراء الصحة العرب ووزراء الشئون الاجتماعية. ولفتت ايضا في كلمتها إلى أنه: "ما تزال المنطقة العربية تتصف من جانب بانها مجتمع فتي، يشكل الشباب فيه في الفئة العمرية من 15-24 عام حوالي 82 مليون نسمة من أصل 473 مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان العالم العربي عام 2023؛ وبالرغم من التمايز بين الدول العربية الا أننا نجد أن الشباب يواجهون تحديات مشتركة تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة والفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وضعف المشاركة والتمثيل ويفاقم الصراع وعدم الاستقرار السياسي من هذه التحديات. و أضافت: "ولكن من جانب آخر نجد أن هناك مؤشرات لانتقال بعض الدول إلى مرحلة الشيخوخة كلبنان وتونس والمغرب ومن المتوقع أن تبلغ نسبة كبار السن في الفئة العمرية 65 عام فيما فوق حوالي 11% بحلول عام 2050؛ ويأتي ذلك نتيجة لانخفاض معدلات الوفيات وتحسن فرص الحصول على الخدمات الصحية وانخفاض معدل الخصوبة الكلي إلى 3.1 طفل لكل امرأة عام 2023". كما أشارت لما شاهدناه جميعا خلال العام الجاري من الآثار المدمرة لتغير المناخ على كوكب الارض، فكان فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي الأشد حرا على الإطلاق على مستوى العالم، كما قتل ما يقرب من خمسة آلاف شخص على الأقل في دولة ليبيا جراء العاصفة "دانيال" التي اجتاحت البحر المتوسط في سبتمبر الماضي؛ ما يقرع ناقوس الخطر لدينا بإنه إذا لم تتخذ الحكومات الإجراءات الكافية لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة فسيستمر ارتفاع درجات الحرارة في العالم إلى مستويات قياسية ما سيتسبب سنويا في خسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وسيفاقم من أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وسيؤثر على العديد من حقوق الانسان كالحق في الحياة، والحق في السكن والغذاء والماء أو بمعنى أخر "الحق في العيش في حياة صحية". ونوهت في ختام كلمتها بأننا "يفصلنا أيام قليلة عن انعقاد "مؤتمر الأممالمتحدة السنوي ال 28 لتغير المناخ" والذي تستضيفه الإمارات، ويشهد للمرة الأولى تقييم مدي التقدم الذي احرزته الدول في التصدي لمواجهة أزمة تغير المناخ منذ اتفاق باريس المُوقع عام 2015؛ ما يشكل فرصة حقيقة امام الدول لتصحيح مسار مكافحة التغير المناخي". وتوجهت أبوغزالة بالشكر لكل من السودان والسعودية على دعمهما للعمل السكاني العربي المشترك ولكل الدول الأعضاء التي ساهمت بتنفيذ قرارات المجلس، وصندوق الأممالمتحدة للسكان مكتب الدول العربية الشريك الرئيسي للمجلس وكذلك الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة إقليم العالم العربي ومعهد الدوحة الدولي للأسرة.