جنوب أفريقيا... تيلكوم للاتصالات تحقق صافي دخل يتجاوز التقديرات    احذر.. الحبس والغرامة عقوبة التعدي على الأراضي الزراعية خلال إجازة عيد الأضحى    مصرع عدد من الجنود في جيش كوريا الشمالية جراء انفجار لغم أرضي    التعليم الأمريكية: جامعتي ميشيجان ونيويورك أخفقتا في التعامل مع معاداة العرب    مواعيد مباريات الدوري المصري اليوم الثلاثاء والقنوات الناقلة    طقس اليوم الثلاثاء 18 يونيو| الأرصاد تكشف حالة الجو في ثالث أيام العيد    تحذيرات طبية.. تعرف على إحدى العلامات الدالة على ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم    غانتس: ملتزمون بإزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على مواطني شمال إسرائيل    حرب جوية.. روسيا وأوكرانيا تتبادلان الهجوم بالطائرات المسيرة    تعرف على أسعار الدولار في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك    بيان رسمي.. الاتحاد الفرنسي يوضح إصابة مبابي    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17- 6- 2024 والقنوات الناقلة    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن ثالث أيام العيد الثلاثاء 18 يونيو 2024    أخبار مصر: جريمة تهز العراق ضحاياها مصريون، آل الشيخ يحرج عمرو أديب بسب الأهلي، مفاجأة في وفاة طيار مصري وسقوط أسانسير بركابه بالجيزة    ولاد رزق 3 يحقق أكثر من 22 مليون جنيه أمس    أسعار البيض في الأقصر اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    ممارسة التدريبات في المساء أفضل من أجل خفض معدلات السكر في الدم    أزمة قلبية أم الورم الأصفر، طبيب يكشف سبب وفاة الطيار المصري على متن الرحلة    هل يجوز للزوجة المشاركة في ثمن الأضحية؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    نائب أمير مكة يسلم كسوة الكعبة لسدنة بيت الله الحرام    اندلاع حريق داخل حضانة أطفال في المنيا    مسؤول إسرائيلي يعلق على مصير عشرات الرهائن في غزة    مقتل 11 مهاجرًا وفقدان آخرين إثر غرق قاربين قبالة سواحل إيطاليا    جوتيريش يدعو دول العالم إلى سرعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر    ضحايا الحر.. غرق شخصين في مياه النيل بمنشأة القناطر    مصرع شخص إثر وقوع حادث تصادم بالدقهلية    عبدالحليم قنديل: طرحت فكرة البرلمان البديل وكتبت بيان الدعوة ل25 يناير    هيئة البث الإسرائيلية: الجيش والمخابرات كانا على علم بخطة حماس قبل 3 أسابيع من هجوم 7 أكتوبر    «لازم تعاد».. سمير عثمان يكشف مفاجأة بشأن ضربة جزاء الزمالك أمام المصري البورسعيدي    إسعاد يونس: عادل إمام أسطورة خاطب المواطن الكادح.. وأفلامه مميزة    إيهاب فهمي: بحب أفطر رقاق وفتة بعد صلاة العيد وذبح الأضحية    مفتي الجمهورية: نثمن جهود السعودية لتيسير مناسك الحج    عارفة عبد الرسول تكشف سرقة سيدة لحوما ب2600.. وتعليق صادم من سلوى محمد علي    رونالدو يبدأ الحلم البرتغالي.. وجورجيا تستعد لمشاركة تاريخية في يورو 2024    ملف مصراوي.. أزمة ركلة جزاء زيزو.. قرار فيفا لصالح الزمالك.. وحكام الأهلي والاتحاد    ولي العهد السعودي يؤكد ضرورة الوقف الفوري للاعتداء بغزة    افتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ بمستشفيات جامعة عين شمس.. 25 يونيو    مقتل عنصر إجرامي في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بأسيوط    محافظ المنيا: حملات مستمرة على مجازر خلال أيام عيد الأضحى    هيئة الدواء المصرية تسحب عقارا شهيرا من الصيدليات.. ما هو؟    8 أعراض تظهر على الحجاج بعد أداء المناسك لا تقلق منها    «الأزهر» يوضح آخر موعد لذبح الأضحية.. الفرصة الأخيرة    محمود فوزي السيد: عادل إمام يقدر قيمة الموسيقى التصويرية في أفلامه (فيديو)    عاجل.. في بيان رسمي.. الزمالك يحدد 4 مطالب لاستكمال مشاركته في الدوري    بيان عاجل من وزارة السياحة بشأن شكاوى الحجاج خلال أداء المناسك    االأنبا عمانوئيل يقدم التهنئة بعيد الأضحى المبارك لشيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    تهنئة إيبارشية ملوي بعيد الأضحى المبارك    ثبات سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    معركة حسمها إيفان.. حكم الفيديو أنقذنا.. تعليقات الصحف السلوفاكية بعد الفوز على بلجيكا    وفاة 10 حجاج من أبناء كفر الشيخ خلال أداء مناسك الحج.. اعرف التفاصيل    الإفتاء توضح حكم طواف الوداع على مختلف المذاهب    مشروع الضبعة.. تفاصيل لقاء وزير التعليم العالي بنائب مدير مؤسسة "الروس آتوم" في التكنولوجيا النووية    شروط القبول في برنامج البكالوريوس نظام الساعات المعتمدة بإدارة الأعمال جامعة الإسكندرية    دعاء يوم القر.. «اللهم اغفر لي ذنبي كله»    وزيرة التضامن تتابع موقف تسليم وحدات سكنية    تعرف أفضل وقت لذبح الأضحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد محمود يكتب: «نابليون».. ملحمة سينمائية تجتاز الحدود بين التاريخ والخيال
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 11 - 2023

• رحلة لا هوادة فيها لإمبراطور فرنسا العاشق والمقاتل
• يصور الفيلم حملاته العسكرية ومعاركه الشهيرة وطموحه كقائد استثنائى *لماذا يعتبر مشهد غزو نابليون لمصر مثيرا للجدل؟
• المخرج ريدلى سكوت: بونابرت شخصية تجسد كل شىء.. الخير والشر.
• قوات نابليون شاركت فى عمليات نهب ثقافى واسعة واستولت على قطع أثرية قيّمة أعادتها إلى فرنسا
• أداء خواكين فينيكس إنجاز مثير للإعجاب.. وفانيسا كيربى اجتهدت فى دور يحمل معاناة نفسية كبيرة بأداء ماكر
يبقى المخرج ريدلى سكوت (85 عاما) أحد كبار المبدعين الذين يدهشونك دائما بأعمالهم، يفاجئوننا بأفكار ورؤى سينمائية مختلفة سواء كانت لوقائع من التاريخ أو أحداث من الحاضر أو نبوءة لمستقبل. ويجىء فيلم السيرة الذاتية «نابليون» ملحمته التاريخية الجديدة، الذى يحتل رقم 28 فى قائمة أفلامه، ليثير جدلا جديدا حول امبراطور فرنسا وذلك فور عرضه الأول فى باريس، حيث تباينت الآراء بين الجمهور الذى تحمس له إعجابا وبين والنقاد والمؤرخين الذين انتقدوا لحظات تاريخية جاءت بالعمل على غير أصولها وقراءتهم لها، وبين هذا وذاك اعتز المخرج البريطانى بقيمة عمله الفنى ورسالته وأنه حقق به أحد أحلامه وقال وسط تنهيدة عميقة: «أعتقد أننى أشعر بارتياح كبير».
الفيلم يروى عبر سيناريو ديفيد سكاربا، المعقد بأحداثه، والبارع فى صورته، قصة صعود القائد العسكرى نابليون الذى يجسده «خواكين فينيكس»، وتسلقه السريع والقاسى إلى كرسى الإمبراطور، وسقوطه من السلطة مع التركيز على علاقته المتقلبة فى كثير من الأحيان مع زوجته وحبه الحقيقى الامبراطورة جوزفين «فانيسا كيربى».
كما يصور الفيلم معارك نابليون وحملاته الشهيرة وطموحه الذى لا هوادة فيه وعقليته وفكره الاستراتيجى كقائد استثنائى وصاحب رؤية حربية، من خلال ستة من المعارك التى خاضها نابليون، بما فى ذلك حصار طولون 1793، ومعركة أوسترليتز 1805، معركة واترلو 1815 آخر معارك الإمبراطور الفرنسى نابليون بونابرت وهزم بها هزيمة كبيرة غير متوقعة، ومعركة الأهرامات فى مصر 1798.
يقدم المخرج وجهة نظره فى القصة، حيث لم يقدم هنا قصة بونابرت كما هو متسق مع التاريخ، لكن نابليون كعاشق ومقاتل، بما فيه من تناقض يؤدى إلى تغييرات حادة فى حياة بونابرت «الإمبراطور المحارب، الجنرال العبقرى، الطاغية المتمرد»، وهو ما ظهر فى طريقة سرده العرضى الذى لا يهدأ وهو يتتبع صعود بونابرت حتى وفاته.
تحدد المقدمة مشاهد افتتاحية فى فرنسا الثورية، مع الإشارة إلى أن «الناس يدفعهم البؤس إلى الثورة» والعكس صحيح، كما نرى قطع رأس مارى أنطوانيت المؤلم، تبدو جماهير الشعب سعيدة بما حدث لانطوانيت، ولكن وراء الكواليس، الحكومة الفرنسية فى أزمة، ولرفع الروح المعنوية، يعرض بونابرت خدماته على القائد التنفيذى لنظام حكومة المديرين الفرنسية بول باراس (طاهر رحيم)، الذى يخطط لهجوم عصابات بارع على قلعة بريطانية فى طولون، وقد حققت خطته نجاحا، ورسمها ريدلى سكوت بكل مجدها الدموى، وبلغت ذروتها فى التدمير المذهل بنيران المدافع على السفن البريطانية بصور وحشية، وتلك المشاهد صورت ببراعة طغت بجمالياتها المدهشة فى تصوير الحرب على بشاعة واقعها، خلال هذه ال20 دقيقة المتفجرة، يبدأ الفيلم فى الظهور، مما يثبت بونابرت كرجل متعطش للقتال ومحارب شجاع لا يتورع عن القيادة من الأمام.
نرى أن صعود نابليون بونابرت يرتبط ارتباطا وثيقا بمتاهة البيروقراطية التى أعقبت «عهد الإرهاب» (5 سبتمبر 1793 28 يوليو 1794) المكائد والمكائد المضادة لنجد سكوت يركز على الفور على أول لقاء لبونابرت مع جوزفين دى بوهارنيه (فانيسا كيربى)، حيث جذبته وهو يحدق بها، هنا بونابرت فى كامل بهجته العسكرية، لكن جوزفين تبدو غير أنيقة، ووسط تنهيدة إعجاب ينهى المشهد بالتوسل إليها: «لا تخبرينى باسمك». لكنه يكتشف ذلك على أى حال، عندما ترسل ابنها الصغير لاستعادة سيف والده الراحل.
جوزفين هى الكائن الذى أذهل بونابرت، وعلى الرغم من أنها أخبرته أنها استخدمت جسدها أثناء سجنها من أجل البقاء فى السنوات الصعبة وأن لها تصرفات طائشة، يواصل بونابرت هذه العلاقة؛ يكتب لها رسائل مكثفة وعاطفية عندما يبدأ هجومه فى كل معركة، وعندما ينبغى أن يكون عقله مشغولا بالمهمة فإنه يكون ملهوفا بحالة أخرى، يقول لها «تبدو إنجازاتى طفيفة، لأنها تفرقنا عن بعضنا البعض» ومرة أخرى وفى إشارة خفية إلى الكيفية التى ستنتهى بها الأمور، يقول «هذا الحب الذى أكنه لك هو نوع من الموت».
كان من الواضح أن هناك قصتين مختلفتين تماما تتشابكان هنا، اختار المخرج أن يجعل العلاقة بين نابليون وجوزفين مقابلة لمشاهد الحرب الضخمة، حيث تحتل ربما نصف الصورة بالعمل. وربما كانت حياة بونابرت العاطفية المعقدة بمثابة توازن لقيادته الذكية فى ساحة المعركة.
مع شخصية جوزفين اجتهدت فانيسا كيربى فى دور يحمل معاناة نفسية كبيرة، حيث أصبح بونابرت مهووسا بإنجاب وريث ذكر من جوزفين تحت رغبة وانتظار من أمه، وهو ما لم يحدث.
كان أداء فانيسا ماكرا وأنيقا جدا، ثم هناك خواكين فينيكس، الذى يقدم نظرة تبدو كوميدية أحيانا للزعيم الأسطورى، حيث قدم نابليون كرجل/طفل، حينما تملكه المشاعر التى تخضع لتلاعب زوجته، ربما كان فينيكس يستغل القليل من نابليون بنفسه، ويفعل ذلك بطريقته، مهما حدث.
الحقيقة شخصية نابليون تحتاج دون شك إلى حضور كبير وشخصية كاريزمية، مثل مارلون براندو، الذى لعب دور بونابرت فى الفيلم الرومانسى التاريخى عام 1954 «ديزيريه»، فيما كان كوبريك فى فيلمه الذى لم يخرج إلى النور يريد جاك نيكلسون، ومن المؤكد أن اختيار خواكين فينيكس من قبل سكوت يسير على نفس النغمة ليكون اختيارا موفقا حيث كانت تلك الأفلام عادة ما تتجه نحو اختيار الممثلين الرائعين، لتخدم القصة، كونها قصة رجل تفوق على أقرانه دون عناء، وهنا يتفوق خواكين فينيكس باعتباره «سيد الحرب» حيث يجسد تلك الشخصية التى جسدها ببراعة ما بين مواقف ضعف الاستسلام للحب، وقوة القائد فى الحرب وبين هذا وذاك كيفية تعامله مع أجواء ومؤامرات القصر. كان نابليون شخصا مغرورا ومهووسا فى كثير من الأحيان، ويصور فينيكس هذا الجزء من شخصيته بمصداقية.. من الصعب أن نتخيل ممثلا يمكنه إنجاز هذا الأمر وجعله جذابا للغاية، لكن فينيكس يفعل ذلك، وهو إنجاز مثير للإعجاب ويكون فى أفضل حالاته على الشاشة عندما يفكر فى الخطوة الإستراتيجية التالية لنابليون، أكثر من كونه عندما يحاول كسب مشاعر جوزفين، حيث يبلغ عمر فينيكس حاليا 49 عاما. كان نابليون يبلغ من العمر 35 عاما عندما توج إمبراطورا لفرنسا، وهو ما يحدث فى منتصف فيلم سكوت تقريبا. منذ البداية، بدا فينيكس أكبر سنا من أن يتم تمثيله على أنه الفاتح الفرنسى.
* جماليات تصوير المعارك *
ونعود إلى سياق دراما الفيلم وفى محطة أخرى وبمساعدة شقيقه لوسيان بونابرت (ماثيو نيدهام) فى صعوده إلى السلطة، ينجح نابليون فى استراتيجية الفوز للصراعات التى فشل فيها الآخرون، وفى ساحة المعارك الكبرى لا يفشل نابليون، والواقع أن المخرج ريدلى سكوت يتقن تصوير مشاهد القتال والمعارك الكبرى سينمائيا بمساعدة كاميرا المصور داريوس وولسكى، يخلق حركة مكثفة للغاية، حيث يشعر الجمهور كما لو أنهم أيضا فى وسط هذه المناوشات المروعة، كما حدث فى معركة طولون وأوسترليتز الجليدية، حيث نشاهد سقوط رجال وخيول فى المياه الجليدية، وهى تعتبر أعظم انتصار حققه نابليون بونابرت، وواحدة من أهم الاشتباكات وأكثرها حسما فى حروب نابليون، حيث تمكن الجيش الكبير الفرنسى من هزيمة الجيش الروسى والنمساوى الأكثر عددا، يبدو أن سكوت يستمتع بفوضى المعارك فى مشهد تلو الآخر.
شخصية نابليون تحتاج دون شك إلى حضور كبير وشخصية كاريزمية، مثل مارلون براندو، الذى لعب دور بونابرت فى الفيلم الرومانسى التاريخى عام 1954 «ديزيريه»، فيما كان كوبريك فى فيلمه الذى لم يخرج إلى النور يريد جاك نيكلسون، ومن المؤكد أن اختيار خواكين فينيكس من قبل سكوت يسير على نفس النغمة ليكون اختيارا موفقا حيث كانت تلك الأفلام عادة ما تتجه نحو اختيار الممثلين الرائعين، لتخدم القصة، كونها قصة رجل تفوق على أقرانه دون عناء، وهنا يتفوق خواكين فينيكس باعتباره «سيد الحرب» حيث يجسد تلك الشخصية التى جسدها ببراعة ما بين مواقف ضعف الاستسلام للحب، وقوة القائد فى الحرب وبين هذا وذاك كيفية تعامله مع أجواء ومؤامرات القصر.كان نابليون شخصا مغرورا ومهووسا فى كثير من الأحيان، ويصور فينيكس هذا الجزء من شخصيته بمصداقية.
الواقع أن الفيلم يميل إلى الثناء على نابليون باعتباره سيد الإستراتيجية عندما يتعلق الأمر ب الانتصار فى الحروب. ومع ذلك، نعلم فى نهاية الفيلم أنه فقد أكثر من ثلاثة ملايين جندى خلال فترة قيادته، ولهذا السبب تم نفيه فى مناسبتين. فى البداية كانت هناك جزيرة إلبا، تليها جزيرة سانت هيلينا لاحقا.
ليس هناك شك فى أن «نابليون» فى إطار المشهد العام رائع ويستحق المشاهدة يعرض سكوت ملحمة قوية بصريا بتصميمات الإنتاج التى قام بها آرثر ماكس، والأزياء التى صممها ديفيد كروسمان وجانتى ييتس، والديكورات التى صممتها سيليا بوباك وإيلى جريف، كلها رائعة. قدم سكوت فيلما يجتاز الحدود بين التاريخ والخيال.
* أطماع نابليون *
كان غزو نابليون لمصر مثيرا للجدل بسبب طموحاته الإمبريالية وتهديد الاستقرار الإقليمى.
يرى المؤرخون أن غزو نابليون كان مدفوعا بمصالح استراتيجية واقتصادية، وقد شارك فى نهب الثقافة من خلال إعادة القطع الأثرية القيمة إلى فرنسا.
دافع سكوت عن مشهد الغزو المصرى المثير للجدل فى الفيلم، وتحديدا لحظة ظهور الجثة فى التابوت والقطع الأثرية التى أخذها الفرنسيون.
وقال سكوت: «لن يكون توت عنخ آمون، وربما فرعون أقل أهمية. لقد قام الفرنسيون بغارات وأعادوا الكثير من القطع الأثرية الرائعة التى عثروا عليها من مصر إلى فرنسا، بما فى ذلك مسلة كليوباترا الموجودة الآن فى باريس. كان هناك الكثير من عمليات النهب التى قام بها نابليون فى تلك الأماكن الأجنبية مثل إيطاليا، حيث أخذوا جميع الفنون الجميلة من كاتدرائية ميلانو. رأيت هاتين اللوحتين الرائعتين. كان أحدهما لرجل يجلس على حصان ويحدق فى أبو الهول، وكان نابليون. لذلك اعتقدت أننى يجب أن أقدم ذلك لأنه لم يقم أحد بهذا من قبل والحقيقة لقد استولوا عليها بسهولة تامة. أعتقد أن المصريين استسلموا على الفور. لا أعتقد أن هناك حتى أى صراع. ولذا فقد كانوا قادرين، على سبيل المثال، على الاستمتاع بوقتهم فى مصر فى تلك المرحلة بالذات. وأثناء وجوده هناك، كانوا بالتأكيد يحدقون فى القطع الأثرية غير العادية وقرروا إعادتها إلى فرنسا. ثم كانت إحدى اللوحات أيضا واقفة هناك مع مجموعة من الضباط الأنيقين بينما يتم فتح النعش لإلقاء نظرة على الشكل الذى كان ملفوفا بالضمادات منذ 3000 عام على الأرجح. اعتقدت أنه كان علىّ أن أفعل ذلك، لقد كانت نقطة تطابق جميلة بين عالمين. الكون الحديث لنابليون بونابرت، والكون القديم للفرعون، فرعون أصغر، لكنه مع ذلك فرعون. يجب أن يكون مهما ليتم تحنيطه ودفنه بالفعل فى النعش بهذه الطريقة.
لكن الأمر المثير للاهتمام، بينما كنا نفعل ذلك، نابليون أو خواكين، حصل على هذا الصندوق ليقف عليه، وخلع قبعته، ووضعها فوق النعش، وحدق عن كثب فى الفرعون. ثم مد يده بلطف ليلمس سطح هذا الجلد الذى يشبه الورق البنى فى هذه المرحلة. وانزلق الفرعون فجأة إلى جانب واحد وأصاب خواكين بصدمة شديدة.
ويواجه المشهد انتقادات إلى حد كبير لأن غزو نابليون لمصر فى حد ذاته كان مثيرا للجدل. وكما يقول ريدلى سكوت، فإن فيلمه هو أول فيلم يصور حملة نابليون على مصر. ينبع الجدل الدائر حول هذه الحملة فى المقام الأول من طموحات نابليون الإمبريالية. كان غزوه لمصر جزءا من استراتيجيته الشاملة لترسيخ الهيمنة الفرنسية فى الشرق الأوسط وإضعاف طرق التجارة البريطانية إلى الهند. وكان ينظر إلى هذه الأجندة التوسعية على نطاق واسع على أنها انتهاك للسيادة المصرية وتهديد كبير للاستقرار الإقليمى.
برر نابليون غزوه لمصر من خلال تأطيره كمهمة لنشر مبادئ الثورة الفرنسية، بما فى ذلك الحرية والمساواة. ومع ذلك، فقد جادل العديد من المؤرخين المعاصرين بأن مثل التنوير هذه كانت مجرد ذريعة، وأن دوافعه الحقيقية كانت متجذرة فى المصالح الاستراتيجية والاقتصادية. وكما يذكر ريدلى سكوت، شاركت قوات نابليون أيضا فى عمليات نهب ثقافى واسعة النطاق من خلال إعادة العديد من القطع الأثرية القيمة إلى فرنسا.
ويحظى مشهد غزو نابليون المصرى أيضا ببعض الانتقادات التاريخية بسبب التلاعب بالحقائق بشكل سريع وفضفاض. وكما أشار المؤرخ دان سنو، فإن نابليون لم يطلق النار فعليا على الأهرامات، التى كانت فى الواقع بعيدة جدا، ولم يطلق النار على أنف أبو الهول أيضا. ومع ذلك، أوضح ريدلى سكوت أنه لا يهتم بالدقة التاريخية، قائلا لمنتقديه: «احصلوا على حياة واخرسوا ».
* الفرنسيون لا يحبون حتى أنفسهم*
بحسب تقرير ل«ديدلاين» رد المخرج ريدلى سكوت على النقاد الفرنسيين الذين شاركوا آراء سلبية عن فيلمه الجديد قائلا: «الفرنسيون لا يحبون حتى أنفسهم. الجمهور الذى عرضته عليه فى باريس، أحبه» وأضاف: إن نابليون غزا العالم من أجل الفوز بحب جوزفين، وعندما لم ينجح، قام بغزوها من أجل تدميرها، وخلال هذه العملية، دمر نابليون نفسه.
بشكل عام، كانت التقييمات الخاصة ب«نابليون» إيجابية، مع الثناء على المشاهد الملحمية للفيلم ومشاهد المعارك الواسعة، والتى يوجد منها ستة، فى حين أن روح الدعابة المذهلة التى يتمتع بها العمل لاقت استحسانا أيضا..
فيما كان النقاد الفرنسيون أقل حماسا، وانتقدوا تصوير الفيلم لشخصيات فرنسية تتحدث بلهجات أمريكية ووجهة نظره المؤيدة لبريطانيا للتاريخ، كما لم يتحمسوا إلى تلك الملحمة لافتقارها إلى الأصالة.
انتقدت مراجعة فى صحيفة لوفيجارو الفيلم وقالت إنه يجب أن يكون عنوانه
«باربى وكين تحت الإمبراطورية»، بينما زعمت جى كيو فرانس أنه من «الخرقاء للغاية وغير الطبيعى والمضحك عن غير قصد» أن تتحدث الشخصيات الفرنسية باللهجات الأمريكية. علاوة على ذلك، قال كاتب سيرة نابليون باتريس جينيفى لمجلة لوبوان أن فيلم السيرة الذاتية لريدلى سكوت لديه وجهة نظر «مناهضة جدا لفرنسا ومؤيدة جدا لبريطانيا» للتاريخ.
فى إطار شهادات نقاد أن ما كان يزعم أنه أحد أعظم علاقات الحب على مر العصور بين نابليون وجوزفين، قد تحول إلى مشاهد جنسية روتينية، وأحاديث متكررة مملة حول عدم قدرتها على إعطائه وريثا.
حصل «نابليون» على نسبة 67% على موقع Rotten Tomatoes، وهى تحتل مرتبة مباشرة بين Prometheus (73%) وAlien: Covenant (65%) ومع ذلك، لا يزال سكوت غير منزعج من أى رد فعل سلبى على عمله. على سبيل المثال، ردا على المؤرخين الذين ذكروا العديد من الأخطاء التاريخية الموجودة فى الفيلم نابليون، وقال سكوت بصراحة: «احصل على حياة»..
*لقطات*
* أعاد سكوت التعاون مع الممثل خواكين فينيكس بعد 23 عاما، حيث لعب دورا مساعدا فى فيلم (المصارع) عام 2000، حينما جسد دور الإمبراطور المجنون والقاسى كومودوس.
وقال سكوت بالنسبة لى، فإن فينيكس هو الوحيد القادر على تجسيد نابليون، جسد فى «المصارع» شخصية أحد أكثر الأباطرة تعقيدا فى تاريخ السينما. والآن، من خلال فيلم نابليون، تمكن فينيكس من القيام بالامر مجددا بتجسيده شخصية صارمة وكئيبة فى أرض المعركة، ولكن فى نفس الوقت، يقوم بدور المهرج عندما يفر من الساسة أو ينظر بعمق فى عينى مومياء فرعونية. ويجيد فينيكس تجسيد مثل هذه التناقضات بمهارة.
*خلال العرض الأول للفيلم فى متحف الجيش فى باريس تقع مقبرة نابليون أسفل الكاتدرائية المتاخمة لمتحف الجيش، صرح فينيكس لوكالة الأنباء الألمانية أن الفيلم يركز على الشخصيات الرئيسية وعواطفها.
وقال سكوت إنه منذ وقت طويل كان مهتما بنابليون، الذى توج نفسه إمبراطورا لفرنسا عندما كان يبلغ من العمر 35 عاما، وقضى آخر أيامه فى المنفى فى جزيرة سانت هيلينا الصغيرة فى وسط المحيط الأطلنطى. وأضاف سكوت أن الامبراطور شخصية رائعة، تجسد كل شىء، الخير والشر.
* نابليون كان قد التقى جوزفين، التى كانت أرملة تبلغ من العمر 32 عاما ولديها طفلان، خلال حفل فى عام 1795. ووقع على الفور فى حبها، وبعد عام تزوجا. وبسبب عدم إنجابها لأطفال منه، قام نابليون بتطليق جوزفين عام 1810 من أجل أن يتزوج مارى لويز من النمسا. وقد كتب نابليون أكثر من 200 خطاب حب لجوزفين، تم ذكر الكثير منها فى الفيلم.
* تبلغ مدة عرض الفيلم 157 دقيقة، ولكنها ليست كافية لعرض تفاصيل صعود وهبوط نابليون. مع ذلك، من المقرر أن تعرض منصة «آبل تى فى بلس» نسخة من الفيلم تعرض رؤية المخرج مدتها أربع ساعات. وقال سكوت ل مجلة إمباير إن النسخة الكاملة «رائعة» وتحوى مزيدا من التفاصيل بشأن حياة جوزفين
*وقال رحيم، الذى يلعب دور بول باراس، «لقد كان شرفا وامتيازا مطلقا» العمل مع سكوت الذى رشح لجائزة الأوسكار أربع مرات. «رؤية ريدلى يعمل كمخرج، ويوجه عددا كبيرا من الأشخاص والحيوانات، وأشياء أخرى كثيرة كان مجرد متعة مطلقة، ودرسا جميلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.