حذرت جولييت توما، مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن العمليات الإنسانية التي تقوم بها الوكالة في قطاع غزة ستتعرض لتداعيات وخيمة بسبب عدم توافر الوقود. وقالت توما، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، اليوم الأربعاء: "عدم توافر الوقود ينذر بتداعيات وخيمة، ليس فقط على عمليات الأونروا الإنسانية في القطاع بل أيضا على الاستجابة الإنسانية بشكل عام في كل أنحاء غزة". وأوضحت أن "هناك سيارات تابعة للوكالة نفد منها الوقود، وأخرى على وشك النفاد، وهناك عيادات نفد منها الوقود بشكل تام، وأخرى سينفد منها الوقود يوم السبت المقبل، وما أستطيع تأكيده هو أنه بسبب عدم توفر الوقود لم تستطع الأونروا أمس الوصول إلى الحدود واستقبال الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية". وأكدت توما ما أعلنه مدير شئون الأونروا في غزة، عن تلقي الوكالة تلقت اليوم الأربعاء نحو 23 ألف لتر من الوقود، أي 9% فقط من احتياجها اليومي لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة في غزة، لافتا إلى تقييد استخدام الوقود من قبل السلطات الإسرائيلية لنقل المساعدات من رفح فقط، بحيث لا يستخدم للمستشفيات أو لتوفير المياه. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أن العمليات الإنسانية للوكالة في قطاع غزة على وشك التوقف لعدم توفر الوقود، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى وفاة الكثيرين. وقال لازاريني اليوم إن توفير الوقود للشاحنات فقط لم يعد منقذا لحياة سكان غزة، محذرا من أن الانتظار لمدة أطول سيتسبب بخسائر في الأرواح، مضيفا: "جميع عملياتنا على شفا الانهيار و70% من سكان غزة لن يجدوا ماء نظيفا بحلول نهاية اليوم". - أوضاع سيئة للغاية في مراكز الإيواء بغزة وقالت توما "مراكز الإيواء التابعة للأنروا في القطاع، والبالغ عددها 150 مركزا، تحوي حاليا قرابة 800,000 شخص، نزحوا إليها قسريا بعد القرار الإسرائيلي بتفريغ شمال قطاع غزة من سكانه". وتابعت: "الأوضاع في هذه المراكز سيئة للغاية، حيث إنها تضم أعدادا تبلغ أكثر من أربعة أضعاف سعتها الأصلية، فضلا عن عدم توفر اللوازم الإنسانية الضرورية، وكلها أمور تعيق عملنا الإنساني في القطاع". وفيما يخص الأمراض والأوبئة المنتشرة بين النازحين، قالت توما "ما تردد حول انتشار الكوليرا غير صحيح، ولم يتم رصد حالات مصابة بهذه العدوى، وكل ما صدر عن الوكالة في هذا الخصوص كان مجرد تحذيرات، ولم نرصد إصابات". لكنها أشارت إلى انتشار أمراض أخرى، قائلة: "هناك أمراض أخرى بدأت تنتشر في مراكز الإيواء مثل الإسهال والأمراض التنفسية، تحديدا بين الأطفال، وسوف تؤدي الأمطار وانخفاض درجات الحرارة إلى زيادة المخاطر الوبائية بين النازحين". - لا مكان في غزة آمنا وأوضحت توما لوكالة أنباء العالم العربي، أنه "لا يوجد حاليا مكان آمن في غزة، حيث تعرض أكثر من 60 مرفقا تابعا للأنروا لأضرار ناجمة عن عمليات القصف منذ اندلاع الحرب، بينها أكثر من عشرة مرافق تعرضت لضربات مباشرة خلال الأسبوع الجاري". وأكدت "نتعرض للقصف رغم أننا نقوم بشكل اعتيادي بإرسال إحداثيات المرافق التابعة لنا إلى الأطراف المتحاربة، و هذه المرافق يجب أن تكون محمية بموجب القانون الدولي، بوصفها تابعة لوكالة أممية مثل الأونروا". هذا وتواصل إسرائيل اليوم الأربعاء قصف غزة، وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن شهداء وجرحى وصلوا إلى المستشفى المعمداني في غزة جراء غارات على منازل في الزيتون والدرج وأحياء أخرى من المدينة. وذكر تلفزيون الأقصى أن خمسة أشخاص استشهدوا إثر استهداف إسرائيل منزلا في خان يونس جنوب قطاع غزة.