عقد وزير الاتصالات الفلسطيني الدكتور إسحق سدر، مؤتمرا صحفيا حول التطورات الكارثية لقطاع الاتصالات بغزة ومستقبله مع استمرار العدوان الإسرائيلي، وذلك ظهر اليوم بمقر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية. وقال في كلمته، التي نشرتها الوزارة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «المؤتمر ينعقد وأهالي غزة يرزحون تحت وطأة القصف والإبادة والتدمير والنزوح، في مشهد يعيد الى الذاكرة مشاهد النكبة التي عاشها شعب فلسطين عام 1948». وذكر أن «العدوان الغاشم طال كل شيء بما في ذلك البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، متعمدا التداعيات والعواقب الناتجة عن ذلك الاستهداف». وتوجه بالشكر إلى شركات الاتصالات الفلسطينية على ثباتهم وجهودهم المبذولة في سبيل إبقاء مشتركي قطاع غزة على تواصل مع العالم الخارجي بشكل دائم، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث بذلت الطواقم الفنية لهذه الشركات الفنية جهودا جبارة في الميدان من أجل إصلاح الأعطال وإبقاء الخدمة مستمرة، رغم العدوان المستمر والمخاطر المحيطة بهم. وتوجه بأسمى آيات العزاء لشعب فلسطين البطل الذي يقدم آلاف الشهداء في ظل هذا العدوان، مضيفا: «وأخص بالذكر سبعة من كوادر قطاع الاتصالات الفلسطيني، التي عملت بدوافع إنسانية ووطنية بحتة، وخاطرت بحياتها طوعا، وببطولة تسجل لها، بعد أن تركوا عوائلهم ولبوا نداء الواجب، في ظل هذا الظرف الصعب، لضمان استمرار تقديم خدمات الاتصال في القطاع». وقال إن هذه الشركات أعادت جميع الخطوط المفصولة، وتم منح حزم إنترنت، ومئات الملايين من الدقائق والرسائل المجانية لجميع مشتركيها في قطاع غزة، بلغت كلفتها أكثر من مئة مليون شيقل، بالرغم من حجم الدمار والخسائر التي تكبدتها هذه الشركات، أسوة بمقدرات أبناء الشعب الفلسطيني. واستطرد: «نحن اليوم أمام أزمة كبيرة في ظل نفاد الوقود بشكل كامل في قطاع غزة، فقد بدأت شركات الاتصالات الفلسطينية تفقد عناصر رئيسية من الشبكة بشكل تدريجي بسبب نفاد كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود محطات الشبكة في ظل انقطاع الكهرباء منذ اليوم الأول على قطاع غزة». وأعلن أن «خدمات الاتصالات والإنترنت ستتوقف بشكل كامل خلال يوم الخميس الموافق 16/11/2023»، محذرا من أن «انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت بسبب نفاد كميات الوقود، يساهم بتعميق الكارثة الإنسانية؛ بسبب عدم قدرة المواطنين على طلب خدمات الطوارئ والنجدة والإغاثة عند وقوع قصف على مناطقهم، بالإضافة إلى قطع اتصال طواقم الإسعاف والدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني فيما بينها ومع مركزها». وصرح بأن «الأمر قد يتسبب في عدم القدرة على توجيه هذه الطواقم لأماكن القصف عند وقوعها، وهو ما يعني فقدان الكثير من الأرواح، وحرمان أهل غزة بشكل متعمد من حقهم بالاتصال والاطمئنان على بعضهم البعض بسبب النزوح والقصف المستمر، وهذا سيشكل حالة من الرعب والخوف، حيث إن هذه الأفعال تعتبر مخالفة للقوانين والحقوق الأساسية المنصوص عليها في الأعراف الدولية وتخفي جرائم الحرب». وطالب المؤسسات الدولية كافة والاتحاد الدولي للاتصالات بشكل خاص - وهو الوكالة الأممية للأمم المتحدة المختصة في قطاع الاتصالات - ووكالة الأونروا والهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر والجهات الحقوقية والمنظمات الأهلية، بضرورة التدخل الفوري للضغط من أجل إدخال الوقود إلى قطاع غزة بدءا من الآن، من أجل تمكين كل القطاعات الحيوية بما فيها الاتصالات من تقديم خدماتها لأهلنا في القطاع، وهذا أقل القليل في ظل الكارثة الإنسانية المتعاظمة ساعة بعد ساعة.