طالب متحدث باسم منظمة العفو الدولية، بضرورة الضغط على إسرائيل حتى تسمح بإدخال فريق من الخبراء إلى قطاع غزة للتحقيق وجمع الأدلة حول استخدامها قذائف مدفعية تحمل الفوسفور الأبيض المحظور ضد المدنيين في غزة. وقال رامي حيدر، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، اليوم الجمعة: "يجب أن يدخل الخبراء سريعا قبل أن يتم محو كل الأدلة التي تثبت استخدام إسرائيل لهذه القنابل المحرمة دوليا عن طريق قصف عنيف أو القيام بأي فعل آخر يمكنه محو آثار استخدام الفوسفور الأبيض". وأضاف: "يجب أن يتمكن الخبراء من استخراج عينات من المكان الذي تم استخدام الفوسفور الأبيض فيه، سواء من التربة أو من الأبنية أو من كل ما يمكن أن يساعد الخبراء في الاستدلال على استخدام هذه المادة". وكانت منظمة العفو الدولية، أكدت في بيان، أنها تحققت من استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في قطاع غزة ولبنان، وطالبت بإجراء تحقيقات دولية في "الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني". ومضى المتحدث قائلا: "تمتلك المنظمة ما يسمى بمختبر فحص الأدلة في الأزمات، وهو يضم خبراء في جميع المجالات، خاصة مجالات الأسلحة والكيمياء والفيزياء، ويستطيعون مطابقة كل الصور ومقاطع الفيديو، ودراسة شكل الانفجار ومخلفات الانفجار أو ما تبقى من الانفجار في المنطقة باستخدام آليات تكنولوجية وتقنية متقدمة". وتابع: "باستخدام الآليات السابقة تم إثبات استخدام إسرائيل لقنابل الفوسفور الأبيض، لكن حتى يتم التأكد بنسبة 100%، يجب أن يقوم الخبراء بفحص العينات داخل قطاع غزة، وهو أمر لا تزال إسرائيل تقابله بالرفض". وشنت إسرائيل هجومها الشرس على القطاع، الذي سلب حتى الآن أرواح ما يزيد على تسعة آلاف وشرد أكثر من مليون فلسطيني، بعد أن نفذت حماس هجوما مباغتا في السابع من أكتوبر قتلت فيه 1400 في جنوب إسرائيل وأسرت العشرات. - تحقيق دولي أممي وقال حيدر إن منظمة العفو الدولية تطلب تحقيقا دوليا أمميا وليس تحقيقا من قبل دولة بعينها. وأضاف: "نحن نطالب بفريق من الخبراء الأمميين، أو بفريق تابع لمختبرات الأدلة في الأممالمتحدة، أو لجان تحقيق تابعة للأمم المتحدة أو لمجلس الأمن أو للمحكمة الجنائية الدولية، أو كل جهات الاختصاص في فحص قضايا الأسلحة، في العادة لا تتبع هذه اللجان دولة بعينها ولا تكون تابعة لأي حكومة، وولاؤها فقط لحقوق الإنسان وكشف الحقيقة". وأردف "إذا أثبت التحقيق الدولي أن إسرائيل استخدمت قنابل الفوسفور الأبيض فيجب أن يتم تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم للمحاكمة". وردا على سؤال حول دور منظمة العفو الدولية في تقديم المسئولين المتورطين في استخدام الفوسفور الأبيض للمحاكمة، قال حيدر "المنظمات الحقوقية ومنظمات الإغاثة تستطيع أن تقدم التقارير والأدلة، لكنها ليس لها دخل في إجراءات محاكمة الأفراد أو الجهات". وقال المتحدث إن منظمة العفو الدولية متأكدة من أن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة "قد يرتقي إلى مستوى جرائم حرب، بدءا بقطع الماء والكهرباء واستهداف البنية التحتية وصولا إلى منع دخول الغذاء والدواء وقصف المستشفيات وقصف المدنيين في منازلهم وتهجيرهم قسريا". وأضاف "المنظمة رصدت قيام إسرائيل بإبادة عائلات بأكملها، جرى رصد إبادة ثماني عائلات بأكملها من الجد إلى أصغر حفيد، وشطب قيدهم من سجلات وزارة الداخلية في غزة".