التقى زعماء مسلمون أمريكيون بالرئيس جو بايدن، في اجتماع خاص مُصغر، وذلك لإظهار المزيد من التعاطف تجاه حياة الفلسطينيين، حيث تضمن اللقاء، الذي وصف بأنه صريح ومثمر، دعوات لوقف إطلاق النار في غزة. وجاء ذلك وسط إحباطات في المجتمع بشأن تعامل البيت الأبيض مع ما يجري في غزة واعتداء قوات الاحتلال على المدنيين. وبحسب ما نقله تقرير "سي إن إن" عن أشخاص حضروا الاجتماع، فإن بايدن تقبل مخاوف الناس، وسعى إلى توضيح تعليقه بشأن عدد القتلى، قائلاً إنه كان يحاول التمييز بين حماس والشعب الفلسطيني. ومنذ بداية الأحداث واجه بايدن، وإدارته انتقادات شديدة من الأمريكيين المسلمين بشأن كيفية تعاملهم مع الأزمة في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتهامات بإظهار تعاطف أقل مع الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين، وحذرت بعض المجموعات، التي قاد العديد منها حملات تصويت لصالح بايدن في عام 2020، من أن هذا النهج قد يصبح عبئًا سياسيًا على الرئيس وهو يسعى لإعادة انتخابه في المستقبل. وسعى البيت الأبيض إلى معالجة هذه المخاوف من خلال الاجتماعات والمكالمات الهاتفية بين مسئولي الإدارة والزعماء المسلمين والمدافعين عن المجتمع، فيما التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت سابق الأسبوع الماضي، مع زعماء أمريكيين من الجماعات اليهودية والعربية والفلسطينية الأمريكية، كما عقد كبار مسئولي مجلس الأمن القومي اجتماعات مع زعماء أمريكيين مسلمين. ويأتي هذا التواصل وسط دعوات من العديد من حلفاء الرئيس الديمقراطيين بالحديث عن تزايد الضحايا المدنيين في غزة، إلى جانب تزايد المخاوف من الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدة. وانتقد نهاد عوض، المدير التنفيذي لأكبر منظمة أمريكية للدفاع عن المسلمين، مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، تصريحات بايدن. وقال: "نحن منزعجون للغاية ومصدومون من التعليقات اللاإنسانية التي أدلى بها الرئيس بايدن بشأن ما يقرب من 7000 فلسطيني ذبحتهم الحكومة الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين". وأضاف: "يجب على الرئيس بايدن أن يعتذر عن تعليقاته، وأن يدين الحكومة الإسرائيلية لاستهداف المدنيين عمدا، والمطالبة بوقف إطلاق النار قبل أن يموت المزيد من الأبرياء". وأعرب الزعماء المسلمون الأمريكيون الذين التقوا مع بايدن في البيت الأبيض، يوم الخميس، عن قلقهم بشأن ما قالوا إنه نقص التعاطف العام مع حياة الفلسطينيين، وفقًا لما ذكره اثنان من الحاضرين، وأخبروا الرئيس بتعليقاته الأخيرة حول عدد القتلى المدنيين . وكانت وزارة الصحة في غزة ردت على تساؤلات بايدن العلنية بشأن موثوقية أرقام الضحايا في بيان، ونشرت الوزارة تقريرا من 212 صفحة يورد أسماء الآلاف ممن وصفتهم ب:الوفيات الموثقة منذ 7 أكتوبر" في غزة، والتي قالت إنها نتيجة الغارات الإسرائيلية. كما ناشدت المجموعة الرئيس، أن يجتمع مع المزيد من الفلسطينيين كجزء من مشاركته لما يجري. وكان من بين الحاضرين في الاجتماع المدعي العام لولاية مينيسوتا كيث إليسون؛ والإمام محمد ماجد من مركز الجمعية الإسلامية لعموم منطقة دالاس في ستيرلنج، فيرجينيا، ووائل الزيات، المسئول السابق في وزارة الخارجية والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة Emgage، وهي مجموعة تعمل على تعبئة الناخبين الأميركيين المسلمين، ورامي النشاشيبي، أمريكي من أصل فلسطيني وهو المدير التنفيذي لشبكة العمل الإسلامي في إنر سيتي في شيكاغو، وسوزان بركات، التي قُتل شقيقها طالبًا مسلمًا في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2015. وقال أحد الحاضرين: "من الواضح أن ما تمت مشاركته مع بايدن قد فهمه، وسمعه وشعر به بوضوح"، مضيفًا أنهم يأملون في أن "يقوم الرئيس وإدارته بعمل أفضل بشأن الطريقة التي يتحدثون بها عن الأمر، الصراع، حول الفلسطينيين، حول المسلمين، حول العرب، حول تأطير ما يجري".