حذر مرصد حقوقي، اليوم السبت، من مخاطر انتقال إسرائيل لمرحلة أكثر "دموية" في حربها على غزة المستمرة للأسبوع الرابع، عبر تكثيف هجماتها وعزل القطاع المكتظ بأكثر من 2.3 مليون نسمة بالكامل. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" نسخة منه، إن الحصيلة الإجمالية للشهداء الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل المتواصلة بكثافة جوا وبحرا وبرا اقتربت من نحو 10 آلاف قتيل، بما يشمل أكثر من ألفي مفقود تحت أنقاض المباني السكنية المدمرة، وتتضاءل فرص نجاتهم بشدة بعد مضي فترات زمنية طويلة على استهدافهم وتعثر انتشالهم حتى الآن. وذكر أنه ينظر بخطورة بالغة إلى تعمد إسرائيل قطع الاتصالات الهاتفية والإنترنت بالكامل في قطاع غزة، منذ مساء الجمعة، في محاولة تستهدف على ما يبدو توفير غطاء لفظائع جماعية وتصعيد عملية القتل واسعة النطاق بحق المدنيين. وفقد الأورومتوسطي جميع الاتصالات مع فريقه داخل قطاع غزة، وهو أمر شمل جميع مؤسسات الإغاثة الدولية ووكالات الأممالمتحدة، فضلا عن شلل عمل سيارات الإسعاف وطواقم الإنقاذ بفعل توقف خدمات الاتصالات والإنترنت. وأعلن منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية، لين هاستينجز، أن المستشفيات والعمليات الإنسانية "لا يمكن أن تستمر بدون اتصالات"، إلى جانب افتقاد الكهرباء والغذاء والمياه والأدوية. كما أعلنت منظمتا اليونسيف والصحة العالمية، أنهما فقدتا الاتصال بموظفيهما في غزة، فيما أعربت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن قلقها بشأن قدرتها على تقديم الخدمات الطبية الطارئة في ظل هذه الظروف، وسلامة موظفيها. ومنذ الأيام الأولى لهجومها العسكري غير المسبوق، أصبح الوصول إلى الإنترنت في قطاع غزة صعبا بفعل تدمير الجزء الأكبر من بنية الاتصالات التحتية في القطاع؛ ما أدى إلى انخفاض نسبة الاتصالات في غزة إلى نحو 90%. لكن مساء الجمعة أعلنت شركة بالتل الفلسطينية لخدمات الهاتف، أن القصف الإسرائيلي المتواصل دمر "جميع الاتصالات المتبقية بين غزة والعالم الخارجي"؛ مما أدى إلى انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل. وأدان المرصد الأورومتوسطي بشدة تعمد قصف إسرائيل للبنى التحتية المدنية للاتصالات، وقطع الإنترنت والكهرباء وحجب وسائل الإعلام المحلية، فضلا عن استهداف الصحفيين الذين قتل 34 منهم إثر تدمير منازلهم مع عوائلهم. وحث المجتمع الدولي على التحرك الفوري لوقف للحفاظ على ما تبقى من معايير للإنسانية وحقوق الإنسان.