استكمالا لسلسلة مقالات الفن والجمال والرفاهية لدى الفنان المصري القديم، استعرضت صفحة قطاع المتاحف التابعة لوزارة السياحة والآثار، من داخل متحف الغردقة إحدى قطع النسيج القبطي. وهي عبارة عن قطعة نسيج من الصوف والكتان تصور في المنتصف السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلا وتحيط بهما الملائكة من أعلى على الجانبين، وفي الأسفل تصوير لقديس ربما يكون"مارمينا العجائبي" رافعًا يديه وعلى جانبيه شكل حيواني غير واضح ربما كان جملين، كما هو الشكل المعتاد لتصوير القديس "مارمينا" يحيط بالمنظر اشكال هندسية ونباتية واشكال مختلفة من الصلبان. ورث الأقباط فن صناعة النسيج عن أجدادهم القدماء، وتطور النسيج في العصر القبطي فكان إلزاما على الرهبان والراهبات أن يمارسوا عملا يدويا بجانب النسك والعبادة مثل ضفر الخوص وصناعة السلال ونسخ الكتب وغيرها من الحرف اليدوية ومنها النسيج وصناعته فتظهر في هذه القطع عظمة هذا الفن والإبداع في روعة المناظر وجودة الألوان وصباغتها ومهارة الفنان في اختيار الألوان وتناسقها . عرف المصري القديم النسيج وصناعته جيدا ودليل ذلك ما يتم العثور عليه من بقايا من ألياف النخيل وغيرها في صناعة الحبال، وتمثل لفائف المومياوات براعة المصري القديم في صناعتها وطرق نسجها وزخرفتها ويظهر ذلك بوضوح من أقدم الاكتشافات الأثرية حتى أحدثها. وقد بدأ المصريين في العصور القديمة التي سبقت العصر المسيحي بوقت وزمن طويل وعملوا على تطوير صناعة النسيج، فلقد كانت لهم تجاربهم الخاصة في استخدام خيوط الكتان وخيوط القنب التي تصنع منها الحبال، وصناعة الصوف وغيرها وبلغوا فيها شأناً عظيماً فأنتجوا منتجات نسيجية متنوعة الاستخدام، تجمع بين كفاءة الاستخدام والإنتاج الفني والذوق الرفيع المعبر عن الهوية المصرية بكل معانيها. وتنوعت أنواع النسيج منها : 1- النسيج القباطي 2- النسيج السادة 3- النسيج الوبري يُعد نسيج القباطي مصدرا قيّما للمعلومات عن الطبقات الاجتماعية والحياة اليومية التي كان يعيشها الأقباط في ذلك الوقت، بالإضافة للمعلومات الهامة التي تقدمها عن التقنيات التي كان يستخدمها النساجون في عمل النسيج على الأنوال اليدوية. والجدير بالذكر أن كثير من المتاحف حول العالم يوجد بها العديد من قطع النسيج القبطي الرائعة والمميزة التي توضح مدى الرقي والمهارة التي وصلت لها تلك الصناعة وهذا الفن وخاصة تلك التي تعود صناعتها لمدينة بانوبوليس (أخميم) بمحافظة سوهاج .