طوفان الأقصى.. بوليتيكو: هجوم 7 أكتوبر هدية لبوتين في يوم مولده

- الحرب في إسرائيل تنذر بتحول الدعم والانتباه الغربي بعيداً عن أوكرانيا
رأت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن الهجوم الذى شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر الحالي بمثابة "هدية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث صادف تاريخ ميلاده، معتبرة أن موسكو تستمتع ب"الفوضى" في سلسلة من النقاط الساخنة العالمية التي تحول تركيز الغرب عن أوكرانيا.
وذكرت المجلة الأمريكية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن ما وصفته ب"الصدمة الأمنية الكارثية" في الشرق الأوسط كانت على الأرجح مفاجأة سارة للرئيس الروسي الذي تتمثل أولويته الاستراتيجية في تحويل الدعم والانتباه الغربي بعيداً عن أوكرانيا، موضحة أن الحرب الهائلة في إسرائيل تنذر بحدوث ذلك بالضبط.
وأضافت "بوليتيكو" أن السؤال المهم هو ما مقدار الفضل الذي يمكن أن ينسب للكرملين في عاصفة الأزمات المتصاعدة – في إسرائيل، وكوسوفو، والقوقاز، وأفريقيا – والتي تظهر في أمريكا وأوروبا. وتابعت أنه "بالنسبة لكثيرين، من المغري رؤية بوتين على أنه العقل المدبر، بإثارة صراعات أكثر مما يمكن للغرب التعامل معه".
ومضت قائلة: "لكن في الحقيقة، لم يشعل بوتين كل تلك الأزمات، لكنه الآن سعيد "بصب الزيت على النار"، واستغلال الموقف لمصلحته، بحسب "بوليتيكو"، مشيرة إلى انتشار روايات بأن حربا في الشرق الأوسط بمثابة انتصار لروسيا، ونضوب للأموال المتجهة إلى أوكرانيا.
* أفضل هدية عيد ميلاد لبوتين
ونقلت "بوليتيكو" عن دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي قوله: "كانت هذه على الأرجح أفضل هدية عيد ميلاد لبوتين. سيشتت الهجوم على إسرائيل الانتباه، بالنظر إلى التركيز الأمريكي الطبيعي على إسرائيل"، مضيفاً: "نأمل ألا يكون لذلك تأثير كبير على الدعم لأوكرانيا، لكن بالطبع، سيعتمد الكثير كذلك على مدة الصراع في الشرق الأوسط".
وتابع: "إذا أردنا حقاً أن نكون اتحاد أوروبي جيوسياسي، يتعين علينا أن نتمكن من التعامل مع عدة أزمات في الوقت نفسه".
وتطرقت "بوليتيكو" إلى علاقات ودية تجمع بين روسيا والفصائل الفلسطينية لاسيما رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، حيث أجرى مسئولون من الفصائل زيارات مؤخراً إلى موسكو.
* ميدفيديف يعتبر طوفان الأقصى تطوراً متوقعاً
ولفتت إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد الهجمات يوم السبت، حيث قال إن إنشاء دولة فلسطينية تحبطه "السياسة المدمرة" للولايات المتحدة، بينما اعتبر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف هجمات حماس "تطوراً متوقعا".
وأضاف ميدفيديف: "بدلاً من العمل على التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، تدخل هؤلاء الحمقى (الولايات المتحدة) في شئوننا، وقدموا للنازيين الجديد (في أوكرانيا) مساعدات شاملة، مما يضع الشعبين المرتبطين ارتباطًا وثيقًا ضد بعضهما البعض".
ودفع المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف بأن التمويل إلى أوكرانيا سينخفض الآن حتماً، قائلاً: "عملية ضخ الأسلحة إلى كييف من وجهة نظر واقعية وعاطفية ومالية وتكنولوجيا ستدخل اتجاها تنازلياً".
وطرحت المجلة الأمريكية سؤالاً عما إذا كان هذا يشير إلى أن روسيا كان لها يد مباشرة في الهجمات، مجيبة بأن هذا يبدو غير محتمل.