مازالت الصحف البريطانية تولي الاهتمام لشريط الفيديو الذي نشر على موقع "ويكيليكس"، والذي يظهر الجيش الأمريكي يقتل مدنيين عراقيين - كانوا يعملون لدى وكالة رويترز الإخبارية- في بغداد عام 2007 من مروحية "أباتشي". وتنشر الجارديان مقالا للكاتبة العراقية هيفاء زنكنة بعنوان "الغضب يتكلس في قلبي وأنا أشاهد الشريط"، تصف فيه الحي الذي وقعت فيه المجزرة بأنه "حي مزدحم بأبناء الطبقة العاملة العراقية، حيث يلعب الأطفال بأمان خارج بيوتهم. " وتقول زنكنة إن: "مصور رويترز الذي نراه يقتل بكل سهولة في هذا الشريط لم يتعدى عمره 22 عاما، كان أعزب ولا بد أنه كان طموحا وفخورا بالعمل مع رويترز. أما سائقه سعيد جماغ، فكان عمره 40 عاما، وترك وراءه أرملة وأربعة أطفال لينضموا إلى ملايين الأرامل واليتامى العراقيين". وتدين الكاتبة كون شهود عيان نقلوا ما رأوه من موقع الحادث في 2007، "لكن أحدا لم يستمع حتى ظهر هذا الشريط." وتكرر مقتطفات من الحوار الذي دار بين طاقم المروحية الأمريكية والقوات الأمريكية على الأرض قائلة إنها "تجرد العراقيين من إنسانيتهم وتجعل قتلهم سهلا". وتذكر الكاتبة بواقعة حديثة في بغداد التي قورنت بمجزرة "ماي لي" في فيتنام, حيث قتل 11 مدنيا في يونيو 2006 وتم اغتصاب وقتل الفتاة العراقية عبير الجنابي وأسرتها. تقول الكاتبة: "عادة ما نسمع عن صدمة الجنود الأمريكيين وحزنهم لفقدان زميل لهم ووعيدهم بالانتقام، لكننا لا نسمع أي شيء عن أشخاص مدنيين أبرياء ترتكب بحقهم مذابح ضد الإنسانية، مثل تلك الأرملة العراقية التي قالت لي الصيف الماضي: لكننا لم نغزو بلدهم"!