مدرسة في الأقصر تحفظ القرآن بالدواية والحبر لإتقان الحفظ وتحسين الخط

تقدم معظم أسر مدينة القرنة بالأقصر، على إلحاق أبنائهم الصغار بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم "كُتَّاب" باستمرار مما أكسبها شهرك واسعة بين مثيلاتها في باقي أنحاء المحافظة على الرغم من اعتماد هذه المدرسة على التحفيظ بأساليب قديمة نوعًا ما مثل الدواية والحبر والألواح وأقلام البوص.
وقال تميم محمد حماد، مدير المدرسة القرآنية الكائنة بقرية البعيرات في القرنة بالأقصر، إن معلمو المدرسة والذين التحقوا للتحفيظ والتدريس بها تطوعًا لازالوا متمسكين باستخدام الأساليب القديمة في تحفيظ القرآن الكريم بصفة خاصة لإيمانهم بأنها لازالت تحتفظ بالأفضلية في مساعدة الطلاب على إتقان الحفظ.
وأضاف حماد، ل"الشروق" أن الأساليب والأدوات المستخدمة بالطبع تراثية لكن تساعد الطلبة في تحسين الخطوط لديهم بجانب حفظ القرآن الكريم بسرعة كبيرة مع إمكانية إتقان الكثير من خطوط الكتابة العربية حيث يتم خلال فترة التدريس والتحفيظ تعليم خطوط كتابية مختلفة من خطوط النسخ والديوانى والرقعة والثلث والكوفي مما يجعل الطالب متميز في كل شيء متعلق باللغة العربية.
وتابع حماد: "المدرسة القرآنية هنا بقرية البعيرات يقسم الطلاب فيها إلى مجموعات وحلقات، ويشرف معلم على كل 3 حلقات يقوم بتحفيظهم القرآن بالأحكام والكتابة على اللوح وذلك خلال 4 مراحل، هي الإملاء والتصحيح والحفظ وتسميع اللوح".
وأوضح همام همام، معلم بالمدرسة القرآنية بالبعيرات في القرنة بالأقصر، أن بعد تسميع اللوح يقوم الطالب بتسميع الماضي المحفوظ، ثم يكون هناك ورد قراءة كي يعتاد الطلبة على النظر في المصحف الشريف، وهنا المدرسة تطبق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم "أديمو النظر في المصحف".
وأردف همام، ل"الشروق" أنه بجانب التحفيظ وورد القراءة يتم تعليم القراءة والكتابة وذلك بالنسبة للطلبة الذين يلتحقون بالمدرسة وهم لا يستطيعون القراءة أو الكتابة كما أنه في أثناء مراحل التحفيظ يتم تعليمهم أحكام التلاوة والتجويد ليصبح الطلبة مؤهلين تأهيل كامل بذلك لخوض المسابقات العالمية في القرآن الكريم.
وأشارت بسمة عبد الحميد سعدي، معلمة بالمدرسة القرآنية بالبعيرات في الأقصر، إلى أن الكتاب يقوم بتعليم الطلبة تحت إشراف من مديرية الأوقاف بالأقصر وإدارة أوقاف القرنة ويتلقى دائمًا تبرعات من الأهالي والمحبين لفعل الخير سواء كانت تبرعات عينية كالمصاحف وال كتب السيرة النبوية وكتب تعليم القراءة والكتابة أو تبرعات مادية توزع كجوائز على الطلبة لتحفيزهم في أثناء الدراسة.
واستطردت عبد الحميد، ل"الشروق" أن القائمون على إدارة المدرسة والداعمين لها دائمًا ما يحرصون على زيادة شهرتها وتلى تخريج دفعات من الطلبة حفظة القرآن الكريم بالكامل وهو ما تم مسبقًا بتخريج 3 دفعات منذ تأسيس المدرسة، كما يتم ضمن خطط التحفيز والتكريم إقامة احتفاليات يتم من خلالها منح عمرة لعدد من الطلاب أو الطالبات ممن حفظو القرآن الكريم كاملًا بأحكام التلاوة والتجويد، ومكافأت أخرى مثل أجهزة كمبيوتر مكتبية ومحمولة وهواتف محمولة للأخرين لتشجيعهم على محاولة بذل مزيد من الجهد و ختم القرآن الكريم مثل زملائهم.