• فرح الديبانى تغنت فى الافتتاح بأعمال أسمهان وداليدا إلى جانب مختارات من الغناء الأوبرالى • شهد مشاركات لفيروز و«دوينجو» و«بوتشيللى» واحتفل بأم كلثوم وحليم. احتفل مهرجان بيت الدين بانطلاق دورتة الاربعين، بمشاركة مصرية ممثلة فى مغنية الاوبرا فرح الديبانى، بمصاحبة أوركسترا المايسترو لبنان بعلبكى، هذه الفنانة المصرية الحائزة على جوائز عالمية، التى أعدت برنامجا خصيصا ل«بيت الدين»، وهو عبارة عن مجموعة من الألحان الكلاسيكية الأوبرالية، بينها مقتطفات من عدة أوبرات عالمية منها أوبرا كارمن، شمشون ودليلة، إضافة إلى ألحان وأغان لكبار نجوم العالم العربى منها أغنية «لبيروت من قلبى سلام» لفيروز كما غنت لأسمهان وداليدا. فرح الديبانى غنت فى دار الأوبرا فى باريس، وحصلت من جمهورها على أفضل صوت شاب منذ عدة سنوات، كما غنت فى برلين والصين ومهرجان الفن فى البندقية، وبالطبع فى أوبرا القاهرة ومعهد العالم العربى فى باريس. الكل ما زال يتذكر «الديبانى» عندما غنت النشيد الوطنى الفرنسى يوم إعادة انتخاب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وكذلك فى حفل ختام كأس العالم 2022 فى قطر. مهرجان بيت الدين يقام فى قصر الأمير بشير، الذى يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره نحو 200 سنة، ويشهد برنامجه هذا العام حفلات موسيقية، مسرحية غنائية، حيث شهد أمس فى فاعليات ثانى أيام المهرجان لقاء موسيقيا، جمع بين الفلامينكو والألحان الشرقية، مع فرقة «شيكويلو»، وعازف الجيتار ومؤسس الفرقة خوان جوميز، ترافقه فرقته رقصا وعزفا. أما القسم الثانى من الحفل، شهد عودة الفنان اللبنانى عازف البيانو والملحن صاحب الشعبية الواسعة، جى مانوكيان للسنة الثانية على التوالى. والذى قدم عروضا محلية ودولية على مدى الثلاثين عاما الماضية، وعمل مع كبار الفنانين، وعرف بأسلوبه الذى يدمج الألحان الشرقية مع الموسيقى الحديثة. ليلة 25 يوليو ثالث أيام المهرجان هى ليلة موسيقى الجاز، والتى تستضيفها الساحة الداخلية للقصر، وتجمع بين كبار فنانى الجاز فى لبنان، الجزء الأول من الحفل يشهد مشاركة دونا خليفة، الملحنة وعازفة الموسيقى مع مجموعتها. والقسم الثانى مع عازف البيانو والملحن آرثر ساتيان وفرقته، وهو أحد أهم موسيقيى الجاز وأكثرهم تأثيرا فى المنطقة. وواحدة من الحفلات المنتظرة هى التى ستقدمها الفنانة اللبنانيةالأمريكية ميساء قرعة يوم 27 يوليو. وقرعة هى مغنية وكاتبة أغان مرشحة لجائزة «جرامى»، ستقدم مزيجا من موسيقى البوب والروك والموسيقى العربية، أُعِدَ الحفل خصيصا لمهرجانات بيت الدين بقيادة الملحن وعازف الكمان الأردنى يعرب سميرات، مع ظهور جديد للملحن اللبنانى الشهير وعازف العود شربل روحانا. أما الختام وعلى مدى ثلاثة أيام 2 و3 و5 من أغسطس تقدم المسرحية الغنائية العالمية «شيكاغو بالعربى» التى تقدم باللغة العربية لأول مرة، وهى التى قدمت فى عروض محدودة جدا. هذه المرة ستنتقل إلى بيت الدين. «شيكاغو بالعربى» هى أول مسرحية موسيقية من برودوى تقدم باللغة العربية تأليف وتصميم وإخراج اللبنانى روى الخورى بمشاركة ممثلين بارزين هم ميرفا قاضى، وسينثيا كرم، وفؤاد يمين، ويمنى بو هدير، وماتيو الخضر، وإلياس كريستوفوريديس. تضم المجموعة 20 راقصا و20 موسيقيا ومغنيا، إلى جانب الملحن إيليو كلاسى وكاتب الأغانى أنتونى أدونيس. والعرض من إنتاج نائلة الخورى، وانطلق لأول مرةٍ فى كازينو لبنان، فى خمسة عروضٍ نفدت تذاكرها بالكامل. المهرجان هذا العام اعتمد فى برنامجه على عدد أكبر من الفنانين اللبنانيين بسبب الأزمة الاقتصادية اللبنانية. اللبنانيون الذين احتفلوا، مساء الخميس الماضى، بمرور 40 عاما على انطلاق هذا المهرجان، ما زالوا يتذكرون أنه أسس وسط أصوات المدافع والدانات والصواريخ والقنابل، حيث خرج المهرجان إلى النور خلال الحرب اللبنانية (1975 1990) وأسفرت عن مقتل ما يقدر ب120 ألف شخص. ووقتها تحدى اللبنانيون تلك المشكلات بأصوات الجيتار والكمان والبيانو والعود والقانون وغيرها من الآلات الموسيقية إلى جانب من شارك من المطربين فى ذلك الوقت، لذلك يعد الاحتفال بمرور 40 عاما هو نوع من الانتصار على ما تعرض له لبنان، فى وقت لم تكن فيه الصواريخ والمدافع تفرق بين اللبنانيين، الكل معرض للخطر فى أى لحظة، لكن المهرجان استمر. وحضر إلى خشبة مسرح بيت الدين كبار فنانى العالم، مغنى الأوبرا الشهير الإسبانى بلاسيدو دومينجو، والروسية النمسوية آنا نتريبكو، والأمريكية الراحلة جيسى نورمان، إضافة إلى النجم البريطانى إلتون جون، والمغنى الفرنسى الراحل شارل أزنافور، وفيروز وهو ما يؤكد أن الفن دائما يتغلب على لغة الحروب، وتحول المهرجان إلى واحد من أهم مهرجانات العالم العربى على الإطلاق. المهرجان فى محطاته الأولى كان عبارة عن حفلات فنية لبنانية مع بعض مشاركات من فرق فولكلورية من الاتحاد السوفيتى وقتها وغيرها، وتمكن المهرجان من إقناع أسماء كبيرة على المشاركة، مارسيل خليفة مثلا كان من بين الأوائل الذين شاركوا عام 85 أو 86. وكذلك ماجدة الرومى، ووديع الصافى وصباح فخرى، المهرجان كانت له أمسيات ذات طابع أدبى ومسرحى وسينمائى فى بداياته، استقبل أمسية للشاعر عمر أبو ريشة، كذلك نزار قبانى وغيرهما، وعام 1987 قدم دريد لحام مسرحية «شقائق النعمان». وفى مرحلة لاحقة كان المهرجان من أوائل من عرض فيلم «المصير» ليوسف شاهين، لأن العديد من لقطاته صورت فى المكان نفسه الذى يتم فيه إحياء الحفلات. واحتفل المهرجان بمئوية ميلاد زكى ناصيف، منها استضافة الأوركسترا الشبابية الفلسطينية مع مارسيل خليفة فى تحية إلى محمود درويش، واستضافة (ستابات ماتر) المسيحيين والمسلمين فى تكريم مريم العذراء يرافقه كل من مجموعة الكندى وكذلك حفلات السيدة فيروز لأربع سنوات متتالية من 2000 إلى 2003، شكلت محطات مضيئة لا تنسى، وكذلك حفلة آمال ماهر التى استعادت ربرتوار السيدة أم كلثوم. هذا العمل من إنتاج مهرجانات بيت الدين التى نقلناها لافتتاح مهرجان أمستردام ومهرجان الأردن. وكذلك عبده شريف «تحية إلى عبدالحليم حافظ» بمناسبة مرور 90 عاما على ميلاده، وتحية إلى أسمهان مع الفنانة المغربية كريمة الصقلى. بالإضافة إلى عمل متكامل من مسرحية موسيقية إلى معرض تكريما للسيدة صباح وبحضورها. المسرحية الغنائية «نوتردام دوبارى التى عرضت لست ليالٍ متتالية، وحفلة التون جون، أندريا بوتشيلى، وبلاسيدو دومنجو وكذلك استضافة مغنية الأوبرا العالمية مونتسيرات كابالى وكانت أول حفلة تقام فى الباحة الخارجية للقصر التى تتسع ل4000 شخص، والغريب عندما اعتلت الخشبة وبدأت بالغناء تعطل الميكروفون فجلست مونتسيرات على المسرح بكل تفهم وأخذت تحاكى الجمهور لمدة عشر دقائق، أيضا استضاف المهرجان فى 2018 الفنانة كارلا برونى، زوجة الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى التى أثارت مهنتها كسيدة أولى فى الإليزيه الكثير من الأخذ والرد فى فرنسا. التى تغنت بالفرنسية والإنجليزية كما شهد المهرجان فى نفس العام مشاركة كاظم الساهر. شهد المهرجان عبر سنواته عددا من العروض المسرحية المهمة منها مسرحية «عرس الدم» الشهيرة لأنطونيو جايدس، وهى مستوحاة من مسرحية فيديريكو جارسيا لوركا،، ولمحبى غناء «الكاباريه»، قدمت أوتيه لمبر عرضا هو عبارة عن مكالمة هاتفية مدتها 3 ساعات بين أوتيه ومارلين ديتريش حدثت عام 1988. والتى فازت بها بجائزة موليير عن أدائها فى «كاباريه» (Cabaret) فى باريس.