«عمري ما هلعب في مصر إلا للزمالك».. بهذه الكلمات ودع إمام عاشور جماهير فريقه السابق الزمالك في شهر يناير الماضي، قبل انتقاله إلى فريق ميتيلاند الدنماركي لخوض رحلة احتراف، ولكنه سرعان ما عاد لمصر مرة أخرى وهذه المرة يرتدى القميص الأحمر الخاص ب النادي الأهلي الغريم التقليدي لناديه السابق. وأعلن النادي الأهلي في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، تعاقده رسميا مع إمام عاشور حتى صيف 2028، بعد التوصل لاتفاق مع إدارة ناديه السابق ميتيلاند الدنماركي. وأعاد انتقال إمام عاشور إلى الأهلي، للأذهان القصة الأشهر في انتقالات كرة القدم بالقرن العشرين، وهي تعاقد ريال مدريد مع النجم البرتغالي لويس فيجو في صيف 2000، والذي كان حينذاك قائد الغريم التقليدي برشلونة، في صفقة هزت الوسط الرياضي الأوروبي حينها. وكان لويس فيجو المعشوق الأول لجماهير برشلونة حتى صيف 2000، خاصة أنه كان أحد رموز الفريق الكتالوني ومن يحمل شارة القيادة أيضًا، علما بأنه لعب لصفوف البارسا من 1995 إلى 2000، وقاد الفريق للتتويج ب 7 بطولات محلية وقارية. كما أن فيجو كان مثيرًا للجدل دائما بعد انضمامه لبرشلونة، بسبب قصات شعره الغريبة وهتافاته مع جماهير الفريق الكتالوني ضد ريال مدريد ورموزه في مختلف المباريات، لذلك كان انتقاله إلى الغريم التقليدي ريال مدريد بمثابة الصدمة لجماهير برشلونة، والتي وصفته ب أكبر خائن في تاريخ النادي. في صيف 2000، قرر فلورنتينو بيريز دخول السباق الانتخابي لرئاسة نادي ريال مدريد، ولكنه وجد نفسه أمام لورينزو سانز وهو منافس قوي ومحبوب لدى الجمعية العمومية بالنادي، لذلك وجد في النجم البرتغالي لويس فيجو ضالته لحسم الماراثون الانتخابي، بعدما وعد أعضاء الجمعية العمومية بالتعاقد معه حال فوزه في الانتخابات. ونجح بيريز في التوصل لاتفاق مع فيجو ووكيل أعماله، يقضي بانتقال النجم البرتغالي إلى ريال مدريد حال فوز الأول بمقعد الرئاسة في النادي العاصمي، وتم توقيع عقد قانوني يلزمه بإتمام تعاقد رسمي فيما بعد إذا أصبح بيريز رئيسا للنادي، مقابل الحصول على 3 ملايين دولار، إلى جانب وجود شرط جزائي ب 32 مليون دولار يدفعه اللاعب حال تراجعه عن رغبته في الانتقال إلى البلانكو. وبعد أيام من حدوث الاتفاق بين فيجو وبيريز، تم تسريب بعض المعلومات عن الاتفاق إلى الصحافة الإسبانية، ولكن خرج النجم البرتغالي عن صمته وطمأن جماهير الفريق الكتالوني، قائلا: «أود أن أؤكد لكل جماهير برشلونة حول العالم، أن لويس فيجو سيكون متواجدا في ملعب كامب نو في 24 يوليو القادم لبداية الموسم الجديد». وفي شهر يوليو من عام 2000، تم الإعلان عن فوز بيريز برئاسة نادي ريال مدريد، ولم يحتاج رئيس البلانكو سوى 24 ساعة لإحداث هزة قوية في الوسط الرياضي العالمي، بعدما أعلن انتقال فيجو رسميا إلى المرينجي، كأغلى لاعب في العالم في ذلك الوقت، بعد دفع الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة والمقدر ب 64 مليون دولار. وظلت جماهير ريال مدريد تهاجم فيجو طوال فترة تواجده مع النادي الكتالوني، وذلك لكونه النجم الأول ومحبوب الجماهير هناك، ولكن تغير الوضع تماما بعد الإعلان عن تعاقده مع المرينجي، ليقود الفريق إلى التتويج ب 7 ألقاب من بينهم دوري أبطال أوروبا 2002، بعد الفوز على باير ليفركوزن في المباراة النهائية. ولم يختلف الأمر كثيرًا مع إمام عاشور، حيث وصفته جماهير الزمالك ب «ابن النادي» منذ انضمامه إلى الفريق في صيف 2019، وذلك بسبب حبه الشديد للفريق الأبيض، الذي وصل به لإطلاق هتافات مسيئة للنادي الأهلي في إحدى مباريات دوري الشباب، ولكن تم إيقافه من قبل اتحاد الكرة بعد تصوير الواقعة، إلى جانب دخوله في مشادة قوية مع وليد سليمان قائد الفريق الأحمر في مباراة كأس السوبر المصري بالإمارات 2020. كما عُرف إمام عاشور بإثارته للجدل منذ انتقاله إلى الفريق الأبيض، حيث كان دائم التغيير لقصة شعره والدخول في صدام مع جماهير الأهلي، وظهر اللاعب بقصة شعر غريبة في شهر نوفمبر الماضي، بعد أيام قليلة من خسارة الزمالك لقب كأس السوبر أمام الفريق الأحمر، مما أثار غضب مسؤولي القلعة البيضاء ولكن تم احتواء الأزمة حينذاك.
واليوم بعد الإعلان رسميا عن انضمام إمام عاشور إلى القلعة الحمراء، انقلب الوضع رأسا على عقب في الوسط الرياضي المصري، حيث أصبح اللاعب معشوق جماهير الأهلي وخائن بالنسبة لمشجعي الفريق الأبيض، ولكن سيظل السؤال الأهم في هذا التوقيت وهو «ما فعله فيجو وعاشور.. خيانة أمام احتراف».