توفي الكاتب الفرنسي التشيكي المولد الشهير ميلان كونديرا عن عمر ناهز 94 عاما، حسبما أكدت متحدثة باسم "مكتبة مورافيا" في مدينة برنو التشيكية نيابة عن زوجته. وأفاد التليفزيون التشيكي الأربعاء، بوفاة الكاتب الفرنسي التشيكي المولد ميلان كونديرا، عن عمر 94 عاماً، وفق ما أفادت وكالة "رويترز". ويعرف كونديرا بعدة مؤلفات أبرزها "كائن لا تحتمل خفته"، وكتاب "الضحك والنسيان"، و"الخلود" و"المزحة". وولد كونديرا في 1 أبريل 1929، في برنو في تشيكوسلوفاكيا (التشيك حالياً) لأب وأم تشيكيين. كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو. ذهب كونديرا إلى منفاه في فرنسا عام 1975، وحصل على الجنسية الفرنسية عام 1981، وهو ما أدى إلى فقدانه الجنسية التشيكية التي استعادها عام 2019. ويرى كونديرا نفسه على أنه كاتب فرنسي ويصر على أن أعماله يجب أن تصنف ضمن الأدب الفرنسي. تعلم ميلان كونديرا العزف على البيانو من والده، ولاحقا درس علم الموسيقى والسينما والآدب، تخرج في العام 1952 وعمل أستاذاً مساعداً، ومحاضراً في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. نشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية. التحق ميلان كونديرا بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، وعاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب، ثم فُصل مرة أخرى عام 1970. ونشر ميلان كونديرا في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة. فقد ميلان كونديرا وظيفته عام 1968 بعد دخول الاتحاد السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمّي ربيع براغ، اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذا مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك إثر إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، كنتيجة لكتابته كتاب "الضحك والنسيان". تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته الشهيرة "كائن لا تحتمل خفته"، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة، وفي عام 1995 قرر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته "البطء". وتُرجمت كتب كونديرا إلى عشرات اللغات وبيعت منها ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم. وحصل كونديرا على العديد من الجوائز، منها جائزة Prix Médicis الفرنسية ووسام جوقة الشرف الفرنسي وجائزة القدس. وحاز كونديرا على الشهرة العالمية في عام 1984 مع نشر روايته " كائن لا تحتمل خفته" ، وهي قصة تراجيدية عن الحب والنفي.