ترأس اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، الاجتماع التنسيقي الذي عُقد بمقر جامعة جنوب الوادي، لبحث سبل التعاون المشترك بين محافظة قنا، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، وجامعة جنوب الوادي، بما يخدم تنمية منطقة المثلث الذهبي. وجاء ذلك بحضور الدكتور عادل سعيد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، والدكتور أحمد عكاوي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وعدد من المتخصصين في مجالات الهندسة والتعدين والتخطيط والاستثمار بديوان عام محافظة قنا. وقال محافظ قنا، إن مشروع المثلث الذهبي يعد واحدا من أكبر المشروعات القومية التي ستنفذ في جنوب صعيد مصر، وسوف يحقق طفرة تنموية شاملة سواء كانت عمرانية أو زراعية أو تعدينية أو سياحية أو صناعية؛ ما سيعود بالنفع على الاقتصاد القومي. وأشار إلى أن المنطقة تحوى الكثير من الثروات الطبيعة التي تخدم عملية التنمية المتكاملة والمستدامة لمنطقة جنوب الصعيد، وذلك من خلال إقامة مجمعات صناعية متكاملة تهدف إلى تعظيم حجم الاستفادة من كنوز هذه المنطقة كما أنها تساهم في ارتفاع الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة للمواطنين. كما قدم محافظ قنا، شكره للمسئولين بجامعة جنوب الوادي لتنظيمهم هذا اللقاء التنسيقي، وعرض الدراسات البحثية التي تمت بمنطقة المثلث الذهبي، مثمنا دور الجامعة كمنارة للعلم ومركزا للدراسات البحثية والاستشارات الفنية، في تقديم الدعم للمحافظة لتنفيذ المشروعات القومية المختلفة، وذلك من خلال دراساتها البحثية المختلفة، فضلًا عن دورها في تقديم الخدمات المجتمعية وتنمية المجتمع. من جانبه استعرض الدكتور عادل سعيد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، الخطوات التي تم تنفيذها على أرض الواقع بدايةً من إسناد المشروع إلى شركة دي بولونيا الإيطالية عام 2015، لإعداد الخطة الرئيسية التي تستهدف تنمية منطقة المثلث الذهبي من خلال وضع تصور حقيقي مبني على الواقع الحالي والمستقبلي والإمكانيات المتاحة، مرورا بصدور قرار رئيس الجمهورية بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي عام 2017. وأشار إلى أن منطقة المثلث الذهبي تقع على مساحة 2.2 مليون فدان، ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير، ويستغرق تنفيذ المشروع بها 30 عامًا، ويتم تنفيذه على 6 مراحل تستغرق كل مرحلة 5 سنوات، مضيفا: "نعمل حاليا على تنفيذ مجموعة من المشروعات خلال الفترة المقبلة، حيث يجرى التنسيق مع عدد من الشركات الأجنبية والمصرية لبدء استثماراتهم في المنطقة". وأضاف الدكتور أحمد عكازي، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي، أن الجامعة تسخر جميع إمكانياتها ودراساتها البحثية لخدمة مشروع المثلث الذهبي والمساهمة في نجاحه، مستعرضا الإمكانيات التي تضمها الجامعة من حيث المساحة التي تشغلها والكليات والمعاهد التابعة لها وتطور الدراسة بها، وأعداد الطلبة والخريجين، والعاملين بها من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، وكذلك المعامل البحثية والمكتبات والمجلات العلمية والدوريات التي تصدرها الجامعة. وأكد استعداد الجامعة لتقديم كل أوجه الدعم للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي سواء كانت دراسات بحثية سابقة، أو استشارات فنية. من ناحيته قدم الدكتور محمد إسماعيل وكيل كلية العلوم للدراسات العليا والبحوث، عرضًا توضيحيًا، تضمن خريطة رقمية للموارد المعدنية في منطقة المثلث الذهبي، وكيفية الاستفادة منها في مجالات الصناعة والتعدين، وقدم الدكتور وائل بكري عميد كلية الآثار، عرض توضيحي حول آلية التنشيط السياحي بمنطقة المثلث الذهبي، من خلال رسم الخريطة السياحية للآثار اليونانية، وتأهيل مسار الحجاج القديم عبر طريق قفط القصير. يُذكر أن مشروع المثلث الذهبي يضم مناطق عمرانية وصناعية وتعدينية وسياحية وزراعية وتجارية، حيث إن المنطقة غنية بالثروات التعدينية والمحجرية، مثل الذهب والبازلت والرمال البيضاء والحجر الجيري والصخور الفوسفاتية، بالإضافة إلى العديد من مقومات السياحة كالشواطئ البكر الممتدة، والمواقع الأثرية. ويبلغ حجم استثمارات المشروع حوالي 16.5 مليار دولار، وسوف يوفر حوالي 350 ألف فرصة عمل، ويحقق عوائد سنوية للدولة تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار سنويا، ومن المتوقع أن تستوعب المنطقة حوالي مليوني نسمة.