تشهد بريطانيا، غداً السبت، تتويج الملك تشارلز الثالث خلفا لوالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، وهو ما يمثل أول تتويج لملك جديد يشهده الكثير من الأجيال في بريطانيا والعالم بعد التتويج الأخير للملكة الراحلة عام 1953. ويدير حفل التتويج رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، في كنيسة وستمنستر آبي بلندن، وهي كنيسة التتويج البريطانية منذ عام 1066، حيث تجتمع الكنيسة والدولة لتتويج الملك رسميا كقائد جديد لهم مع القوى الملكية، وفقا لما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية. ومن المقرر أن يبدأ التتويج الساعة 11 صباحا بتوقيت إنجلترا ومن المتوقع أن يستمر حوالي ساعتين. وتبدأ الاحتفالات عندما يسافر الملك تشارلز والملكة كاميلا من قصر باكنجهام إلى وستمنستر أبي، وفي انحراف طفيف عن التقاليد، يستقل الزوجان عربة اليوبيل الماسي للدولة التي تجرها 6 خيول وندسور رمادية وتم بنائها في أستراليا عام 2010، ويرافقهم على طريق 1.3 ميل الحراس الشخصيون الأكثر ثقة في السيادة، سلاح الفرسان الملكية. وسيتم إعادة الملك تشارلز والملكة كاميلا إلى القصر باستخدام عربة الدولة الذهبية، التي تعود إلى عام 1762 وتم استخدامها في كل تتويج منذ ويليام الرابع عام 1831، وسيتبع موكب التتويج هذا نفس المسار ولكنه سيكون أكبر بكثير من حيث الحجم من الموكب الذي سبق التتويج. وقال منظمي قصر لامبيث إن التتويج يعتمد على التقاليد ولكن مع بعض التفاصيل الحديثة، من بين هذه التغييرات في الحفل المسيحي القديم، أن يصلي الملك بصوت عال، ويشارك القادة الدينيين من الديانات الأخرى، ورجال الدين الإناث ودمج اللغات الأخرى التي يتم التحدث بها في الجزر البريطانية. كما تم استبدال التكريم التقليدي للأقران ب "تكريم الشعب" الذي سيشهد دعوة الجمهور للانضمام إلى "جوقة من ملايين الأصوات تم تمكينها لأول مرة في التاريخ للمشاركة في هذه اللحظة المهيبة". واحتفظ تشارلز بالعناصر الأساسية لطقوس التتويج التاريخية، رغم المطالبات بالتحديث، ومن بينها الاعتراف والقسم والدهن والتنصيب وارتداء التاج والجلوس على العرش والمبايعة بالولاء. وخلال العنصر الأساسي الأول، الاعتراف والإقرار، يقف تشارلز، في لحظة رمزية على منصة خاصة أقيمت في الكنيسة ويتم تقديمه للناس. ويحصل الملك بعد ذلك على الكتاب المقدس للتتويج ويؤدي قسم التتويج، الذي يشرف عليه رئيس الأساقفة، وهو مطلب قانوني، حيث يتعهد تشارلز بالحكم وفقا للقانون وممارسة العدالة برحمة. وبعد ذلك، يجلس الملك على كرسي التتويج ويمسحه رئيس الأساقفة بالزيت المقدس، وتعتبر تلك الخطوة هي الجزء الأكثر قداسة في المراسم، حيث يصفه ويلبي بأنه لحظة بين الملك والله، ولن يكون هذا الجزء مرئيا حيث سيتم رفع شاشة خاصة ثلاثية الجوانب للحفاظ على قدسية الفعل. وخلال الدهن، سيصب رئيس الأساقفة "زيت المسيح" من قارورة ذهبية على شكل نسر على ملعقة التتويج الفضية المطلية بالذهب، والتي تعود للقرن ال 12، قبل أن يمسح تشارلز على رأسه وصدره ويديه. كما يرتدي الملك ثيابا ذهبية ويقدم له رموز التتويج، من بينها سيف التقديم أو السيف المرصع بالجواهر، وهو قطعة مذهلة مصنوعة منذ عام 1820، واستخدمت لأول مرة عند تتويج الملك جورج الرابع. ويتكون السيف من نصل فولاذي محمل بالذهب مع مجموعة من الزمرد والياقوت والياقوت الأزرق والماس، كما يوجد للسيف غطاء جلدي مغطى بالذهب، ويبارك السيف رئيس الأساقفة، ويسلمه إلى الملك. وتأتي قمة طقوس التتويج عند لحظة ارتداء التاج الملكي، وتمتلك العائلة الملكية 13 تاجا في مجموعة تيجانها، لكن لا يوجد ما هو مبجل ومهيب أكثر من تاج سانت إدوارد (1661)، حيث سيرتديه الملك مرة واحدة فقط طيلة فترة حكمه، وهي خلال التتويج. وأخيراً، تأتي مرحلة العرش والمبايعة، حيث سيتولى تشارلز عرشه، الذي يعرف باسم "كرسي التتويج" أو "كرسي القديس إدوارد" ويعود لعام 1300 حين أمر إدوارد الأول بصناعته، ثم يشق أفراد العائلة المالكة والأقران طريقهم إلى الملك لتقديم "الولاء". لكن يُعتقد أن الأمير ويليام فقط هو الذي سيركع أمام الملك، وفي غضون ذلك، تم استبدال دور الأقران بدعوة للجمهور لقسم الولاء لتشارلز في حال رغبوا في ذلك.