الأحلام التى تداعب أطفالنا فى المنام أمر طبيعى وهى جزء من النشاط الليلى للمخ، ولكن الكوابيس التى تنتابهم أحيانا فتغتال هذه الأحلام وتجعل الطفل يصحو من نومه مرتعد الأطراف ويتصبب العرق من كل جسمه أمر غير طبيعى مما يتطلب منك اتخاذ بعض التدابير لحماية طفلك من مخاوفه. لماذا تحدث الكوابيس؟ تحدث الكوابيس عادة عند مرور الطفل ببعض الأحداث الصعبة كطلاق الأبوين أو التشاجر مع زملاء الدراسة وتعبر عن القلق والمخاوف التى تختزن فى عقله الباطن والتى لا يستطيع التعبير عنها فى يقظته.. مثل الكوابيس التى تصيب بعض الأطفال عندما تنجب الأم طفلا جديدا فيخشى إهمالها له وأن يأخذ الصغير مكانته عند الأم وهنا قد يرى كابوسا بأن أمه تركته وحده فى المنزل كنوع من التعبير عن مخاوفه. كذلك قد تكون تلك الكوابيس وسيلة للتنفيث عن الغضب والذى لا يستطيع التعبير عنه فى الواقع كأن يحلم الطفل بالأم على شكل ساحرة شريرة قبيحة الوجه فى اليوم الذى يتعرض فيه للتوبيخ منها ولا يستطيع بالطبع الرد عليها فتصورها له الكوابيس على هذه الصورة وكأنه يعاقبها على ما فعلته به أثناء النهار. ومن المعروف أن الكوابيس لا تترجم مخاوف عميقة أو مستمرة ولكنها مجرد مخاوف وقتية وليدة اليوم لذا يجب ألا تثير القلق إلا إذا تكرر حدوثها بصورة مستمرة وهنا يجب استشارة طبيب متخصص للوقوف على أسباب المشكلة. دور الأم: عندما يوقظك طفلك وهو خائف فلا توبخيه فهو بحاجة للشعور بالأمان وأنت بجانبه. لا تضيئى نور الحجرة ولا تحمليه إلى سريرك ولكن اجلسى بجانبه مع التربيت عليه بحنان ثم اعطيه كوبا من الماء فإذا ما استيقظ بسبب الكابوس لن يفيق تماما قبل مرور دقيقتين على الأقل حتى يستطيع أن ينفصل عن الكابوس. حاولى أن تجعليه يقص عليك ما رأى ومعرفة التفاصيل حتى يتخلص من الصورة التى رأها فى أحلامه. اخبريه بأنك لن تتركيه وحده وبأنك موجودة لحمايته مع عدم المبالغة حتى لا يخشى النوم خوفا من معاوده الكوابيس. ضعى لمبة سهراية فى حجرته حتى يشعر بالأمان. كوابيس الأطفال تختلف عن كوابيس الكبار فهى تمتلئ بالوحوش والأشباح والساحر الشرير ولكن لا يعنى هذا التوقف عن قراءة القصص الخيالية لطفلك والتى تستهويه لأنها تناسب عمره ولكن اختارى منها ما لا يبعث فيه مزيدا من المخاوف. قبل نوم طفلك بنحو ساعة حاولى توفير جو من الهدوء فى المنزل، دعيه يتناول عشاء خفيفا أثناء مشاهدة فيلم مرح من الكرتون الذى يفضله واحمليه إلى السرير بنفسك مع طبع قبلة المساء على جبينه. تجنبى حدوث المشكلات بينكما قبل ذهابه لسريره مثلا المشكلات التى تحدث عادة بسبب تلكؤه فى الذهاب للنوم أو بسبب رفضه تناول العشاء فالأهم أن يكون نومه هادئا حتى يستيقظ نشيطا فى الصباح.