يجب أن تكون هناك قواعد تحظر إطلاق الذكاء الاصطناعى غير الآمن أحدث برنامج الدردشة ChatGPT الخاص والمدعوم بالذكاء الاصطناعى والذى يعتمد على الأسئلة والأجوبة جدلا واسعا وأدى بالفعل إلى تعطيل مجموعة من المجالات والصناعات لقدرته على استبدال بعض الطاقات البشرية أبرزها فى مجال التعليم. لكن المخاطر المحتملة لهذا العصر الجديد من الذكاء الاصطناعى تتجاوز فكرة منع غش الطلاب فى أوراقهم الدراسية حتى إن مؤسس الذكاء الاصطناعى حذر بنفسه من مخاطره وطرح سؤالا حول القيم التى نرتب بها هذه الأنظمة؟ لكن كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعى على عملك وحياتك؟ وهل المجتمع مؤهل له؟ جاوب عن هذه الأسئلة أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة «كاليفورنيا» وخبير الذكاء الاصطناعى ستيوارت راسل فى جلسة نقاشية مع جيرى كابلان المحاضر المساعد فى علوم الكمبيوتر بجامعة «ستانفورد». فى البداية أكد ستيورات راسل، أن هذه التكنولوجيا لديها القدرة على تغيير العالم فهى سلاح ذو حدين يمكنها أن تحسن نوعية الحياة للناس فى جميع أنحاء الكوكب أو تدمر الحضارات. كما أوضح البروفيسور راسل أنه سيكون هناك تأثير كبير على بعض الوظائف مثل كتابة السيناريو وخدمة العملاء والمزيد من المجالات، ومع ذلك، لا يمكن الوثوق بهذه الأجهزة تمامًا حتى الآن، لذا فإن هذه الوظائف ليست فى خطر مباشر. وأكد راسل أنه ينبغى تصميم الذكاء الاصطناعى لتعزيز المصالح البشرية فى المقام الأول، وأنه يجب الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعى لا يعرف ما هى تلك المصالح، ويجب البحث عن أدلة لتحديد تلك المصالح والعمل وفقًا لها، لذلك سيتطلب ذلك إعادة التفكير فى مفاهيم الذكاء الاصطناعى مثل التخطيط والتعلم المعزز والتعلم الخاضع للإشراف الذى يعتمد على معرفة الهدف مقدمًا، كما يجب تطويره بطريقة «قائمة على أسس جيدة»، مع فهم دقيق لجميع المكونات وكيفية عملها معًا. وشدد راسل على أنه حتى لو تم بناء التقنيات على هذا الأساس، يجب أن تكون هناك قواعد تحظر إطلاق الذكاء الاصطناعى غير الآمن. وقال راسل إن هناك بالفعل إطار عمل قانونى دولى يحدد ماهية الذكاء الاصطناعى المسئول ويحدد التوصيات ذات الصلة. وشدد على أنه يجب أن يكون المطورون قادرين على إظهار أن الذكاء الاصطناعى قوى ويمكن التنبؤ به ولا يمثل خطرًا لا داعى له على المجتمع قبل نشره. وتابع: إنه يتعين على الشركات الالتزام بهذه المبادئ ويجب على الدول تحويلها إلى قواعد. واستطرد راسل بأنه إذا تم الاعتقاد بأنه يوجد شرارات من الذكاء الاصطناعى العام، فهذه تقنية يمكن أن تغير وجه الأرض والحضارة تماما لذلك يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وأكد ستيورات راسل أنه لا يطالب بوقف ثورة الذكاء الاصطناعى ولكن يريد فقط السيطرة على قوة الذكاء الاصطناعى التى قد تتجاوز القدرات البشرية. ووصف أنه من الممكن أن يتحول لكارثة من تحسين الوظائف وحياة البشر إلى عواقب محتملة تتراوح من انتشار المعلومات الخاطئة إلى تشجيع الأفراد على إيذاء أنفسهم أو الآخرين، وأن بعض الحكومات أدركت فى جميع أنحاء العالم بالفعل المخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى وأدرجت مبادئ توجيهية لتطوير الذكاء الاصطناعى المسئول فى مبادئ منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية للذكاء الاصطناعى.