قالت الدكتورة يسر كاظم أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث، إن القاعدة العامة للصيام هي أنه مفيد لكل العمار إلا في حالات مرضية معينة تستلزم الفطور ولكن غير ذلك فان للصيام فوائد صحية ونفسية وروحانية عديدة تزداد مع التقدم في العمر، فقد ثبت دور الصيام في تحسين الصحة البدنية والنفسية وبصفة خاصة لكبار السن وذلك عن طريق تحفيز الجهاز المناعي وتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان وكذلك تحسين وظائف المخ الإدراكية والنفسية، ومن هنا ندرك أن الصيام تزيد فوائده مع التقدم في العمر طالما لا يوجد موانع صحية تحول دون الصيام. وطرحت أستاذ التغذية الطبية سؤالًا: ما هي الضوابط لصوم صحي مع تقدم السن؟، وعددت نقاطًا هامة يجب مراعاتها وهي : * شرب وتعويض المياه هي اهم عامل نحرص عليه في كبار السن ويجب التأكيد علي عدم التعرض للشمس او الحرارة اثناء الصيام. * كذلك الحرص علي اكل عده وجبات صغيره وخفيفه في الفتره من المغرب الي السحور. * الاهتمام بالنوم عدد ساعات كافيه لان قله النوم لها تاثير سلبي علي صحه المسنين. * يجب ان يتناول المسن علي الأقل 6 كوب من الماء و2 كوب زباي وكثير من الخضروات والفاكهة وقليل من المخللات التي تعوض نقص الأملاح أثناء الصيام كما تمنح كثير من البكتريا المفيده التي تعزز المناعة ووظائف المخ مع تقليل كمية الحلويات والسكريات والدهون في الوجبات. وقالت إن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام يسهم في تحسين الذاكرة والتركيز والحالة المزاجية وذلك بعد التعود على نظام الصيام أي بعد حوالي 3 أو 4 أيام من الصيام المنتظم، والتفسير العلمي لما يحدث للمخ مع الصيا م هو ان عمليه الصيام تزيد من ماده بروتينيه تسمي (BDNF)، وهي تحفز نمو الخلايا العصبية وتزيد من بلاستيكية المخ من خلال بناء شبكات ووصلات عصبية جديدة مما ينتج عنه تحسن ملحوظ في كل وظائف المخ لدرجة أنه هناك أبحاث تم عملها على فئران التجارب تشير أن الانتظام علي الصيام يقلل من احتمالات الإصابة بمرض اللزهايمر في الكبر، وفي بحث أخر في نفس السياق وجد أن هناك تحسن تشريحي في تركيبة المخ في حيوانات التجارب التي تخضع لنظام الصيام المتقطع. وأضافت أنه وجد أن الصيام يساهم في تحسن نوعية المستعمرات الجرثومية الموجودة بالجهاز الهضمي وكذلك يزيد من تنوعه مما يسهم بطرق متعددة في تنشيط عمليه تجديد خلايا المخ وتعزيز ميلاد خلايا عصبية جديدة Neuorgenesis وتفسير ذلك العلمي أنه بعد مروم حوالي 12 ساعة من الصيام يحدث تحول في مصدر الطاقة من سكر الجلوكوز إلى الكيتونات وتعتبر الكيتونات مصدر أفضل للطاقة بالنسبة للمخ حيث أنها تقوم بتنشيط وتنظيم كثير من وظائف المخ بصورة أكثر فاعلية من الجلوكوز مما يزيد من بلاستيكيه المخ ويزيد القدرة على التعلم على المدي الطويل والقصيروكذلك تحسن الحالة المزاجية وتقلل الشعور بالقلق والاكتئاب. وأشارت إلى أن كثير من الابحاث الحديثه ذكرت دور الصيام في تقليل احتمالات الاصابه بالاورام وذلك من خلال القضاء المبكر علي اي تحورات غير طبيعيه في الخلايا من خلايا طبيعيه الي خلايا سرطانيه وكذلك من خلال تقليل حاله الالتهاب العامه في الجسم والتي تزيد من معدلات الانقسامات الغير طبيعيه في الحامض النووي بالخلايا مما ينتج عنها بدايات الاورام .فخلال ساعات الصيام يتعرض الجسم لنوع من انواع التحفيز او الانتباه بسبب قله السكر مما يتيح للجسم القيام بنوع من انواع الصيانه وازاله كل الخلايا الغير مرغوب فيها ووضعه في اهبه الاستعداد لحمايه الجسم وتعقيمه ممن اي نموات سرطانيه في بدايتها. وأضافت أنه مع الصيام يحدث تغير نمط او مصدر الطاقه من سكر الجلوكوز الي الكيتونات التي تتكون مع الصيام وعدم اتاحه السكر فيتم استغلال الدهون وانتاج الكيتوانات وهنا يبداء عمليه الصيانه والترميم الخلوي الذي يسمي بال Autophagy والمعروف أنه يقل تدريجيا مع السن هذا التحول من حال الي حال هو مفهوم علمي _ يسمي بال SHIFTING MECANISM، ينشط الجسم والجهاز المناعي وتمكن الجسم من القيام بعمليات الصيانة والتنظيف واصلاح وترميم اي مشاكل علي مستوي الخلايا منذ البداية. وذكرت أنه تعتبر ان الصيام هو وقت صيانه الخلايا والجسم والجهاز الهضمي والهرموني وذلك من خلال تفعيل موجات متبادله من مصادر الطاقة من الجلوكوز الي الكيتونات والعكس والتي تعطي فرصه لخلايا الجسم المختلفة ان يتم ترميمها اول باول والتي تعيد ترتيب وتنظيم وتنظيف الخلايا نفسها بداء من النواه والحامض النووي الي كل اجزاء الخلية ومكوناتها الدقيقة .من خلال تنشيط عمليه تسمي Autophagy والتي تتم غالبا اثناء النوم وتقل تدريجيا مع التقدم في العمر ولكن يتم تحفيزها بالصيام والرياضة. وأوصت بالصيام في كبار السن طالما لا يوجد موانع صحيه لما له من منافع جمه لتحسين وظائف المخ واعطاء المسن الإحساس بقدرته علي التحكم في نفسه مما يعطي إحساس بالإنجاز والسعادة والتي بدورها تعزز وظائف المخ والحالة النفسية وتقوي المناعة وتقلل احتمالات الاصابه بالسرطان وذلك مع الاخذ في الاعتبار الضوابط الصحية السابق ذكرها.