تنظر السلطات السويسرية في عملية تأميم كلي أو جزئي لبنك كريدي سويس، باعتبار أنه الخيار الآخر الممكن تطبيقه بعيدا عن صفقة استحواذ مجموعة "يو بي إس" المصرفية العملاقة. وقالت المصادر إن الوضع مائع للغاية ، ومع ذلك قد يتغير، إذ أن السلطات تسعى لبلورة حل للبنك بحلول موعد فتح الأسواق الآسيوية، أي في وقت متأخر من مساء اليوم في أوروبا. ورفضت وزارة المالية السويسرية التعليق. وهناك الكثير من التعقيدات في صفقة استحواذ "يو بي إس"، بما في ذلك مسائل شائكة، مثل الدعم الحكومي الذي سيغطي خسائر قانونية وخسائر أخرى محتملة. وتطلب مجموعة "يو بي إس" من الحكومة تحمل تكاليف قانونية معينة وخسائر محتملة في المستقبل في أي عملية استحواذ، وفقا للمصادر، التي قدر أحدها التكاليف عند حوالي 6 مليارات دولار. كانت المجموعة قد عرضت حوالي مليار دولار للاستحواذ على كريدي سويس، وهو ما يراه البنك السويسري الأصغر أن المبلغ متدن للغاية. ويخوض بنك كريدي سويس السويسري عملية شطب 9 آلاف وظيفة في محاولة لإنقاذ نفسه، حتى قبل أن يضطر إلى الدخول في مفاوضات أزمة خلال اليوم الأحد (عطلة نهاية الأسبوع في أوروبا). وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأحد نقلا عن مصادر مطلعة بالمفاوضات أن هذا مجرد البداية إذا كان البنك سيتم دفعه إلى صفقة استحواذ من جانب مجموعة "يو بي إس" السويسرية المصرفية العملاقة، بينما قدر أحد المصادر بأن الحصيلة النهائية لشطب الوظائف يمكن أن تكون أضعاف ذلك الرقم. ووظف البنكان معا حوالي 125 ألف شخص بنهاية العام الماضي، مع توظيف 30% منهم في سويسرا. ووفقا للمصادر، اصطدمت محادثات تتوسط فيها الحكومة، لاحتواء أزمة الثقة التي طوقت كريدي سويس، بعقبة صباح اليوم الأحد، مع رفض البنك الموافقة على عرض "يو بي إس" لشرائه مقابل حوالي مليار دولار.