علمت «الشروق» أن أزمة موقع «إسلام أون لاين. نت» اتخذت منحى خطيرا فى العاصمة القطرية الدوحة، مقر جمعية البلاغ الثقافية مالكة الموقع، والتى يترأسها الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين. وقالت مصادر متطابقة داخل «إسلام أون لاين. نت» ل«الشروق» إن «ضغوطا شديدة تمارس فى الدوحة على الشيخ القرضاوى للتراجع عن قراره بإقالة كل من إبراهيم الأنصارى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، وعلى العمادى مديرها العام». ورفضت المصادر، التى طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الأمر، تحديد الجهة الضاغطة، مضيفة أن «البعض فى الدوحة بدأ يشكك فى قانونية قرار الإقالة، الأمر تحول من صراع بين عدد من أعضاء جمعية البلاغ والإدارة التحريرية فى القاهرة إلى صراع قطرى قطرى». وبحسب عادل القاضى القائم بأعمال رئيس تحرير النطاق العربى فى الموقع فإن «الشيخ القرضاوى اتخذ قرار الإقالة بعد أن دعاه أعضاء مجلس إدارة الجمعية والجمعية العمومية إلى التحرك ضد العمادى والأنصارى وإلا سيضطرون إلى ملاحقتهما أمام القضاء القطرى بتهمة تدمير إسلام أون لاين.نت». وأضاف القاضى أن القرضاوى «عين كلا من الشيخة مريم آل ثانى مديرة للجمعية، ومريم الهاجرى صاحبة فكرة الموقع عندما كانت طالبة جامعية فى تسعينيات القرن الماضى، مسئولة عن الدعم التقنى فى مقر الجمعية، ومن المنتظر أن تجتمع الجمعية خلال أسبوعين للتصديق على هذه القرارات». وفى اتصال هاتفى من قطر، قال د.حسن على دبا الخبير المصرى الإعلامى والمقرب من الشيخ القرضاوى، إن الشيخ أوقف كل توقيعات الانصارى فى البنوك وكل قراراته السابقة أصبحت لاغية، مشيرا إلى أن الانصارى دأب على مخالفة تعليمات الشيخ وإثارة المشكلات بين الحين والآخر من وقت توليه مهام منصبه، مؤكدا أن جمعية عمومية سوف تعقد فى غضون أيام لجمعية البلاغ الثقافية لوضع الأمور فى نصابها الصحيح واختيار مسئولين جدد. ونفى دبا ما يشاع عن أن إغلاق الموقع جاء بتعليمات قطرية أو صفقة أمريكية قطرية لرفع اسم القرضاوى من قائمة الشخصيات المشجعة للارهاب، وقال: «لدىّ معلومات أن قطر تؤكد دوما لأمريكا أن قناة الجزيرة وحرية الشيخ القرضاوى خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه». واعتبر هشام جعفر رئيس تحرير النطاق العربى السابق الذى تم تفريغه لعضوية لجنة التخطيط الإستراتيجى ما يجرى «صراع بين معتدلين ومحافظين، فبعض أعضاء الجمعية يرفضون مشروع التطوير الذى استغرقت فى إعداده ثمانية أشهر». وشدد جعفر على ضرورة «الفصل بين التمويل والإدارة والتحرير، وعلى أن اعتصام الصحفيين والفنيين والإداريين والعمال فى مبنى الموقع ب6 أكتوبر متواصل حتى استيفاء جميع حقوقهم أو العودة إلى الفكر الإسلامى الوسطى الذى يعبر عنه الموقع». أما حسن مكى رئيس قسم الأخبار والتحليلات فدعا «الصحافة القطرية إلى كشف كل الحقائق، فبعض أعضاء جميعة البلاغ يرددون أن القيادة القطرى تدعمهم، وأنها تقف حتى الآن خلف وقف النشر من القاهرة رغم أهمية تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى». وأضاف مكى: «يبدو أن هؤلاء لا يعجبهم صوت الإسلام الوسطى غير المنحاز، الذى يعبر عنه الموقع، أو يستكثرون على طاقم التحرير، ومعظمه مصرى، هذا النجاح الذى وصل بإسلام أون لاين. نت إلى الموقع الإسلامى الوسطى الأول على الإنترنت»، مناشدا القيادة القطرية «تأكيد أنها ليست مع تدمير الموقع». وقال محمد زيدان رئيس قطاع الانتاج الانجليزى بموقع إسلام أون لاين ل «الشروق» إن الأمور بدأت تهدأ وتسير فى الاتجاه الصحيح بعد ايقاف الانصارى والعمادى، وعدم التعامل مع أنصارهما فى القاهرة»، ومع هذا كما يقول زيدان إن العاملين فى الموقع مستمرون فى الاعتصام، حتى يتم عقد جمعية عمومية طارئة».