تظاهر عدة آلاف في العاصمة واجادوجو من أجل "سيادة" بوركينا فاسو، ولدعم الحكومة العسكرية الحاكمة، بعد أيام قليلة من تأكيد خروج القوات الفرنسية من البلاد بنهاية يناير الجاري. ويقول خبراء إنه مع تزايد المشاعر المعادية لفرنسا في العديد من مستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا، تضطر باريس إلى التراجع أكثر من أي وقت مضى عن المنطقة غير المستقرة بشكل متزايد، بحسب ما أورده موقع "أفريقيا نيوز" الإخباري. وبعد أن أجبرت الحكومة العسكرية الحاكمة في مالي القوات الفرنسية على الانسحاب العام الماضي، حذا ضباط الجيش الذين يحكمون بوركينا فاسو المجاورة حذوهم مؤخرا، وطلبوا من باريس سحب ما تبقى من قواتها الخاصة في الشهر المقبل. وفي عهد الرئيس إيمانويل ماكرون ، بدأت فرنسا تسحب بالفعل قواتها من جميع أنحاء منطقة الساحل. وقال جان هيرفيه جيزيكيل، المتخصص في شؤون المنطقة من (مجموعة الأزمات الدولية)، "فرنسا تدفع ثمن رغبتها في الحفاظ على وجود سياسي وعسكري مهم للغاية في مناطقها السابقة". وقال المستشار السياسي الأمريكي انتوني جيه.توكارز، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إن الحكومة العسكرية الحالية في بوركينا فاسو الأسبوع الماضي طلبت من فرنسا سحب ما تبقى من قواتها الخاصة ويبلغ 400 جندي من البلاد. وقال توكارز إن انسحاب القوات الفرنسية خلال شهر حسب طلب حكومة بوركينا فاسو، قد يؤدي إلى تشجيع الجماعات الجهادية العاملة في أفريقيا على مضاعفة جهودها ضد الحكومات في منطقتي المغرب والساحل. ويؤكد توكارز أنه ليس من قبيل المبالغة القول إن مصير كل أفريقيا قد يكون على المحك.