وسط حالة من التضارب حول مصير مدينة سوليدار الأوكرانية ما بين إعلان مجموعة فاجنر الروسية شبه العسكرية السيطرة عليها، ونفي الجيش الأوكراني، سلطت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية الضوء على دوافع موسكو للسيطرة على تلك المدينة الاستراتيجية. وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير بعنوان "لماذا تحرص روسيا على السيطرة على سوليدار؟"، إن القوات الروسية إذا استولت بالفعل على المدينة، فسيكون ذلك أول مكسب لروسيا في إقليم دونباس منذ شهور، وهو ما يمكن أن يقدم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض الأخبار الإيجابية بعد سلسلة من الهزائم في ساحة المعركة منذ الصيف الماضي. وبيّنت أن أهمية سوليدار، وهي مدينة منجمية، من الناحية العسكرية ضئيلة، لكن الاستيلاء عليها سيسمح للقوات الروسية، وخاصة مجموعة فاجنر، بتحويل تركيزها إلى منطقة باخموت القريبة والتي تعد هدفًا للروس. وقد يمثل السيطرة على سوليدار أيضا انتصارا رمزيا لرئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين، الذي انتقد بشكل متكرر إدارة وزارة الدفاع الروسية ل"العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، بحسب التقرير. في المقابل، اعتبر معهد دراسات الحرب الأمريكي "آي إس دبليو"، أن السيطرة على سوليدار لن تسمح بالضرورة للقوات الروسية بممارسة سيطرتها على خطوط الاتصال الأرضية الأوكرانية المهمة في مدينة باخموت والتي تعد "الجائزة الكبرى" للروس. وأضاف المعهد: "السيطرة على سوليدار لن ينذر بتطويق الروس مدينة باخموت على الفور". ونقلت "سي إن إن" عن القوات المسلحة الأوكرانية القول إن القوات الروسية لا تسيطر على سوليدار، مضيفة أن "المعارك مستمرة، وقواتنا تعيد تجميع صفوفها". ووصف متحدث باسم القوات الأوكرانية المزاعم الروسية بشأن السيطرة على سوليدار بأنها "حملة إعلامية"، كما دعا بريجوجين لإظهار صورة ادعى الأخير أنه التقطها في منجم ملح بالمدينة. وذكر التقرير، أن سوليدار تقع وسط دونباس شرقي أوكرانيا، وهو إقليم سيطرت عليه موسكو منذ الصيف الماضي وتعتبره أرضا روسية منذ زعمها "بشكل غير قانوني" أنها ضمت كل مناطق دونيتسك، حيث توجد باخموت. وينصب التركيز الروسي على باخموت لا سوليدار، إلا أن القوات الروسية لجأت للسيطرة على البلدة الصغيرة للاقتراب من باخموت. وتضم المنطقة المحيطة بسوليدار مناجم ملح كبيرة تحظى باحتياطيات ضخمة من الملح النقي للغاية والتي لم يتم استغلالها إلا على نطاق صناعي منذ عام 1881، وفقا للمسار الأوروبي للتراث الصناعي.