أمر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، بإرسال الجيش لحراسة محطات الطاقة في البلاد، حيث ساهمت حالات الفساد والتخريب والنهب في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى عشر ساعات في اليوم. وقال متحدث رئاسي، إن هذه الخطوة تأتي ردا على التهديد المتزايد بالتخريب والسرقة والفساد في محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم والديزل، وفقا لما ذكرت صحيفة "تايمز" اللندنية. وشهد هذا العام ضعف عدد الانقطاعات عن السنة الماضية، بتكلفة على الاقتصاد تزيد عن 231 مليون دولار أمريكي في اليوم. وتشهد البلاد انقطاعا منتظما في التيار الكهربائي منذ 15 عاما في أكبر بلد صناعي في القارة الإفريقية، لكن الوضع تراجع مع قطع يومي للكهرباء لساعات فرضته شركة الكهرباء "إيسكوم" التي تعتبر المزود الرئيسي للطاقة في البلاد. وكانت تقارير تحدثت انتشار النهب والسرقات والفساد سوء الإدارة داخل شركة "إيسكوم"، ويشتبه بعض الخبراء والمراقبين في أن العصابات التي لها صلات بعناصر إجرامية في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي تقف وراء بعض "التدخلات الخبيثة" لإثارة الاضطرابات وتقويض حكم رامابوسا. وقالت الشركة الموردة للكهرباء التابعة للدولة إنها "تستطيع أن تؤكد أنه يجري نشر قوات الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا"، موضحة أن "عمليات نشر للجيش تمت في أربعة مواقع". وقبل ذلك، استقال رئيس شركة "إيسكوم"، أندريه دي رويتر، في الأسبوع الماضي، مرجعا السبب إلى "التدخلات السياسية والجريمة والفساد". وأوضح دي رويتر (51 عاما) أن "دعمه للطاقة المتجددة لحل الأزمة جعله في صراع مع كبار الشخصيات في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي". وأضاف في تصريحات صحفية: "الشيء الجيد في الشمس والرياح هو أنه لا يمكن سرقتها.. لا يمكن تصديرها إلى الصين لكي تباع لنا مرة أخرى". وكان من المتوقع إعادة انتخاب رامابوسا (70 عاما) كرئيس للحزب بعد أيام من نجاته من تصويت برلماني كان من الممكن بموجبه عزله بسبب العثور على مبالغ مالية كبيرة في مزرعته. وعقد مندوبو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم اجتماعا، الأحد، لاختيار زعيم جديد للحزب، مما سيتسبب في مواجهة بين رامابوسا ووزير الصحة السابق، زويلي مخيزي الذي يدعمه رئيس البلاد السابق، جاكوب زوما. وسيضمن الفائز، والذي سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية في العام 2024 عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، إلى حد ما الظفر بمنصب الرئيس بعد ثلاثة عقود من نهاية حكم الأقلية البيضاء في البلاد على أيدي الزعيم الراحل نيلسون مانديلا.