تنطلق اليوم منافسات المراحل الإقصائية من بطولة كأس العالم «قطر 2022»، حيث تقام مباراتين ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من المونديال، تجمع الأولى بين المنتخب الهولندي والولاياتالمتحدةالأمريكية في الخامسة مساءً على ملعب ستاد خليفة الدولي، فيما تجمع المباراة الثانية بين منتخب الأرجنتينوأستراليا في التاسعة مساءً على ملعب ستاد أحمد بن علي المونديالي. ففي أولى مباريات اليوم، يطمح منتخبا هولنداوالولاياتالمتحدة في مواصلة رحلتهما بنهائيات كأس العالم في افتتاح مباريات دور ال16 بالمونديال. وستكون هذه هي المواجهة الأولى بين المنتخبين في المونديال، لكنهما سبق أن لعبا العديد من المباريات الدولية الودية، بعيدا عن العرس العالمي الكبير. وبعد اجتيازهما مرحلة المجموعات في المونديال القطري، يطمع المنتخبان في المضي قدما بالبطولة، لاسيما المنتخب الهولندي، الذي مازال يبحث عن التتويج بلقبه الأول في البطولة، التي بلغ الدور النهائي بها 3 مرات. وتأهل المنتخب الهولندي، الذي يشارك في المونديال للمرة ال11 في تاريخه، لدور ال16 عقب تصدره ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات السنغال والإكوادور وقطر برصيد 7 نقاط، عقب فوزه في لقاءين وتعادله في مباراة وحيدة. واستهل منتخب هولندا، الذي اجتاز مرحلة المجموعات في جميع مشاركاته السابقة بكأس العالم، مبارياته في مونديال قطر 2022 بالفوز 2-0 على منتخب السنغال، قبل أن يتعادل 1-1 مع نظيره الإكوادوري في الجولة الثانية، ليختتم لقاءاته بالفوز 2-0 على المنتخب القطري. ويسعى منتخب الطواحين لبلوغ دور الثمانية في المونديال للمرة السابعة في تاريخه والخامسة في مشاركاته الست الأخيرة بالمسابقة. كما يتطلع كودي جاكبو، مهاجم منتخب هولندا، إلى ممارسة هوايته في هز الشباك للمباراة الرابعة على التوالي في البطولة، بعدما تمكن من التسجيل في جميع اللقاءات الثلاثة التي خاضها فريق المدرب لويس فان جال بالنسخة الحالية للمونديال حتى الآن. وأكد مهاجم أيندهوفن الهولندي، الذي خطف الأضواء من نجوم منتخب بلاده في البطولة، أنه يتعاون وزملائه في صفوف الفريق من أجل تحقيق حلم جماهير هولندا بالتتويج باللقب، مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة له هو حصد الانتصارات وليس تسجيله للأهداف. ومن المرجح أن يستعين فان جال بنجمه المخضرم ممفيس ديباي أمام المنتخب الأمريكي، سواء عبر الدفع به في القائمة الأساسية أو مشاركته كبديل، لاسيما بعد حضوره القوي في اللقاء الأخير أمام قطر، حيث ساهم في هدفي الفريق البرتقالي خلال المباراة. وكان ديباي ضمن البدلاء في أول جولتين بسبب معاناته من إصابة في الفخذ، لكن فان جال دفع به في التشكيل الأساسي لهولندا أمام قطر، ليكون عند حسن الظن به، قبل أن يتم استبداله في منتصف الشوط الثاني. من جانبه، يحلم منتخب الولاياتالمتحدة باستمرار مغامرته في المسابقة، التي يشارك فيها للمرة ال11 في تاريخه، خاصة بعد عروضه القوية التي قدمها في المجموعة الثانية بدور المجموعات في البطولة. واقتنص منتخب أمريكا ورقة الترشح لدور ال16، بعدما احتل المركز الثاني في ترتيب مجموعته برصيد 5 نقاط، حيث حقق فوزا وحيدا وتعادلين. افتتح المنتخب الأمريكي مشواره في المونديال بالتعادل 1-1 مع منتخب ويلز، قبل أن يتعادل مرة أخرى بدون أهداف مع المنتخب الإنجليزي، ليحسم في النهاية صعوده للدور الثاني، بفضل فوزه 1-0 على منتخب إيران، ليثأر من خسارته أمام المنافس ذاته بنسخة المونديال عام 1998 في فرنسا. ويطمع منتخب أمريكا في الظهور بدور الثمانية بكأس العالم للمرة الأولى منذ نسخة مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، في ظل امتلاكه عددا من اللاعبين المحترفين بأوروبا، مثل كريستيان بوليسيتش، الذي أحرز هدف تأهل الفريق لمرحلة خروج المغلوب في مرمى إيران. ويسابق المنتخب الأمريكي الزمن لكي يلحق نجم فريق تشيلسي الإنجليزي بمواجهة هولندا، بعدما تعرض للإصابة خلال تسجيله الهدف، ليتم استبداله في فترة الراحة ما بين الشوطين. كما يضم منتخب أمريكا تيموثي ويا، نجل الرئيس الليبيري وأسطورة كرة القدم الإفريقية جورج ويا، المحترف في فريق ليل الفرنسي، الذي أحرز أول أهداف الفريق بالمسابقة الحالية في مرمى منتخب ويلز. وفي المباراة الثانية اليوم، يواجه المنتخب الأرجنتيني عقبة جديدة، ولكنها ربما الأسهل في مشواره خلال البطولة، حينما يواجه نظيره الأسترالي. ورغم البداية المخيبة لمنتخب الأرجنتين في المونديال عقب خسارته المباغتة 1-2 أمام منتخب السعودية في الجولة الافتتاحية للمجموعة الثالثة بمرحلة المجموعات في البطولة، والتي أوقفت سلسلة عدم الهزيمة لرفاق الساحر ليونيل ميسي عند 36 مباراة متتالية، إلا أن فريق المدرب ليونيل سكالوني سرعان ما استعاد اتزانه من جديد وتربع على صدارة المجموعة، ليصعد للدور الثاني عن جدارة. وتغلب منتخب الأرجنتين 2-0 على منتخبي المكسيك وبولندا في الجولتين التاليتين بالمجموعة، ليتواجد على القمة برصيد 6 نقاط، بفارق نقطتين أمام أقرب ملاحقيه. وانفرد ميسي، الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 7 مرات، بالرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب أرجنتيني في بطولات كأس العالم، حيث رفع رصيده إلى 22 مباراة في المونديال، متفوقا على الأسطورة الراحل دييجو مارادونا والذي استحوذ على الرقم القياسي حتى بداية المونديال الحالي برصيد 21 مباراة. ويطمع ميسي في هز الشباك بالنسخة الحالية للبطولة للمرة الثالثة، بعدما سجل هدفا من ركلة جزاء في شباك السعودية، قبل أن يضيف هدفا آخر في مرمى المكسيك. كما يبحث نجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي عن تسجيل هدفه التاسع في مشواره الحافل بالمونديال، الذي بدأه عام 2005، حيث يتساوى حاليا في رصيد 8 أهداف بكأس العالم مع مارادونا، مبتعدا بفارق هدفين خلف جابرييل باتيستوتا، الهداف التاريخي للفريق في البطولة الأهم والأقوى بعالم الساحرة المستديرة. ويأمل منتخب راقصو التانجو، الذي صعد للمرة 11 في آخر 12 نسخة من كأس العالم إلى أدوار خروج المغلوب، في الظهور بدور الثمانية للمرة الرابعة خلال النسخ الخمس الأخيرة في البطولة، التي توج بها عامي 1978 و1986، ومواصلة سلسلة انتصاراته، التي بدأها في مرحلة المجموعات. ويحاول المنتخب الأرجنتيني تجنب سيناريو خروجه من دور ال16 أيضا في النسخة الماضية بروسيا قبل 4 أعوام، حينما خسر 4-2 أمام نظيره الفرنسي، ليودع المسابقة مبكرا. ويدرك لاعبو منتخب الأرجنتين أن المنتخب الأسترالي، لن يكون صيدا سهلا، خاصة بعد قوة الدفع التي حصل عليها بصعوده للأدوار الإقصائية للمرة الثانية في تاريخه. من جهته حجز منتخب أستراليا، الذي يشارك في المونديال للمرة السادسة في تاريخه، مقعده في دور ال16، بعدما حل في المركز الثاني بجدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، بفارق الأهداف خلف منتخب فرنسا المتصدر، الذي تساوى معه في نفس الرصيد. وسار المنتخب الأسترالي على نهج نظيره الأرجنتيني في مشواره بالمونديال، حيث بدأ مسيرته بخسارة قاسية 1-4 أمام منتخب فرنسا، قبل أن يضع حدا لسلسلة نتائجه المخيبة في تاريخ لقاءاته بكأس العالم، بفوزه 1-0 على منتخب تونس في الجولة الثانية. وبتغلبه على منتخب نسور قرطاج حقق منتخب أستراليا انتصاره الأول في مسيرته ببطولات كأس العالم، بعد 7 لقاءات متتالية عجز خلالها عن تحقيق أي فوز بالبطولة. وحافظ منتخب أستراليا على قوة الدفع التي حصل عليها عقب لقاء تونس، ليفوز بالنتيجة ذاتها على نظيره الدنماركي في ختام لقاءاته بمرحلة المجموعات، ويضرب موعدا مع الأرجنتين في دور ال16، الذي يشارك فيه للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ نسخة مونديال 2006 بألمانيا. ويبدو فريق المدرب المحلي جراهام أرنولد عاقد العزم على تحقيق المفاجأة والتأهل لدور الثمانية للمرة الأولى في تاريخه، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره. وأكد ميلوش ديجينيك، مدافع منتخب أستراليا، أن مواجهة ميسي، الذي يعتبر نجمه المفضل، لن تمنعه من محاولة التفوق عليه للوصول لدور الثمانية. وستكون هذه هي المواجهة الرسمية الرابعة بين منتخبي الأرجنتينوأستراليا، لكنها الأولى بينهما في كأس العالم، حيث سبق أن التقيا في الملحق العالمي للصعود لمونديال 1994 بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حينما كان منتخب أستراليا ينتمي لاتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم، وليس للاتحاد الآسيوي، كما هو الحال الآن. وتعادل المنتخبان 1-1 في أستراليا ذهابا، قبل أن ينتزع منتخب الأرجنتين فوزا صعبا 1-0 في مباراة الإياب التي أقيمت بملعبه. وتجدد الموعد بين المنتخبين ببطولة كأس القارات عام 2005 في ألمانيا، حيث خطف المنتخب الأرجنتيني فوزا مثيرا 4-2 من نظيره الأسترالي، الذي مازال يبحث عن تحقيق فوزه الأول على المنتخب اللاتيني. ويلتقي الفائز من هذه المباراة في دور الثمانية مع الفائز من مباراة هولنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الجمعة المقبل.