فصل الشتاء هو الفصل المفضل لدى العديد من السائحين لزيارة مدينة سانت كاترين التي تعد أعلى قمة جبلية في مصر وليست في جنوبسيناء فقط، ويجدونه فرصة للهدوء والاسترخاء، والتمتع بالمشاهد الطبيعية الخلابة، ومعايشة الحياة البدوية، والاستماع لمغامرات البدو داخل الصحراء والعادات والتقاليد التي مازالت تترسخ لديهم حتى الآن. قال محمد فتيح، دليل بدوي بمدينة سانت كاترين، إن أجواء الشتاء الباردة التي تتمتع بها المدينة تستهوي العديد من السائحين، ويعد الموسم السياحي الشتوي من أفضل المواسم السياحية بالمدينة، لكونها تستقبل ألاف السائحين من مختلف جنسيات العالم خلال الموسم الشتوي، مشيرًا إلى أن هؤلاء السائحين يقصدون زيارة المدينة إما بقصد أداء الطقوس والصلوات الدينية، أو الاستمتاع بالأجواء الشتوية فوق قمة جبل موسى، أو الاستمتاع بالمغامرة من خلال رحلات السفاري الراجلة "مشي على الأقدام"، أو ركوبًا على ظهر الجمال، لاكتشاف الطبيعة الخلابة، ومعايشة الحياة البدوية البسيطة. وأكد "فتيح" في تصريح ل"الشروق"، أن السائحين الذين يصعدون فوق قمة جبل موسى للاستمتاع بمشهد غروب وشروق الشمس، يلتفون ليلا حول "رقية النار" الخاصة بتناول المشروبات الدافئة، مثل الشاي بنكهاته المختلفة منها الحبق، والمرمرية، والقهوة البدوية، وأيضًا تناول الفراشيح والمأكولات البدوية التي تعطي طاقة، وتساعد على التدفئة خاصة أن درجة الحرارة أعلى قمة الجبل تصل إلى صفر أحيانًا. وأوضح أن السائحون خلال التفافهم حول "رقية النار" يفضلون الاستماع من الدليل البدوي المرافق لهم إلى حكايات ومغامرات البدو داخل المناطق الجبلية، وسرد عاداتهم وتقاليدهم في الأعياد والمناسبات المختلفة، مشيرًا إلى أن الكثير منهم يطلب القيام بمغامرة داخل الأودية الجبلية، ومعايشة حياة البداوة البسيطة. ولفت "فتيح" إلى أن شتاء سانت كاترين يبدو خلاله كل شيء جميل بالمدينة، ويتجلى ذلك في مشاهد تعانق السحب مع الجبال، وتساقط الأمطار من قمة الجبال التي تبدو شلالات طبيعة، وازدهار الأشجار، والأزهار، والنباتات الطبيعية ذات الرائحة العطرة وسط الجبال، مؤكدًا أن كل هذه العوامل ترسم في النهاية لوحات فنية فريدة تجعل السائح يسير مسافات داخل الجبال دون أن يشعر بتعب أو ملل. وأشار إلى أن مازال فصل الشتاء لدى بدو مدينة سانت كاترين، فترة تجمع العائلة بجوار رقية النار لتبادل الأحاديث، وسرد قصص الأجداد عن الحياة القديمة، وطرق المعيشة البسيطة، والحياة التي كانت مفعمة بالسعادة، وهذه الأجواء تسهم في وجود ألفة بين العائلة والشعور بالدفء، والتحدث بدلًا من الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي. ومن جانبه قال اللواء طلعت العناني، رئيس مدينة سانت كاترين، إن المدينة تشهد إقبالًا سياحيًا منذ بداية الموسم الشتوي، ويتزايد الإقبال في العطلات والأجازات الرسمية، خاصة مع تحذيرات هيئة الأرصاد بتساقط أمطار على المدينة، واحتمال تساقط الثلوج، للاستمتاع بالأجواء الروحانية الطبيعة الرائعة التي تتمتع بها المدينة. وأكد أن المدينة استقبلت على مدار أسبوع أكثر من 10 ألاف سائح من مختلف جنسيات العالم، وجرى تأمينهم على أعلى مستوى خلال رحلاتهم داخل وديان وجبال المدينة؛ للتخييم والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تتميز بها سانت كاترين عن غيرها من المدن السياحية بجنوبسيناء.