كشفت دراسة علمية حديثة عن أسباب تطور أحد أنواع "لوكيميا الدم" المزمنة إلى مراحل خطيرة، الأمر الذي يتوقع أن يسهم في تسليط الضوء على هذا المرض. وبحسب نتائج الدراسة تتحول لوكيميا النخاع العظمي المزمنة إلى مرحلة متقدمة عندما تفقد خلايا الدم البيضاء غير الناضجة بروتين (إم.آي.آر - 328 )، إذ أن فقدان هذا الجزيء الهام يدفع الخلايا إلى النمو بشكل متسارع، مع حرمانها من التحول إلى خلايا ناضجة، لتبدأ بالتسرب إلى مجرى الدم بعد أن تملأ حيز النخاع العظمي. وتعتبر لوكيميا النخاع العظمي المزمن أو ما يُعرف بابيضاض نقي الدم المزمن (CML) من أورام الدم السرطانية التي تنشأ في العادة خلال مرحلة منتصف العمر، وهو كذلك من أمراض النخاع العظمي التي تتطور ببطء، حيث تحل الخلايا السرطانية مكان خلايا النخاع العظمي الطبيعية، لتتدفق بعد ذلك إلى مجرى الدم فتسبب تضخماً في الكبد والطحال وأعضاء أخرى من الجسم. ووفقاً لما أوضح عضو فريق الدراسة الدكتور دانييلو بيروتي، وهو أستاذ مساعد في مجال علم الفيروسات والمناعة وعلم الوراثة الطبي من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، ُتشير نتائج الدراسة إلى أن فقدان بروتين (إم.آي.آر - 328) ضروري لانتقال اللوكيميا من الحالة المزمنة إلى المرحلة النهائية من تطور المرض. من ناحية أخرى؛ أبرزت الدراسة دور جزيئات الحمض النووي (آر إن آيه) الدقيق في تطور حالة المرض عند المصابين بلوكيميا النخاع العظمي؛ إذ تبين أن هذا النوع من الجزيئات يرتبط بأحد البروتينات التي تمنع نضج الخلايا فيعطله، ليتيح بذلك لخلايا الدم البيضاء بالتحول إلى الشكل الناضج. إلا أن انخفاض مستويات جزيئات الحمض النووي (آر إن آيه) الدقيق عند المصابين بلوكيميا النخاع العظمي، يزيد من نشاط البروتين المشار إليه، فيؤثر بذلك سلباً على نضج الخلايا وُيسهم في تطور المرض، وفقاً للنتائج.