بعد سنتين من قيادتها سيارة متحدية الحظر المفروض على النساء في بلدها، وبثها فيلما يوثق ذلك على الانترنت، ما زالت الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة "وجيهة الحويضر" تحلم بقيادة السيارة بحرية شأنها شأن باقي النساء في سائر دول الخليج العربية. واعتبرت مبادرة وجيهة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قبل سنتين، خطوة جريئة في المملكة المحافظة التي تعتبر حقوق المرأة فيها متأخرة عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وقالت "ما زلت احلم بالقيادة". وفي مشهد يخالف التوجه الذي يتعزز في باقي دول الخليج، ما زالت النساء السعوديات يجاهدن للحصول على مزيد من الحقوق الاجتماعية والسياسية، وهن ما زلن بحاجة إلى ولاة أمر ذكور لإتمام شتى أنواع الأمور، بما في ذلك الحصول على جواز سفر والسفر، كما على النساء تغطية أنفسهن من الرأس إلى القدمين وإتباع نظام الفصل الصارم بين الجنسين، الذي يؤثر بشكل كبير على فرصهن بالحصول على وظيفة، إلا أن وجيهة متفائلة بان مواطناتها سيحصلن على الحق بقيادة السيارات. وقالت الناشطة إن "قيادة النساء للسيارات ستتحقق في عهد الملك عبدالله وربما هذه السنة"، مشيرة إلى أن العاهل السعودي البالغ من العمر 85 عاما "يريد أن يصنع التاريخ". وشهدت السعودية عدة تغيرات خلال عهد الملك عبد الله منذ بدايته في 2005، بما في ذلك تعيين نورة الفايز أول امرأة في منصب مساعدة وزير، كما افتتح الملك عبدالله في سبتمبر الماضي أول جامعة يسمح فيها باختلاط الجنسين في إطار العمل الأكاديمي، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست). ومنح الملك عبدالله الباحثة السعودية خولة الكريع وساما رفيعا تكريما لعملها في مجال مكافحة السرطان. من جهتها، قالت هاتون الفاسي الأستاذة المحاضرة في جامعة الملك سعود "هناك موقف سياسي واضح وقوي باتجاه تثبيت إباحة الاختلاط .. الأمر الذي يفتح بعض الأبواب أمام المرأة". لكن هاتون أشارت إلى أن التشدد في قوانين الفصل بين الجنسين في الجامعة يؤدي إلى عدم تمكن الأكاديميين النساء والرجال من الالتقاء وجها لوجه "بل على الهاتف". وفي إشارة إلى الفتوى التي أصدرها رجل الدين عبد الرحمن البراك بإهدار دم مبيحي الاختلاط بن الجنسين، قالت إن "المجتمع مهدد.. لا اعتقد أن مستقبل المرأة السعودية واضح". من جانبه، قال مفلح بن ربيعان القحطاني رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية، إن "المرأة في المملكة تحتل مكانة عظيمة في المجتمع وتحترم جميع حقوقها وتشاطر الرجل في إكمال منظومة الحياة"، مضيفاً أن "أضاع المرأة حظيت باهتمام مباشر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث حصلت على العديد من حقوقها التي حفظها الدين وكفلها النظام". وأوضح أن "تعليم المرأة في المملكة بلغ نسبة عالية ... كما تعمل المرأة في العديد من المجالات وتقوم بدور مهم في القطاع الصحي والشؤون الاجتماعية". وتعد باقي دول الخليج متقدمة على السعودية في مجال مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وفي مجال حريات النساء عموما. من جانبها، قالت كوثر الجوعان رئيسة مركز تمكين المرأة في الكويت "لم تأت الحقوق على طبق من ذهب بل جاءت نتيجة حراك وكانت هناك حركة مطالبة"، واعتبرت أن الكويت "منفتحة". وعلى الرغم من التقدم على المستوى السياسي، ما زالت المرأة الكويتية تواجه تشدداً من قبل بعض النواب الإسلاميين الذين يؤكدون على ضرورة التزام النساء، بما في ذلك النائبات والوزيرات، بالزي الإسلامي، رغم ضمان الدستور الكويتي الحقوق الفردية. وقالت كوثر "إن مسألة ارتداء المرأة للحجاب هي الورقة الأخيرة للمعارضين لمشاركة المرأة السياسية". أما النساء في الإمارات، فعلى الرغم من التزامهن على نطاق واسع بارتداء العباءات التقليدية السوداء والحجاب، إلا أنهن يقدن السيارات الفخمة، ويشكلن جزءا من سوق العمل ويشغلن مناصب رفيعة في الإدارة، فيما تدفع السياسة الحكومية باتجاه مزيد من المشاركة النسائية في صناعة القرار. وقالت الإماراتية ابتسام الكتبي أستاذة العلوم السياسة إن "القيادة (السياسية) كانت داعمة" للمرأة، لكنها أكدت أن النساء والرجال على حد سواء، يعتمدون على الإرادة السياسية من اجل الحصول على حقوقهم. وتتمتع البحرينيات بحرية الزي وهن ممثلات بنائبة في البرلمان، وليس في قطر برلمان منتخب إلا أن المرأة ممثلة في الحكومة. يذكر أن سلطنة عمان كانت أول دولة خليجية تمنح النساء حق الاقتراع والترشح العام 1994.