بدأنا المفاوضات الجادة والفعلية ونتمنى التوافق على قرارات تنقذ كوكب الأرض حضور 120 رئيس ودولة حكومة مستوى أكثر من ممتاز عدد المشاركين قفز إلى أكثر من 66 ألف شخص نستغرب تركيز بعض وسائل الإعلام العالمية على قضايا فرعية وإهمال التغيرات المناخية السفير سامح شكرى وزير الخارحية ورئيس مؤتمر قمة المناخ «cop 27» المنعقد حاليا فى شرم الشيخ، متفائل بالتوصل إلى توصيات وقرارات إيجابية فى ختام المؤتمر بعد غد الجمعة 18 نوفمبر. «الشروق» التقت الوزير شكرى مساء الثلاثاء الماضى فى مقر إقامته القريب جدا من المنطقة الزرقاء «blue zone» حيث ينعقد المؤتمر، بحضور السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية وبعض المساعدين، واستمر الحوار لأكثر من ساعة وتناول تقريبا كل القضايا الأساسية فى مؤتمر المناخ. الوزير شكرى لم يتحدث بصفته وزيرا لخارجية مصر بل كرئيس لمؤتمر المناخ الأممى متعدد الاطراف وهذه الصفة تجعله يلعب دور المسهل والميسر للمشاورات والمفاوضات بين الدول والكتل والاطراف من أجل الوصول إلى قرارات تنقذ كوكب الارض من المصير القاتم الذى ينتظره اذا استمرت الانبعاثات الكربونية كما هى وتزايد الاحتباس الحرارى وبالتالى سوف يلحق الضرر بوجود الكوكب نفسه ببشره وسمائه وهوائه ومائه وحيواناته ونباتاته وأرضه. شكرى وخلال الحوار ابدى رضاءه عن مستوى التمثيل. ويرى أن مصر نجحت بجدارة فى التنظيم والتنسيق بين مختلف الدول والكتل التفاوضية، لكن بعض التغطيات الاعلامية الدولية لم تكن على المستوى المطلوب، وحاولت التركيز على قضايا فرعية بدلا من الموضوعات الأساسية وهى المناخ وتغيراته وكيفية مواجهة ذلك. وإلى نص الحوار: * هل كنتم تتوقعون هذا المستوى من التمثيل العالى للوفود؟ كنا نأمل فى هذا التمثيل العالى، من حيث عدد رؤساء الدول والحكومات، وأن يصل العدد فى هذا المؤتمر إلى 100 رئيس دولة ورئيس وزراء، وذلك نظرا للزخم المرتبط بالحدث، ولكن فاق العدد كل توقعاتنا، ولم يأتِ ذلك إلا نتيجة جهد وعمل استمر على مدى 6 شهور سابقة، وتفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوجيه الدعوات للخارج، بجانب السفارات الأجنبية فى مصر. ومن خلال المتابعة والتحفيز والتشجيع استطعنا إبراز أهمية المؤتمر والمشاركة فيه، وما شهده العالم العام الماضى من تحديات عديدة وكوارث مرتبطة بتغير المناخ وبالتالى شهد المؤتمر تمثيل أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة، وبحسب التقرير الصادر من سكرتارية الأممالمتحدة فى الثلاثة أيام الماضية، فإن عدد المشاركين بلغ 66 ألف مشارك، بالإضافة إلى التوسع الذى تم فى المنطقتين الزرقاء والخضراء، نظرا للطلبات العديدة لإتاحة الفرصة للدول فى إبراز جهودها فى قمة المناخ والمشاركة الواسعة من قطاع الأعمال. * هل هذا الحضور الكبير يتناسب مع حجم ومكانة مصر؟ الثقة الكبيرة التى تمتلكها مصر من تنظيم فاعليات واستقبال أعداد كبيرة من قبل هو ما قام بتأهيلها لاستقبال أعداد كبيرة أيضا فى هذا الحدث، حيث قمنا فى قمة الجامعة العربية الأوروبية قبل ذلك باستقبال 69 من المشاركين، بجانب أعضاء المنظمات الدولية، فقبول مصر لهذا العمل هو نتيجة ثقة متولدة من قبل لدورها فى إدارة مثل هذه الأعمال والأحداث المتعددة فى المنطقة، وكان دائما محل تقدير واهتمام، فمصر لها انتماءات متعددة فهى عربية وأفريقية، وضمن مجموعة عدم الانحياز، ومجموعة ال 77 والصين، ومنظمة التعاون الإسلامى، البحر المتوسط فلدينا العديد من الالتزامات ونعمل على التنسيق داخل المجموعات الدولية لتعزيز العمل الدولى والاعتماد على المبادئ المقرة فى الأممالمتحدة. والمشاركة الواسعة هى تعبير عن الاهتمام الدولى بقضية تغير المناخ ووجود إرادة سياسية، ولابد أن تترجم خلال مخرجات المؤتمر وفى تفاعل الأعضاء مع هذا القضايا واتخاذ إجراءات يتم من خلالها استعادة الثقة، وكافة الالتزامات التى ألزمت بها الدول والوفاء بتوفير 100 مليار دولار سنويا والتى تم الاتفاق عليها فى قمة كوبنهاجن، وبالتأكيد اتفاق باريس عام 2015، وما تحقق فى جلاسكو العام الماضى من نواحى خطة العمل المرتبطة بالإطار القانونى بقمة المناخ هو قدر من قوة الدفع. * هل التمثيل العربى جيد؟ نعم جيد جدا، والمجموعة العربية من المجموعات المتفاعلة جدا فى مثل هذه المؤتمرات. * هل كان حضور الرئيس الأمريكى متوقعا وما تقييمكم للزيارة؟ الزيارة جيدة وتؤكد مرة أخرى على أهمية علاقات البلدين العديدة ونحن راضون عن المستوى الثنائى والتعاون فى المجالات المختلفة. الاقتصادية والأمنية، الاهتمام بالعلاقة والمصالح المشتركة. وأيضا العمل على وجود الاستقرار ونشر السلام، والزيارة كانت فرصة طيبة لاستعراض كل الابعاد المختلفة وكان هناك تقدير متبادل ومناخ اللقاء كان جيدا. * هل هذا النجاح يعطى دافعا لتعزيز نجاح المؤتمر فى شقه الموضوعى؟ نجاح المؤتمر يعتمد على الإرادة السياسية لدى الأطراف وقدرتهم على الاطلاع فى مواجهة تحديات المناخ والعمل المشترك لتفعيل الآليات المتاحة للتعامل مع قضية تغيرات المناخ، وفيما يخص مصر فانعقاد المؤتمر هو تأكيد مرة أخرى على اهمية الإطار المتعدد فى وقت اهتزت فيه الثقة الدولية فى العمل الاطارى، وأن تستطيع أن تلبى الاحتياجات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وانعقاد المؤتمر يشكل نجاحا يعزز القدرة على العمل فى الفترة المقبلة. العقد الموجودة يتم فكها من خلال إبراز أن لدينا أزمة وهناك قواعد يتم من خلالها ويتوافق عليها وتلتزم بها الدول المتقدمة، وهو مبدأ راسخ لابد من احترامه، والصراعات لابد من التغلب عليها حتى يتم التوصل إلى نصوص وتعهدات، وهو امر هام ويجب احترام أهميته لانه يضع مسارا يلبى احتياجاتنا. ونعمل من خلال المشاورات والمفاوضات مع التركيز على فكرة بناء الثقة بين مختلف الاطراف حيث إنها اهتزت بدعوى الالتزام ببعض الإجراءات الوطنية التطوعية التى لم تأتِ بالثمار والنتائج المطلوبة من حيث الظروف الدولية الراهنة والأوضاع الاقتصادية وضغوطها وأزمة الطاقة الحالية الناتجة عن الازمة الاوكرانية، حيث شهدنا تراجع الدول المتقدمة فى التزامها نظرا لأزمة الطاقة الحالية. وستكون هناك آثار سلبية جدا اذا لم نتمكن من استعادة الثقة وبنائها وتكريسها بحيث تؤدى إلى انفراج العمل الدولى المشترك. هذا التوافق المنشود سيؤدى إلى فرض قوة الدفع والا سيكون هناك انحدار الكوكب ودماره على جميع الكائنات الحية. * فى قمة "كوب 26" وبدلا من تعبير التخلص التدريجى من الانبعاثات كانت التوصية الخفض بدلا من التخلص.. هل نأمل فى توصيات قوية وملزمة؟ هناك بطبيعة الحال تداول للقضايا الملحة وهناك إجراءات سوف تتم لتعزيز العمل المناخى، وما يتم الآن وفى المؤتمر القادم هو ما يؤدى إلى طفرة فى الإطار التفاوضى عموما. * هل هناك تجانس داخل المجموعة الأفريقية حتى تتمكن من الحصول على تعهدات قوية من الدول المسببة للاحتباس الحرارى؟ المجموعة الأفريقية مجموعة متجانسة جدا ولها من الآليات داخل الاتحاد الافريقى لاتخاذ موقف موحد، التوقعات الأفريقية واحتياجاتها يتم التعبير عنها هنا من الزعماء الأفارقة ويعلى صوتها وفق طموحاتها وتطلعها، والاحتمالات بالنجاح قائمة وهناك اتفاق على صلاحية الطرح، وهو ما يصب فى مصلحة القارة بشكل مناسب. * ما الذى يمنع تنفيذ التزام الدول الكبرى بدفع ال 100 مليار دولار سنويا للدول المتضررة؟ هذا الالتزام كان مفترضا تطبيقه من بعد قمة كوبنهاجن لكن لم يتحقق فى السنوات الماضية، ولم تفِ الدول المتقدمة حتى الآن بدفع ال 100 مليار للمتضررين والتقديرات ان الاضرار والخسائر تقدر بالتريليونات وليس فقط ب 100 مليار، ويجب أن يتم الالتزام بالمبدأ وتوفر التمويل اللازم. * كيف سيتم توزيع هذه الأموال فى حالة وجودها؟ يفترض أن يتم توزيعها وصرفها على المشاريع التى تعمل فى اطار التخفيف والتكيف ويتم تقديمها من التمويل للدول المختلفة المتضررة. لكن أيضا العملية تراكمية، ونحن نأخذ من اتفاق باريس وجلاسكو ونبنى عليه مسيرة عملنا حتى نصل إلى مخرجات تنتج عن المؤتمر ونصل إلى القرارات التوافقية.. وهى عملية تدريجية وعلينا أن نستمر فى تحقيق تقدم وبناء وهو البناء بإجراءات فعلية لها تأثيرها. * ما الجديد والمختلف فى قمة شرم الشيخ؟ المشاركة الواسعة للشباب والتركيز على قضايا المرأة والمياه وندرتها، وكذلك الأيام الموضوعية التى تم فيها مناقشة مشاكل المياه فى اطار تغير المناخ وانخفاض الكربون والانتقال العادل، وغيرها اتاحت للدول أن تعبر عن موقفها ورغبتها. هناك أيضا المبادرة الخاصة بين مصر والولايات المتحدة وأوروبا فى تمويل الطاقة الجديدة والمتجددة والشروع فى إجراءات عملية فى مشاريع لها تأثيرها على العمل المناخى. * هل أنتم راضون عن التعامل الإعلامى الدولى مع المؤتمر؟ ليس كثيرا وكنت أتوقع أنه يسلط هذا الإعلام الضوء على القضايا المركزية لتعزيز فكرة العدالة المناخية وخطورة التغيرات وارتفاع درجة حرارة الكوكب والتعامل من خلالها مع التحدى وكل ذلك للأسف سقط من التركيز الإعلامى الدولى. وللأسف تم استغلال الكثير من الدوائر الاعلامية لأمور ليس لها صلة مباشرة بالمناخ، مثل أوضاع داخلية فى مصر مثل حقوق الإنسان، وهى أهداف ذاتية وسياسية. تغير المناخ يصيب المواطن العادى فى دخله وحياته ومستقبل أولاده وكلما تم التركيز أكثر من وسائل الإعلام والمجتمع المدنى على التغير المناخى فسوف يكون لذلك مساهمة إيجابية على معالجة قضية المناخ. * هل دخلنا فى صلب المفاوضات الحقيقية؟ نعم... هناك مفاوضات إيجابية وكلفت عددا من الوزراء بالدول المختلفة بالاطلاع للتيسير وتبادل وجهات النظر، وتستمر الدول بالتفاوض ومعظم الاجتماعات غير رسمية وليس بها طابع رسمى، حتى نصل لحلول فعالة. * هل نتوقع التوصيات فى الأخير أم يتم مد المؤتمر يوما؟ فى اليوم الأخير نعم.