ثار رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، وزعيم حزب "فورتسا إيطاليا" المحافظ سيلفيو برلسكوني حالة من الجدل مجددا بسبب تصريحات نُشرت، أمس الثلاثاء، حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونشرت وكالة أنباء "لا برس" تسجيلا صوتيا لما قالت إنه خطاب مسجل سرا وجهه برلسكوني لنواب "فورتسا إيطاليا" في البرلمان، أمس. وفي التسجيل، يقول برلسكوني، البالغ من العمر 86 عاما، إنه عاود التواصل مع بوتين الذي يعول عليه باعتباره أحد "أصدقائه الخمسة الحقيقيين". ويقول برلسكوني في التسجيل الصوتي: "عاودت التواصل مع الرئيس بوتين مرارا"، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي أرسل له "عشرين زجاجة فودكا ورسالة غاية في اللطف" بمناسبة عيد ميلاده. وقال برلسكوني إنه رد بإرسال النبيذ الإيطالي و"خطاب لطيف". وأضاف برلسكوني في التسجيل الصوتي أن بوتين لم يرغب في خوض الحرب لكن تم دفعه إليها بسبب استمرار أوكرانيا في الهجوم على الانفصاليين المدعومين من موسكو في دونباس. ووفقا لبرلسكوني "ضاعف (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي) الهجمات ثلاث مرات" ضد الجمهوريات الانفصالية، وتدخل بوتين لاستبداله بحكومة "شكلتها بالفعل أقلية أوكرانية، شكلها أشخاص مخلصون حكماء". وتابع برلسكوني: "دخل أوكرانيا ووجد وضعا لم يكن ممكنا أن يتوقعه من مقاومة الأوكرانيين الذين بدأوا في تسلم الأموال والأسلحة من الغرب في اليوم الثالث. لذا بدلا من أن تكون مهمة تمتد أسبوعين أصبحت الحرب صراعا قد يستغرق أكثر من 200 عام". وبلغ بيرلسكوني عامه السادس والثمانين في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أيام من فوز ائتلاف اليمين الذي يضم حزبه "فورتسا إيطاليا" (هيا بنا / إلى الأمام إيطاليا) في الانتخابات العامة. ورفض المقربون من برلسكوني، بمن فيهم وزير الخارجية المستقبلي المحتمل أنطونيو تاجاني، التصريحات في بداية الأمر باعتبارها "قصصا قديمة". لكن برلسكوني تحدث، في التسجيل، صراحةً عن وزراء روس يقولون إن الغرب في حالة حرب بالفعل مع روسيا لأنه "يمنح أوكرانيا أسلحة وأموالا". وأضاف: "لا يمكنني التعبير عن رأيي شخصيا (في هذا الأمر) لأنه إذا وصل إلى الصحافة سيؤدي إلى كارثة، لكنني قلق جدا جدا جدا". ومساء أمس، قال "فورتسا إيطاليا"، فحسب، إن موقف برلسكوني بشأن أوكرانيا لا يزال يتماشى مع موقف أوروبا والولايات المتحدة. ويجري حزب "فورتسا إيطاليا" محادثات حاليا ليصبح شريكا صغيرا في الائتلاف الذي تقوده زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف جورجيا ميلوني، إلى جانب حزب "الرابطة" الشعبوي اليميني المتطرف. وتثار مخاوف من أن إيطاليا ربما لا تواصل دعم كييف بعد تولي حكومة جديدة بقيادة ميلوني السلطة. وقبل أيام من الانتخابات الإيطالية، قال برلسكوني، الذي تردد طويلا قبل إدانة الغزو الروسي بعد اندلاع الحرب، إنه تم إجبار بوتين على غزو أوكرانيا. وحذر زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي إنريكو ليتا، في تغريدة على موقع تويتر، من الاستخفاف بتصريحات برلسكوني. وكتب ليتا، الذي كان رئيسا للوزراء: "الأغلبية الجديدة في طريقها لتحويل موقف إيطاليا بشأن روسيا بشكل خطير نحو حالة من الغموض". وأشار زميله رئيس الوزراء السابق جوسيبي كونتي إلى ما وصفه "شهر عسل برلسكوني مع بوتين"، واقتراح مناهض للإجهاض قدمه السيناتور عن حزب "فورتسا إيطاليا" ماوريتسيو جاسباري باعتبار أنهما يتحركان في اتجاه "يقودهما إلى الاصطدام بحائط".