طالب الرئيس حسنى مبارك بخطاب دينى مستنير يرتكز على التسامح وقبول الآخر، ونبه إلى أن انتشار موجات التطرف والتعصب فى أوساط الشباب قد تسبب فى تعويق جهود التنمية بعالمنا الإسلامى. وقال مبارك فى كلمته فى افتتاح المؤتمر السنوى الثانى والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة وألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أمس: «نؤكد الحاجة الماسة إلى خطاب دينى مستنير يرتكز على المقاصد الشرعية ويدعمه نظام تعليمى وإعلامى يؤكد التسامح وقبول الآخر.. ويسانده عقلاء الأمة من الكتاب والمثقفين ورجال الفكر.. من أجل محاصرة الجهل والأمية الدينية والتعصب الأعمى». وقال مبارك فى كلمته إنه يمكن إجمال مقاصد الشريعة الإسلامية فى كلمة واحدة ألا وهى الرحمة. من جانبه، استشهد البابا شنودة الثالث بآيات قرآنية عديدة ليوضح حرية العقيدة فى الإسلام، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يطلق على غير المسلمين أهل الكتاب، ودلل بما ورد فى سورة المائدة «من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، وفى نفس السورة، قوله تعالى: «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى»، وسورة العنكبوت «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن». وأكد البابا أن الإسلام يدعو لعدم الاكراه فى الدين مستدلا بالآية القرآنية من سورة البقرة: «لا إكراه فى الدين»، وفى سورة يونس «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض»، وأشار شنودة إلى أنه جاء فى سورة المائدة «ما على الرسول إلا البلاغ»، وأضاف: فماذا إن لم يقبلوا البلاغ فالقرآن يرد «فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا». وأوضح البابا شنودة أن الحكمة فى الشريعة الإسلامية ومقصدها فى عدم الإكراه، هو أن الدين أساسه الإيمان، والذى يعتنق وهو مكره فالنتيجة أنه سيكون منافقا، لأنه يظهر غير ما يبطن، وأن الإسلام منع الإكراه لأنه ضد حرية العقيدة. وأكد الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر أنه على رأس المقاصد سعادة الإنسان فى حياته وبعد مماته، وكرر مرارا «الاختلاف فى العقائد لا يمنع التعاون»، وأن لكل انسان عقيدته والتى سيحاسبه عليها الله، وأن الاسلام دعانا بالرد على السلام بتحية أفضل منها أو مثلها. وفى نفس السياق، قال الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف إنه أثير لغط كبير بعد أحداث 11 سبتمبر، الأمر الذى كان اوجب علينا أن نرد بالكشف عن حقيقة الشريعة ومقاصدها. كما أكد أنه يجب توضيح مفهوم الجهاد بمعنى أنه رد الحقوق المسلوبة وليس الاعتداء على الآخرين. وألقى مأمون عبد القيوم رئيس جمهورية المالديف السابق كلمة الوفود المشاركة فى المؤتمر فأكد فيها ضرورة الاجتهاد فى عالمنا المعاصر.