تنتظر مصر أزمة نقص القهوة وما سيترتب عليه من علو سعرها، بحسب ما صرحت به شعبة البن بالغرفة التجارية، لوجود نقص في مخزون القهوة بدون بدائل محلية، مفسرة أن هذا نتيجة حدوث صقيع في البرازيل، أتلف حوالي أكثر من 25% من محصول البن، ما أدى إلى ارتفاع سعره في مصر. وائل محمد، أحد هواة القهوة وصانعيها، وصاحب مشروع "كوفيلاندنسيا" لإنتاج القهوة من المنزل، والذي أجرى عدة جولات حول مزارع القهوة في العالم لينتقي البلدان التي يستقدم منها بذور القهوة لتحميصها وطحنها في منزله وتقديمها للعملاء. وتواصلت "الشروق" معه للحديث عن خطته القادمة للتعامل مع نقص القهوة، والدول التي تتربع على عرش صناعة وتصدير القهوة في العالم، وكيف سيتوجه للاستييراد منها عوضا عن البرازيل. وبدأ شغف وائل محمد مهندس الطيران المدني، 35 عام، بالقهوة بدأت منذ 15 عاما، فكان يهتم بتفاصيلها ويتذوق مذاقها الخاص في صغره: "وقت المذاكرة مكنتش بحب أشرب نسكافيه لأني مكنتش بحسه قهوة حقيقية عشان كده كنت بشرب قهوة". وقرأ وائل 75 كتابا إلكترونيا عن القهوة، بعدما قرر دراستها، مضيفا: "بدأت أذاكر وآخد كورسات من أماكن محترمة في المجال ومتابعة وقراءة كل الجديد في مجال القهوة سواء عن نوع الحبوب، وعن طريقة تحميصها للحصول على أعلى طعم". وكان وائل دائم التفكير والبحث عن مصدر يبيع القهوة الأصلية الغالية بسعر مقبول، لأنه لم يجد قهوة بجودة عالية سوى الموجودة في الاسواق التي تغمرها التحويجة لسد خلل الجودة، ومن هنا بدأ وائل في إنشاء مشروعه الخاص "كوفيلادنسيا"، لتحميص وبيع القهوة، لكنه صُدم بأن الموردين في مصر يستخدمون أنواعا عادية تقل جودتها عن الأصلية المباعة في الخارج، فقرر السفر لزيارة بعض مزارع إنتاج القهوة حول العالم، بينهما مزارع القهوة في بالي بإندونيسيا، ومن ناحية أخرى حتى يتمكن من تقديم أطعمة مختلفة للقهوة تناسب اختلاف أذواق زبائنه. خروج من المنافسة بسبب غلو أسعار القهوة يقول وائل المشروع إن مشروعه لا يزال قائمة رغم التحديات الكثيرة التي تواجه سوق القهوة في مصر، لافتا إلى أنه هناك كثير من المنافسين يخرجون من السوق بسبب علاء الأسعار. وأضاف: "لو الأمور أحسنت سنأخذ موقعا في القاهرة أو الإسكندرية، نظرا لاضطراب السوق في الإيجارات وأسعار القهوة، ولكن على أمل بتحسن الأوضاع، لأنه أكثر من ذلك سيكون صعبا على كل المنتجات وليس القهوة وحدها". التعامل مع أزمة نقض القهوة أوضح وائل: "أدير استراتيجية معنية في إدارة مشروعي، تتعلق بكيفية العامل مع نقض القهوة في مصر، وهي تحميص كل الحبوب الخضراء بشكل دوري، وليس تحميصها جميعا وتخزينها حتى لا تفقد جودتها وقيمتها". وأشار إلى أنه يفعل ذلك حتى لا تقل جودة القهوة مع الوقت، وأنه يضخ أكياس القهوة بغاز النيتروجين، لمنع دخول جزيئات الأوكسجين حتى لا تفسد القهوة سريعا، ثم يغلف الأكياس بشكل معين حتى تحتفظ بجودة وريحة ومذاق القهوة لأطول فترة إلى أن تصل للمستهلك. وتابع: "هنتعامل مع وضع نقص القهوة في الأيام القادمة بتحميص القهوة على قدر الطلب في أقل الحدود للحفاظ على كميات المخزون، وتأمين وارداتنا في بالقهوة". ترحال عالمي للمزارع القهوة يتوقف بسبب الحروب! في عام 2021، صرح وائل بأنه أجرى رحلات كبيرة حول العالم لاستكشاف مزارع القهوة التي عشقها ودرسها وصنعها بحب، لكن اليوم يعيقه حركة الاضطراب في السفر حول العالم: "إمكانية سفري الآن لدول العالم التي تزرع القهوة قل بنسبة كبيرة بسبب ظروف الحروب، ولكني أجريت بعض السفريات لدول آسوية في الفترة الماضية في أقل الحدود، بسبب اضطراب العالم كله في التنقلات". وأحضر وائل بعض أنواع القهوة الأصلية خلال ترحاله، مثل الجواتيمالية والكوستاريكية والكولومبية والكينية والتنزانية، وقام بتحميصها في المنزل، لكنه اكتشف أن التحميص عمل كبير، فبدأ في التواصل مع مؤسسات صناعة القهوة في العالم وحصل على كورسات تعليمية حتى أجاد الأمر. طور وائل مشروعه لتصنيع القهوة وبيعها من المنزل بمساعدة زوجته زوجته المهندسة رنا الشاعر، خريجة كلية الفنون الجميلة، التي تدير فريق من الرسامين للرسم على أكياس القهوة. دول تصدر القهوة بدلا عن البرازيل يرى وائل أنه هناك دولا يمكن لمصر أن تستورد منها القهوة خلال أزمة نقص المخزون، هي المكسيك والبيرو وكوستاريكا، ولكن المشكلة في تكلفة الشحن، مشيرا إلى أن هذه الدول تتمتع بجودة حبوب جيدة، متابعا: "أنا أستقدم القهوة من كوستاريكا وكولومبيا والمكسيك، وهي دول معروفة بجودتها العالية جدا خاصة في قهوة الاسبريسو، لما لها باع طويل في تاريخ القهوة". وأضاف أن الهند تتمتع بمزارع قهوة قوية جدا، وهي تنتج نوعان من الجودة هما ألارابيكا والروبوستا، وبالتالي يجب أن يولي المستورجسن المصريين اهتماما لها، مضيفا: "أرجوا أن يتراجع التجار الكبار عن غلاء أسعار القهوة بسبب ارتقاع جودتها تبعا لجنسيتها".