بعدما استهدفت ضربات روسية ميناء أوديسا اليوم السبت، اتهمت السلطات الأوكرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب"البصق في وجه الأممالمتحدة وتركيا"، والتخلي عن تطبيق الاتفاق الموقع قبل يوم بشأن استئناف صادرات الحبوب العالقة بسبب الحرب. وأوديسا هي أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود بأكمله، وبالتالي فهي ضرورية لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو: "لم يستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة لتخلّ روسيا الاتحادية بالاتفاقات والوعود التي قدّمتها للأمم المتحدة وتركيا في الوثيقة الموقع عليها أمس في إسطنبول". وأضاف أنّ الرئيس الروسي بصق بذلك في وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش والرئيس التركي رجب (طيب) أردوغان اللذين بذلا جهوداً للتوصل إلى اتفاق"، مؤكدا أنّ موسكو ستتحمّل "المسؤولية الكاملة" في حال فشل الاتفاق على تصدير الحبوب. وكان جوتيريش، قد أدان بشكل لا لبس فيه الضربات، وقال - في بيان: "لا بدّ من التنفيذ الكامل (للاتفاق) من قبل الاتحاد الروسي وأوكرانيا وتركيا". وفي بروكسل، اتهم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا بتنفيذ هجوم صاروخي "مستهجن" على ميناء أوديسا. وكتب على تويتر، إن "ضرب هدف أساسي لتصدير الحبوب بعد يوم على توقيع اتفاقات اسطنبول، هو أمر مرفوض ويُظهر مرة أخرى تجاهُل روسيا التام للقانون الدولي وللالتزامات". وقال المتحدث باسم إدارة منطقة أوديسا سيرجي براتشوك، إنّ روسيا هاجم ميناء أوديسا بصواريخ كروز من نوع كاليبر"، مضيفاً أن المضادّات الجوية أسقطت صاروخين. وأكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات، أن ميناء أوديسا تعرض للقصف، خصوصاً حيث كانت تجري عمليات شحن" الحبوب. لم يسلم وسط أوكرانيا من الضربات الروسية التي استؤنفت السبت وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بعد هدوء في منطقة دونباس (شرق). وسقط 13 صاروخ كروز على بلدة كروبيفنيتسكي الواقعة في منطقة كيروفوغراد (وسط)، وفقاً لحاكم المنطقة اندريي رايكوفيتش. وقال إن البنية التحتية للسكك الحديد والمطار العسكري استُهدفا بالقرب من بلدة كروبيفنيتسكي، موضحاً أن "تسعة عسكريين أوكرانيين جُرحوا وقتل جندي واحد". وتأتي هذه الضربات غداة التوقيع على اتفاق لتصدير الحبوب. غير أنّ روسياوأوكرانيا وقّعتا على ورقتين منفصلتين تضمان نصين متطابقين بطلب من الأوكرانيين الذين رفضوا التوقيع على ورقة واحدة مع الروس. ويسمح الاتفاق بتصدير بين 20 و25 مليار طن من الحبوب المحاصرة في أوكرانيا. وأدّى غزو روسيالأوكرانيا، الدولتان اللتان توفّران معاً 30% من صادرات القمح العالمية، إلى ارتفاع حادّ في أسعار الحبوب والزيوت، ما أدى إلى ضربة قوية للقارة الإفريقية التي تعتمد بشدة على هذه البلدان في إمداداتها.