خفضنا تلوث الهواء بنسبة 29%.. ونستهدف الوصول ل50% خلال 2030 قطاع النقل يؤثر بشكل كبير على جودة الهواء.. ونعمل على التحول من الوقود التقليدى إلى الكهرباء والغاز نمتلك 116 محطة رصد لنوعية الهواء.. وتركيب 120 محطة جديدة خلال 8 سنوات خطة لإنشاء محطة رصد للانبعاثات لكل ربع مليون مواطن.. وجميع أجهزه الرصد نستوردها من الخارج قال رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة، مصطفى مراد، إنه تم خفض نسب تلوث الهواء بالجسيمات الصلبة بنسبة 29% خلال الفترة من 2010 وحتى عام 2016، موضحا أن الحكومة المصرية تهدف إلى خفض التلوث بالجسيمات الصلبة بنسبة 50% بنهاية عام 2030، مشيرا إلى وجود مخطط يستهدف أن يكون لكل ربع مليون مواطن مصرى محطة لرصد جودة الهواء. وأضاف مراد فى حواره ل«الشروق»، أن وزارة البيئة لديها أكثر من منظومة لرصد الهواء والضوضاء على مستوى محافظات الجمهورية كما تمتلك مصر أكبر شبكة لرصد الهواء فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهناك أقمار اصطناعية حالية تقوم برصد جودة الهواء تابعة للاتحاد الأوروبى، ونتعاون مع وكالة الفضاء المصرية لوضعها فى خطة وبرنامج الأقمار الاصطناعية المصرية المستقبلية خلال ال10 سنوات المقبلة. إلى نص الحوار: ما هى الجهود التى تبذلها وزارة البيئة لتحسين جودة الهواء؟ وضعت الحكومة من خلال وزارة البيئة هدفا محددا رقميا للحد من ظاهرة تلوث الهواء، فى إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة «مصر 2030»، والتى تهدف إلى خفض التلوث بالجسيمات الصلبة بنسبة 50% بنهاية عام 2030، وذلك من خلال 5 محاور تتمثل فى التشريع، والرصد البيئى، والتحكم فى الحرق المكشوف للمخلفات، والتحكم فى الانبعاثات الصناعية، والتحكم فى انبعاثات المركبات. هل ساهمت الجهود فى خفض التلوث فى الهواء؟ تحسنت جودة الهواء فى الفترة الأخيرة ليتم خفض التلوث بالجسيمات الصلبة بنسبة 29% خلال الفترة من 2010 وحتى عام 2016، وهو ما أثبتته دراسات البنك الدولى، وتهدف الحكومة لخفض التلوث بالجسيمات الصلبة بنسبة 50% بنهاية عام 2030. هل هناك منظومة للرقابة على جودة الهواء؟ نعم نمتلك منظومة لرصد ملوثات الهواء المحيطة اللحظية تابعة لوزارة البيئة، تضم 58 محطة آلية لحظية، هدفها المراقبة البيئية وتعطى لمتخذ القرار صورة عن الوضع البيئى والتغيرات التى تحدث، إضافة إلى دورها المهم فى متابعة أداء السياسات والإجراءات البيئية والتنفيذية وتحديد مدى فاعليتها، وتحتوى المحطات الآلية على أجهزة رصد لغاز ثانى أكسيد النيتروجين وغاز ثانى أكسيد الكبريت وغاز أول أكسيد الكربون وغاز الأوزون والجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 و2.5 ميكرومتر. كيف تتم عملية الرصد البيئى؟ لدينا أكثر من برنامج مختص لرصد نوعية الهواء والمياه والضوضاء بصفة عامة، وفقا لمعايير مستمدة من منظمة الصحة العالمية والقانون المصرى وبرنامج آخر للرصد المستمر لنوعية الانبعاثات الصناعية الصادرة من المنشآت الكبرى، بالإضافة إلى برنامج لرصد الضوضاء البيئية فى بعض المناطق الحضرية يحتوى على 38 محطة رصد، إضافة إلى منظومة الإنذار المبكر بتلوث الهواء تغطى جميع أنحاء الجمهورية. كم محطة رصد تمتلكها الوزارة لقياس جودة الهواء؟ تم إنشاء شبكة قومية لرصد الهواء المحيط فى عام 1998، وتضم حاليا 116 محطة لرصد نوعية الهواء على مستوى الجمهورية، ما بين محطات لحظية آلية وأخرى لتجميع العينات؛ ويتم اختيار موقعها وفق الكثافة السكانية تأتى فى المقدمة محافظاتالقاهرة الكبرى والدلتا ثم الصعيد، ونستهدف تركيب 120 محطة جديدة بحلول عام 2030؛ موزعة على جميع المناطق المختلفة بالجمهورية. كما نعمل على مخطط يستهدف بأن يكون لكل ربع مليون مواطن مصرى محطة لرصد جودة الهواء، فبالتالى سيكون لدينا أكثر من 400 موقع على مستوى الجمهورية خلال السنوات المقبلة فى مدة زمنية تترواح من 5 إلى 10 سنوات. هل سيتم استخدام الأقمار الاصطناعية يوما ما كبديل لمحطات الرصد الأرضية؟ بالفعل هناك أقمار اصطناعية حالية تقوم برصد جودة الهواء تابعة للاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة ولكنها فى طور التحديث حتى يمكن الاعتماد عليها فى المستقبل القريب كبديل للمحطات الأرضية لرصد بعض العوامل البيئية المختلفة، ونتعاون حاليا مع وكالة الفضاء المصرية لوضع خطة لرصد ملوثات الهواء من خلال الأقمار الصناعية المصرية المستقبلية خلال ال10 سنوات القادمة. كيف يتم رصد الانبعاثات التى تخرج من المنشآت الصناعية على مستوى الجمهورية؟ قطاع نوعية الهواء بوزارة البيئة أنشأ شبكة أخرى بخلاف شبكة رصد الهواء، تربط 88 منشأة صناعية على مستوى الجمهورية ب438 مدخنة، ويتم متابعتها ورصدها يوميا بنظام إلكترونى ذكى، لتحديد مدى موافقتها البيئية، ومدى مطابقتها للالتزامات والاشتراطات البيئية، وهذه الشبكة لا يوجد لها مثيل على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتتوسع الوزارة فى شبكات الرصد بشكل مستمر. هل يتم تصنيع أجهزة رصد الانبعاثات فى مصر؟ للأسف لا؛ فجميع أجهزة الرصد ومكوناتها سواء كانت الآلية وغيرها هى معدات مستوردة وتكلفتها كبيرة جدا، حيث تبلغ تكلفة محطة الرصد الآلية الواحدة أكثر من 6 ملايين جنيه. ما أكثر مصادر التلوث التى تمثل ازعاجا لوزارة البيئة؟ يوجد أكثر من مصدر، أولها المصدر الطبيعى المتمثل فى الموقع الجغرافى؛ كوننا نقع فى منطقة الشرق الأوسط، حيث الصحراء الكبرى والصحراء العربية، وبالتالى نحن نقع فى منطقة تجمع صحارى ضخمة، تعد مصدرا طبيعيا ملوثا أساسيا بالجسيمات والأتربة المثارة التى تحملها الرياح إلينا، والذى قد تصل إلى نسبة مساهمة قدرها 50%. أما المصدر الثانى فهو الحرق المكشوف للمخلفات البلدية والزراعية، خاصة فى القاهرة الكبرى والدلتا، يليهما الانبعاثات الناتجة عن المركبات، بينما المصدر الرابع فيتمثل فى الانبعاثات الصناعية، ولذلك تقوم الوزارة بتنفيذ ما يطلق عليه دراسة تنسيب الملوثات لمصادرها بهدف تحديد مدى مساهمة القطاعات المختلفة فى تلوث الهواء خاصة بالجسيمات الصلبة، وهى الملوث الأساسى فى هواء المدن بصفة عامة. هل تؤثر المركبات بشكل كبير على جودة الهواء؟ نعم؛ قطاع النقل بصفة عامة يؤثر بشكل كبير جدا على جودة الهواء ليمثل ثلث أسباب التلوث فى القاهرة، وهى نسبة مرتفعة، حيث يصل عددها إلى أكثر من 10 ملايين مركبة، وهو ما يؤثر بالسلب من خلال تمركزها فى المناطق الحضرية، وبالتالى كان لابد من وجود إجراءات اتجاه خفض التلوث الصادر من المركبات عن طريق عدة سياسات مثل الوقود، باعتباره أحد مصادر التلوث الموجودة فى قطاع النقل، بهدف التحول من الوقود التقليدى «البنزين أو السولار»، إلى استخدام وقود عديم ومنخفض الانبعاث مثل الكهرباء والغاز. لماذا وصفت القاهرة فى السابق بأنها أكثر المدن تلوثا على مستوى العالم؟ هذا يرجع بشكل أساسى إلى نهاية الألفية الثانية؛ وكان أحد الأسباب هو ارتفاع تركيزات الرصاص فى هواء القاهرة الكبرى، والناتج عن أنشطة قطاع تدوير مخلفات البطاريات المستهلكة، وتم التعامل مع هذا الأمر بشكل مباشر وتقنين أوضاع المنشآت المسئولة عن هذا القطاع فنيا وجغرافيا، وانخفض التلوث بشكل كبير جدا وحاليا نسبة الرصاص آمنة طبقا للمعايير المصرية والدولية.