وصفونى بأننى «مليونير».. وأطلقوا علىَّ لقب «الباشا الأديب».. وهذا ظلم فى ظلم.. فلا أنا مليونير، ولا أنا باشا.. وإنما أنا رجل فى حالى «مستور» يخدم الفن.. والوطن. محمود تيمور «حياتى كلها للأدب وحده.. تأثرت بالتاريخ العربى والإسلامى إلى أبعد حد».. بهذه العبارات الوجيزة فى كلماتها ذات المعنى الدلالى على صاحبها شيخ القصة العربية، وعميد القصة المصرية، محمود تيمور أصغر من جادت به العائلة التيمورية على الأدب المصرى. فالجد إسماعيل تيمور باشا رئيس الديوان الخديوى وصاحب المكتبة الكبيرة الذى أشعل فتيل الأدب فى الأسرة، ثم الأب أحمد تيمور باشا الأديب والباحث فى اللغة والأدب والتاريخ وصاحب أكبر مكتبة خاصة فى العصر الحديث «المكتبة التيمورية» والتى ضمتها دار الكتب المصرية وتحتوى على نوادر الكتب والمخطوطات، وعمته عائشة التيمورية صاحبة ديوان «حلية الطراز» وإحدى رائدات الحركة النسوية، وأخيه الأكبر الأديب محمد تيمور. هو معجون بالأدب والفنون وتحل هذه الأيام ذكرى ميلاده، يحكى لنا أن أخيه محمد خير مرشد له بما يسديه، وبما لديه من ثقافة واسعة، وموهبة أدبية رفيعة، وقد تأثر محمود تيمور بأخيه فى اتجاهه نحو المذهب الواقعى فى الكتابة القصصية ومعرفة الطبيعة الإنسانية خصوصًا، وعلاقة الإنسان الفعلية بالعالم الواقعى المحيط به، وأنّ المذهب الواقعى أسهم فى اكتشاف قوانين وحقائق جديدة للحياة أغنت وأثرت الواقعية النقدية واتجاهاتها وأشكالها، إذ إنّ العالم كلّه يكون مادة للتصوير والتعبير، وبذلك تتسع الرؤيا وتتعمق وتكون أكثر نضجًا وصدقًا لأنها متصلة بالواقع. ولم يكن المرض هو مأساة تيمور الوحيدة؛ فقد كان فقدُهُ لأخيه محمد مأساةً أخرى، صبغت حياته بحالة من الحزن والتشاؤم والإحباط، لم يستطع الخروج منها إلا بصعوبة بالغة، وكان على موعد مع مأساة ثالثة أشد وطأة على نفسه ووجدانه، زلزلت حياته، وفجعته فى ولده الذى اختطفه الموت وهو ما زال فى العشرين من عمره؛ وقد تركت تلك المأساة فى نفسه مرارة لا تنتهى، وحزنًا لا ينقضى، وكان ملاذه الوحيد وسلواه فى كل تلك المحن والأحداث هو الكتابة، يَهرع إليها ليخفف أحزانه، ويضمد جراحه، ويتناسى آلامه. وقد انعكس ذلك فى غزارة إنتاجه وكثرة مؤلفاته. وقد حظى محمود تيمور بحفاوة وتقدير الأدباء والنقاد، ونال اهتمام وتقدير المحافل الأدبية ونوادى الأدب والجامعات المختلفة فى مصر والوطن العربى، كما اهتمت به جامعات أوروبا وأمريكا، وأقبل على أدبه الأدباء والدارسون فى مصر والعالم. حصل على عدة جوائز منها جائزة مجمع اللغة العربية عام 1947، وجائزة الدولة للآداب 1950، وفى نفس العام حصل على جائزة «واصف غالى» بباريس عن قصته المترجمة للفرنسية «عزرائيل القرية»، جائزة أحسن كتاب شرقى ترجم إلى الفرنسية 1951، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب 1963، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام النيل، وجائزة واصف غالى بباريس، ووسام الأرز اللبنانى. اختير عضوا بمجمع اللغة العربية 1949، واستقبله بالمجمع د. طه حسين قائلا: «أنك لتوفى حقك إذا قيل إنك أديب عالمى بأدق معانى هذه الكلمة وأوسعها»، كما اختير عضوا بالمجلس الأعلى لرعاية العلوم والآداب، وعضوا فى المجمع العراقى، والمجمع اللغوى المجرى فى 1962، واحتفلت مدرسةاللغات فى روسيا، وجامعة بودابست بالمجر بمولده فى نفس العام، كما شارك فى عدة مؤتمرات أدبية عربية وعالمية منها مؤتمر الأدباء فى بيروت 1954، ومؤتمر الدراسات الإسلامية فى جامعة بيشاور بباكستان، ومؤتمر الأدباء فى دمشق، ووضع مشروع «عاش هنا» لافتة على مقر إقامته بالزمالك. يدخل كتاب مشكلات اللغة العربية، تأليف محمود تيمور عضو مجمع اللغة العربية فى دائرة اهتمام الباحثين فى مجال اللغة العربية بشكل خاص والدارسين للفروع الأكاديمية قريبة الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب مشكلات اللغة العربية فى نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربى والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التى تهم الدارس فى هذا المجال.