الفحص النووى للقلب.. أو المسح الذرى، تعبير قد يقلقك سماعه، إذا ما ردده طبيب أمراض القلب بعد الانتهاء من سماع شكواك وفحص قلبك، لكنه فى الواقع من أكثر فحوص القلب أمنا، فهو يندرج تحت مسمى Aon invasiue أو التشخيص بطريقة غير تداخلية مثل التصوير بالصدى الصوتى وليس كالقسطرة التى يستكشف فيها الطبيب حالة القلب والشرايين بإدخال أنبوب القسطرة من خلال وريد أو شريان إلى تجويف القلب. الغرض من الفحص هو دراسة مدى قدرة شرايين القلب التاجية على تروية عضلة القلب بالكامل أثناء انقباض عضلة القلب وارتخائها أو حال راحة القلب أو إجهاده. هل تعمل تلك الشرايين بكفاءة.. هل تيار الدم السارى فيها كاف لتروية عضلة القلب تماما؟ هل هناك ضيق فى الشرايين؟ وأين يقع هذا الضيق؟ الواقع أن مسح القلب الذرى لا يتيح رؤية الشرايين ذاتها كما يحدث فى القسطرة لكنه يتيح رؤية مساحات من عضلة القلب من المفترض أن الشريان يجرى فيها فهل هو قادر على ترويتها أم أن سريان الدم ينحسر فى مساحة نتيجة لضيق أو انسداد شريان ما؟ إذا ظهرت عضلة القلب كاملة التروية انتفى قصور الشرايين وإذا بدت بحاجة للمزيد من التروية أثناء الراحة أو الإجهاد كان هذا إعلانا عن قصور فى عمل الشرايين. إجهاد القلب عند فحصه بتلك الطريقة يتم بأكثر من طريقة وفقا لحالة المريض العامة: الهرولة على المشاية الكهربائية (مماثل لرسم القلب مع المجهول). إعطاء أحد الأدوية التى تزيد من نبض القلب (الدوبامين) يتم التصوير بكاميرا خاصة (جاما كاميرا) بعد حقن المريض بقدر ضئيل للغاية من المادة المشعة. لتقوم الكاميرا بتسجيل صور لعضلة القلب فى أوضاع مختلفة تعكس حالة تدفق الدم فى كل الحالات. قراءة الصور تحتاج لطبيب متخصص يمكنه ترجمة الصور إلى واقع للتعامل معه وفقا للمستقبل المتوقع للمريض. فقد يفضل الطبيب أن يبقى مريضه على العلاج الدوائى أو يستكمل الأبحاث لإجراء عملية قلب مفتوح لاستبدال الشرايين التالفة أو تركيب دعامات تتيح الشرايين مفتوحة ليسرى الدم بطريقة تلقائية سهلة. يحتاج القلب للفحص النووى عندما يشكو الإنسان من أعراض متعلقة بضيق التنفس أو الإحساس بالألم مع بذل المجهود بينما لا يشى رسم القلب العادى بشىء أو بعد ما يجرى الإنسان رسما للقلب مع المجهود ولا تتضح معه علامات مؤكدة لنقص الدم الوارد لعضلة القلب.
