علن المكتب الرئاسي في برلين، اليوم الخميس، أن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بعث بخطابات شخصية إلى الناشطات البيلاروسيات الفائزات بجائزة شارلمان الألمانية الدولية لهذا العام أشاد فيه بعملهن الشجاع في بلادهن. وقال شتاينماير في الخطابات إن "الانطلاقة السلمية نحو المستقبل في بيلاروس والتي لا تزال تتعرض لقمع وحشي، لها وجه نسائي، وأنتن قد تصديتن للديكتاتورية كنساء شجاعات وقويات". وتابع شتاينماير أن النظر موجه بشكل مكثف حاليا صوب أوكرانيا وقال:" أدركنا للأسف في أوروبا وكذلك عندنا في ألمانيا أنه لا يجوز لنا اعتبار الحرية والأمن من الأمور المسلم بها؛ كما أنكن تعرفن في بيلاروس منذ فترة أن الدفاع عن الحرية له ثمن". وفي سياق متصل، أشادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالنساء الثلاث ووصفتهن بأنهن "أشجع نساء أوروبا". وفي كلمتها في مراسم تسليم الجائزة، قالت بيربوك إن الناشطات الثلاث مثال يحتذى لملايين النساء في كل أوروبا ووصفت اعتقال الناشطة ماريا كوليسينكوفا بأنه "ظلم صارخ" مشيرة إلى أن الناشطات الثلاث جميعهن دفعن ثمنا باهظا لسعيهن إلى الديمقراطية. يشار إلى أن جائزة كارل تُمنح منذ عام 1950 لشخصيات تميزت بأعمالها من أجل أوروبا والوحدة الأوروبية، وتبلغ قيمتها الرمزية 5000 يورو، وتسلم في احتفال مميز في صالة التتويج في مبنى بلدية آخن. وحصلت ناشطات الحقوق المدنية سفيتلانا تيخانوفسكايا وفيرونيكا زابكالا وماريا كوليسنيكوفا على الجائزة. وتقيم اثنتان من الفائزات في المنفى وتمكنتا من استلام جائزتهما شخصيا، بينما تقضي الثالثة، كوليسنيكوفا، حكما بالسجن 11 عاما في بيلاروس. واستلمت شقيقتها الجائزة بالنيابة عنها. وشددت تيخانوفسكايا على أهمية الوحدة الأوروبية خصوصا في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا. واتهمت زعيما بيلاروس وروسيا بالسعي لتقسيم الغرب. وأهدت تيخانوفسكايا جائزتها لكل الشعب البيلاروسي الذي أظهر تصميما وجهدا شديدين في نضالهما السلمي ضد الاستبداد. وأضافت أن الجائزة "تذهب لكل طفل ينتظر خروج والدته أو والده من السجن"، في إشارة إلى الآلاف من المحتجين السلميين الذين تم القبض عليهم خلال المظاهرات السياسية الحاشدة في 2020 و2021 في بيلاروس.