قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن «سياسة صفر كوفيد الصينية غير قابلة للاستمرار، بالنظر إلى ما هو معروف عن فيروس كورونا حتى الآن». وبحسب ما نشرته وكالة «رويترز» للأنباء، اليوم الثلاثاء، ذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في إفادة إعلامية: «لا نعتقد أن ذلك قابل للاستمرار، بالنظر إلى سلوك الفيروس». وفي حديثه بعد تيدروس، أوضح مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، أن تأثير السياسة على حقوق الإنسان، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا، إلى جانب التأثير على اقتصاد الدولة من أي سياسة بشأن فيروس كورونا. وتواصل السلطات الصينية اتباع سياسة «صفر كوفيد» للحد من انتشار فيروس كورونا، التي تقضي بفرض إجراءات إغلاق وفحوص جماعية بينما تكافح فيه أكبر انتشار للوباء منذ أيامه الأولى. وقد أغلقت أحياء بأكملها في العاصمة بسبب عدد قليل من الإصابات. وأعلنت بكين تسجيل خمسين إصابة محلية بالفيروس الخميس، غداة تأكيدها أن سكان تشاويانغ الحي الأكثر اكتظاظا في بكين ويضم 3,5 ملايين نسمة، يجب أن يعملوا من منازلهم. وطلب من العاملين المضطرين للتوجه إلى مكاتبهم قيادة سياراتهم بأنفسهم وتجنب التجمعات. كما شجعت السلطات سكان حي آخر في بكين وهو تونجتشو، على العمل في منازلهم بينما بقيت عشرات من محطات المترو في جميع أنحاء المدينة مغلقة. وشوهد بعض الموظفين وهم يعودون إلى مبانيهم في تشاويانج، ويقومون بعرض وثائقهم الصحية التي تسمح بدخول الأماكن. وتتخذ بكين إجراءاتها بحذر بعد الإغلاق الطويل الذي شهدته شنجهاي، أكبر مدينة في الصين، وأدى إلى نقص الغذاء وحالة من الغضب العام. وسجلت شنجهاي - بؤرة الانتشار الأخير للوباء - أكثر من 4600 إصابة معظمها بدون أعراض الخميس. وجاءت هذه الإجراءات بعد عطلة هادئة على غير العادة بمناسبة عيد العمال، فقد منعت سلطات العاصمة تناول الطعام في المطاعم وأغلقت الصالات الرياضية. وتراجعت عائدات السياحة المحلية على مدى خمسة أيام أكثر من 40 بالمئة عن معدلها العام الماضي، حسب أرقام رسمية. وأغلقت بكين عشرات من محطات المترو في إطار محاربة كوفيد-19، وقيدت حركة السكان وذلك على الرغم من تسجيل بضع عشرات من الاصابات اليومية في العاصمة الصينية التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة. ومنذ بضعة أسابيع، تواجه الصين التي بقيت بمنأى عن الجائحة إلى حد كبير لمدة عامين، أسوأ تفش للوباء منذ ربيع عام 2020، مما قوض استراتيجيتها الخاصة بصفر كوفيد. ويخشى سكان بكين، حيث تم الإبلاغ عن 51 إصابة جديدة، أن يتم إغلاق مدينتهم، مثلما حديث في شنجهاي التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، حيث تم تسجيل معظم الاصابات. وحضّ مسؤولون صحيّون صينيون، الجمعة، السلطات على المضي قدما في استراتيجية صفر كوفيد رغم تزايد تكاليفها الاقتصادية والمؤشرات على تململ سكان مدينة شنغهاي الخاضعة لإغلاق. وقال نائب مدير لجنة الصحة الوطنية لي بن للصحافيين إن سياسة الصين فيما يتعلق بالفيروس هي «سلاح سحري للوقاية من الوباء والسيطرة عليه». لكن الاستراتيجية سببت معاناة اقتصادية واضطرابات طالت خصوصا سلاسل الإمداد المتعثرة، وتواجه شنجهاي صعوبة في توفير الطعام الطازج للمحجورين في المنازل، وأبلغ مرضى عن مشاكل في الحصول على رعاية صحيّة إذا لم تكن مصابا بكوفيد.