يطلب الآباء من أبنائهم تنظيف غرفهم دائما؛ لأنهم -كما يقول الآباء لأبنائهم- "لا يعيشون في فندق"، لكن هل يعلم الآباء أن هذا السؤال البسيط المتكرر، قد يبعد عنهم أبنائهم تدريجيا؟ حذر عالم الأعصاب البريطاني، الدكتور دين بورنيت، من طرح هذا السؤال بشكل متكرر على الأبناء، وخاصة المراهقين، مؤكدا أن الآباء يجب أن يضعوا أنفسهم محل الأبناء، حيث يرى الابن هذا السؤال بمثابة "مصيدة أبوية"، وذلك كما جاء في موقع "الديلي ميل". وأوضح أن هذا السؤال يبعد الأبناء عن المنزل؛ لأنهم يشعرون أنهم بالفعل "يعيشون في فندق"، فقد قدم لهم الآباء كل شيء يحتاجونه عندما كانوا صغارا، والآن يحاول الأبناء الاستقلال عنهم ولا يعلمون كيف يقومون بذلك. وأشار -خلال محاضرة تربوية في المعهد الملكي بلندن- إلى عدة أسئلة أخرى يجب على الآباء عدم طرحها على أبنائهم، وعلى رأسها "ماذا فعلت في المدرسة اليوم؟"، موضحا أن يوم المدرسة مرهق بما يكفي، وعندما يسأل الآباء أبنائهم عن المدرسة فور دخولهم إلى المنزل، يشعر الأبناء بتكرار التجربة المرهقة مرة أخرى ويفضلون الصمت. وقال: "تتطور أدمغة المراهقين بسرعة شديدة؛ لذلك هم بحاجة إلى النوم، ومن ثم يشعر المراهق بالضيق عندما يسأله الوالدان (لماذا ينام كثيرا؟) أو (لماذا يحصل على قيلولة في منتصف اليوم؟)، فالغضب الذي نراه من الشاب المراهق يكون سببه في بعض الأحيان، حرمانه من النوم". وفي نهاية المحاضرة، قام بورنيت -مؤلف كتاب "لماذا يدفعك والداك إلى الجنون؟ وكيف تتصرف حيال ذلك؟"- بتقديم نصيحة لجميع الآباء، وهي ألا يقوموا بالضغط على أبنائهم من أجل ترك هواتفهم، مشيرا إلى أنه في حين أن الآباء يطلبون من الأبناء ترك هواتفهم المحمولة والتركيز في اللحظة الحالية، يفعل الآباء نفس الشيء ويستخدمون هواتفهم بنفس المقدار؛ لذلك لا يجب أن يزعجوا أبنائهم كثيرا بخصوص هذا الشأن.
