شأن الحياة كلها التطور وكما يبدأ الطفل الرضيع الانفصال شيئا فشيئا عن أمه يبدأ المراهق بتشكيل حياته بأسلوبه الخاص الملابس التي يرتديها الطعام الذي يتناوله لون جدران غرفة النوم الخاصة به أين يذهب ومع من ؟ متى ينام ومتى يعود للمنزل ؟ تلك مجرد أمثلة قليلة من مئات العديد من الأشياء التي يتحكم بها الوالدين عندما كنت طفلا لم يكن لدي الطفل رأي في الكثير مما سبق لذا قام والديه باتخاذ قرارات حول كل شيء بحياته اليومية ابتداء من طعام إفطاره حتى ضرورة غسيل أسنانه قبل النوم وبالفعل فان الأطفال بحاجة إلى هذا النوع من الحماية والمساعدة لأنهم ليسوا ناضجين بما يكفي لرعاية أنفسهم لكن في نهاية المطاف الأطفال يكبرون ويصبحون مراهقين. وجزء من كونه في سن المراهقة يعمل على تطوير الهوية الخاصة به بشكل منفصل عن والديه ومن الطبيعي تماما بالنسبة للمراهقين خلق آرائهم الخاصة بهم والأفكار والقيم عن الحياة واتخاذ قرارات من تلقاء نفسها أنفسهم بما يعدهم لمرحلة النضج كل هذه التغيرات تحدث داخل نفس الشخص الذي يرى نفسه أصبح كبيرا بما يكفى ليقرر ما يفعله ومن وجهة نظر أخرى يراه والديه بأنه مازال الطفل الصغير الذي يجب العناية به في كل أموره مما يصعد خلافات كثيرة بين الآباء والمرهقين وليس الأمر مجرد تغيير في السلوك ولكن هناك أيضا تغيير فيسيولوجي يجب مراعاته العلاقة مع المراهقين تعتبر إدارة العلاقة مع المراهقين من الأمور التي يغفلها بعض الأسر وينتج عنها تصادم شبه يومي بين الأبناء والآباء أو الأمهات، ولا يدرك الوالدين كيف يتعامل مع ابنه في هذه المرحلة العمرية الهامة والخطيرة والتي تشكل منعطفاً أساسياً في شخصية الابن أو البنت.العلاقة مع المراهقين فن إدارة العلاقة مع المراهق أو كيفية التواصل الفعال مع المراهق، فإذا لم هناك تواصل فعال فسوف تتحول العلاقة بين الآباء والأبناء إلى علاقة بنك أي مصدر للأموال فقط وغير الأموال يعتبر كمصدر قيد في المنزل ويبدأ الأب أو الأم تعطى في أوامر لابنها فقط، فبعض المراهقين يختارون فكرة أن يخرج مع أصدقائه ويأتي إلى المنزل بعدما يذهب الأب لغرفة النوم أو إذا كان طبيعة عمله تجعله يخرج مساءً وهكذا". فأولى الخطوات تبدأ من جانب الوالدين عليهم أن يقللوا الأوامر التي يعطوها لأبنائهم ويجعلوا المشاركة والحوار هي الصفة الغالبة بينهم، وهى تحتاج إلى بعض المجهود من الآباء والأمهات حتى يستطيعوا أن يديروا حواراً، وهى تتم من خلال ورش عمل للوالدين يتناقشوا فيها مع الطبيب النفسي المختص حول عدة محاور رئيسية لإدارة العلاقة بينه وبين ابنه المراهق فيعرف كيف يجعل الابن يعتقد أن الفكرة التي اقترحها في موضوع ما هي فكرته الشخصية رغم أن الأب هو من دفعه إلى هذه الفكرة، بالإضافة إلى تدريب الآباء على التخلي عن فكرة التباهي والاستبداد بالأفكار المقترحة وتدريبهم على أخذ أفكار الأبناء فمن الممكن أن يقترحوا فكرة بسيطة وسهلة وتسعدهم أكثر من أفكار الوالدين". فعلى الوالدين أن يعتبروا ابنهم المراهق مثل الفريسة التي يريدون أن أخذها حيث يجعله في الطريق الصحيح ويبعده عن الشر والفساد يوجهوا إليه النصائح التي تفيده، لذلك عليهم أن يختار الطعم الذي يحبه الابن ، فالمراهق بصفة عامه لا يحب طريقة الأمر المباشر أو اللوم بشكل هجومي عليه إذا أخطأ، ولكنه يفضل الحوار والمناقشة الهادئة والمشاركة معه في الأنشطة أو الألعاب أو المجالات التي يفضلها، وهناك الطريقة غير المباشرة التي من الممكن أن نستعين بها لتوجيه النصائح إليه عن طريق الأشخاص المقربة لديه والتي يفضل الجلوس والحديث معها مثل الأصدقاء أو المدرب في النادي أو إحدى المدرسين في المدرسة، ومن الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع أبنائهم المراهقين هي إظهار الجانب السيئ في شخصية وتصرفاته دائما دون الثناء على أفعاله الصحيحة فيتجه الابن إلى الخروج من المنزل والجلوس مع الأصدقاء، لأنهم يشبعوا هذه الرغبة لديهم فنجدهم دائما يثنوا على بعضهم البعض ويذكروا الجوانب الحسنة في شخصية الآخر، ولذلك على الآباء أن يظهروا الجوانب الحسنة في شخصية الابن أمام نفسه وأمام الآخرين ويقوم بتصحيح الجوانب السيئة بالمناقشة الهادئة معه، وعلى الوالدين أن يستعدوا لهذه المرحلة من قبل أن تبدأ أي وعمر الابن 9 أو 10 سنوات".