قال فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إنه: بعد وفاة السيدة خديجة تزوج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة أخرى، ودام الزواج فترة قصيرة ثم تزوج السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها، وعندما ابتُليت رضي الله عنها بحادث الإفك، أنزل الله براءتها من السماء. وأضاف مفتي الجمهورية، في تصريحات اليوم الأربعاء، أن السيدة عائشة من الزوجات الكريمات نسبًا وفَهمًا وفِقهًا؛ فهي بنت الصدِّيق رضي الله عنه، وأصلها طيِّب وأمها وأخواتها من الأطياب، وكذلك أخوالها، بل كل ما يحيط بهذه الأسرة أسرة أبي بكر الصديق. ولفت فضيلة المفتي النظرَ إلى أنَّ السيدة عائشة قد لقِّبت بلقب أم المؤمنين، بل لقد اشتهرت به أكثر من غيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لسواها، حتى إنَّه لم يكن يُخفي حبَّها عن أحد، بل صرَّح النبيُّ بحبه لها ولأبيها عندما سأله بعض الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا". وأردف: وقبل زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها رآها في المنام؛ فقد جاءه جبريل عليه السلام وهو يحمل صورتها إليه، ويقول له: «هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة» رواه الترمذي وأصله في "الصحيحين"، ولم يتزوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من النساء بِكْرًا غيرها، وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه، وظلَّت تفاخر به طيلة حياتها. وأوضح مفتي الجمهورية أن الحديث عن فضائلها لا يُملُّ ولا ينتهي، فقد كانت رضي الله عنها صوَّامة قوَّامة، تُكثر من أفعال البرِّ، ووجوه الخير، وقلَّما كان يبقى عندها شيءٌ من المال؛ لكثرة بذلها وعطائها، وقد شهد لها النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعلم؛ فقال: "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويقصد أمَّنا عائشة (رضي الله عنها). وأكَّد مفتي الجمهورية أنَّ السيدة عائشة كانت ذكيَّةً سريعة التعلُّم، ولذلك استوعبت الكثير من علوم النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصبحت من أكثر النساء روايةً للحديث، ولا يوجد في نساء أمَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم امرأة أعلم منها بدين الإسلام، وقد آثرت الحياة العلمية، بل كانت تناقش الصحابة في كثير من الأمور العلمية وتدخل معهم في مناقشات فقهية، بل ولها استدراكات علمية وفقهية على بعضهم، فضلًا عن تتلمذ بعض الصحابة على يديها. وأضاف مفتي الجمهورية: وعندما ابتُليت رضي الله عنها بحادث الإفك، أنزل الله براءتها من السماء قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۞ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ۞ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ [النور: 11-13].