• ضرورة تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي وإعداد مناهج مبسطة للنشء وطلاب المدارس حول أهمية السياحة أهم الأولويات أوصى مؤتمر "الوعي السياحي وبناء القدرات البشرية نحو مجتمع سياحي مستدام"، الذى تم عقده على هامش اجتماعات اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بضروة استمرار التعاون بين القطاعين العام والخاص للمضي قدما نحو النهوض بالقطاع السياحي، مع ضرورة خلق حوافز لبناء الكوادر البشرية في القطاعين العام والخاص، سواء كانت مادية أو أدبية. وترأست مصر -ممثلة في وزارة السياحة والآثار- هذه الاجتماعات التي عُقدت على مدار يومين بمدينة القاهرة. وانتهى المؤتمر بعدد من التوصيات، من شأنها العمل على النهوض بالقطاع السياحي عن طريق تأهيل العنصر البشري به، وتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي وغيرها من الآليات. كما جاء من بين هذه التوصيات التنسيق بين الوزارات المعنية بالسياحة والآثار والتربية والتعليم والتعليم العالي في دول المنطقة من أجل إعداد مناهج مبسطة للنشئ وطلبة المدارس والجامعات بهدف زيادة الوعي بأهمية صناعة السياحة، وثقافة استقبال السائح، وإقامة ورش عمل محلية وإقليمية بصفة دورية لزيادة وعي العاملين والمتعاملين بالقطاع السياحي بكل تخصصاته، بالإضافة إلى التنسيق بين الدول العربية لوضع معايير محاكاة للمعايير العالمية في مستويات التعليم والتدريب السياحي والفندقي لمواجهة المنافسة في السوق العربي، ووضع معايير مهارات مهنية عربية موحدة للقطاع السياحي والفندقة. وتضمنت التوصيات أيضا تطبيق استراتيجية التحول الرقمي في التعليم السياحي، وتطوير البرامج والمقررات بما يتطلبه سوق العمل السياحي في كل دولة وفي المنطقة ككل، وتدريب العاملين الجدد بمجال السياحة والفندقة، خاصة وأن أغلب العاملين بالقطاع السياحي من خريجي كليات أخرى، مع استمرارية البرامج التدريبة في القطاع السياحي بصفة مستمرة، بالإضافة الى تدريب أصحاب الشركات السياحية على التكنولوجيا الحالية في القطاع السياحي بالدول الأعضاء فى اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط وعدم اقتصار التدريب على الموظف فقط، مع تدشين حملات إعلامية موسعة لكل المواطنين حول كيفية التعامل مع السائح منذ وصوله للمطار حتى عودته لبلاده ونقل صورة حضارية عن الشرق الأوسط أمام العالم، وتدشين حملات أخرى ترويجية للتعريف بالمنتج السياحي العربي وأنماطه وثقافاته وعاداته. كما شملت التوصيات كذلك ضرورة التعاون مع منظمة السياحة العالمية من خلال UNWTO Academy في إيجاد واستثمار فرص للتعليم، الأمر الذي من شأنه يعمل على زيادة فرص العمل وملائماتها مع احتياجات السوق، مع ضرورة التعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص في إطار توظيف متكامل وفقا لإمكانيات كل دولة لترسيخ الوعي والعادات الحاضنة للسياحة، وتوظيف كل أدوات التواصل الاجتماعي من منصات ومواقع لتحقيق أكبر توعية سياحية للمجتمع والعاملين والمتعاملين مع القطاع السياحي والتدريب بعيدة المدى، بالإضافة إلى التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة باعتبارها جزءا أساسيا من التوعية السياحية، والشراكة بين القطاع العام والخاص في إعداد برامج التدريب في المجال السياحي ووضع منظومة تحفيز للقطاع السياحي للاستثمار في تنمية العاملين من خلال التدريب واكتساب مهارات على المستويين ماكرو وميكرو. ومن المقرر أن يتم موافاة الدول الأعضاء بنسخة من التوصيات للعمل على تنفيذها خلال الفترة القادمة. وأدار الجلسة الرابعة للمؤتمر الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق، وشارك بها كمتحدثين ناتليا بايونا رئيس وحدة الإبداع والتعليم والاستثمار بمنظمة السياحة العالمية، والدكتورة سها بهجت مستشار وزير السياحة والآثار للتدريب، وعلاء عاقل رئيس لجنة تيسير الأعمال بغرفة المنشآت الفندقية. وتناولت الجلسة سبل تنمية مهارات العاملين في القطاع السياحي والمتعاملين معه، وذلك من خلال إلقاء الضوء على دور المجتمع المدني في منظومة التدريب المستمر وضرورة تحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري، وكذلك خطة الوزارة لرفع كفاءة المتعاملين مع السائحين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأيضا دور التحول الرقمي في منظومة التدريب المستمر. وأكد د. هشام زعزوع ضرورة العمل على تحسين الصورة الذهنية للسائحين من خلال تطويع كل المقومات المتاحة وإطلاق حملات ترويجية في سبيل تحقيق ذلك مع ربطها بالعنصر البشري بالقطاع السياحي. فيما أوضحت ناتليا بانوفا أنه على الرغم من الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم إلا أن العنصر البشري سيظل له دوره الفعال في القطاع السياحي، وهو يمثل أولوية لذلك يجب العمل على النهوض به ورفع كفاءته سواء المتعاملين مع السائح بصورة مباشرة غير مباشرة، مؤكدة ضرورة وضع آلية تسهم في تيسير عملية التدريب المهني بما يضمن توفير عدد أكبر من المحترفين العاملين بالقطاع السياحي. واستعرضت الدكتورة سها بهجت، مستشار الوزير للتدريب، جهود الوزارة في مجال رفع الوعي السياحي للمجتمع عامة من خلال إطلاق المبادرات بالتعاون مع الجهات المعنية ومنها برنامج سفراء السياحة والذي يتم من خلاله التواصل مع كل الفئات المتعاملة مع السائحين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتعريفهم بضرورة تقبل الثقافات المختلفة للسائحين وكيفية التعامل معهم بصورة تعمل على تحسين تجربتهم، بإلاضافة الى إطلاق الخط الساخن للوزارة لتلقي أي مقترحات أو شكاوى للعمل على حلها. فيما أكد علاء عاقل أن حملات رفع الوعي السياحي للمجتمع بدأت تؤتي ثمارها، وأوصى أن تقوم الحكومة بالتركيز على هذا الجانب والعمل على تطويره، مع التأكيد على ضرورة التوعية بالحفاظ على البيئة كونه قرينا للتوعية السياحية.