رصدت «الشروق» معاناة أهل قرية أبوصويرة بجنوب سيناء، الذين شاهدوا الموت بأعينهم يوم الأحد الماضى، بعد تعرض القرية لسيول جارفة. وتبعد القرية نحو 5 كيلو مترات عن رأس سدر،ويعيش بها حوالى 1500 أسرة، واجهوا لحظات صعبة، بعد تدمير منازلهم، وفقدانهم لبعض أقاربهم الذين جرفتهم السيول أمام أعينهم ومازال مصيرهم مجهولا. ويقول على السعيد، من مواطنى القرية: إنه فوجىء بالمياه تدخل منزله، بكميات كبيرة بلغ ارتفاعها نحو مترين، فاضطر للصعود لسطح المنزل بصحبة زوجته وطفلته التى لم تتعد عامين، ومن هناك كان يرى السيول وهى تجرف المواشى الموجودة داخل مزرعته، حيث فقد نحو 100 خروف و20 عجلا، وبلغت خسائره 200 ألف جنيه. وتابع السعيد قائلا: « نمت أنا وأسرتى فى العراء،وسط محاصرة السيول للبيت»، لكن أصعب المشاهد التى مرت على السعيد «رؤيته لثلاثة أشخاص تجرفهم السيول بلا رحمة، وعجز عن إنقاذهم». أما فتحية منصور فسارعت بالهرب هى وأولادها بعد غرق منزلها فى ثوان، وتقول: «قضينا الليل بلا مأوى، وسط البرد، ولولا عناية الله، وتدخل القوات المسلحة، لمات عدد كبير من المواطنين، بعد تحول القرية إلى بحيرة». ويقيم أيمن إبراهيم دسوقى، مدرس، فى مسجد القرية مع 23 شخصا آخرين، بعد أن دمرت السيول بيته، وبات هو وأسرته فى العراء. وطالب إبراهيم بإعادة رسم وتخطيط القرية وعمل سدود لحمايتها، مشيرا إلى أن المسئولين كانوا يعلمون أن القرية تقع أمام مجرى سيل ومعرضة للدمار فى أى لحظة، وهو ماحدث بعد أن دمرت السيول 300 منزل بها». ويقول محمد شحاتة إنه فور علمه بحدوث سيل، ذهب مسرعا إلى منزله لإنقاذ أسرته، ففاجأته مياه السيول على باب المنزل، وساعدته العناية الإلهية فى إنقاذ أسرته، إلا أن كل محتويات منزله تعرضت للغرق فى غمضة عين، ويضيف: أصابنا الرعب طوال الليل، ولم نستطع النوم طيلة يومين، كما أننا نعيش الآن بلا ملابس أو مأوى، وكل ما نأمله من المسئولين توفير أماكن آدمية لتسكن بها أسرنا وتوفير الطعام والشراب، وأن تكون هناك لجان حصر للخسائر تقوم بتقدير الوضع الحالى على الطبيعة. ويقول تامر على البيومى من سكان القرية إن هناك مفقودين كثيرين لم نستطع إنقاذهم وتعرضوا للغرق، وقد جرفهم السيل فى مياهه الشديدة للبحر، وبعضهم مات تحت الأنقاض. أما عبده سويلم فيقول: شاهدت سيدة عجوزا تموت أمام عينى، والسيل يجرفها، ولم أستطع إنقاذها لقوة السيل، ولن أسامح نفسى على هذا الموقف، رغم أن شدة السيل وقوته شلت حركتى، ويضيف: لم نشهد مثل هذا السيل منذ أكثر من 20 عاما». ويقول أيمن صباح عودة بالصف السادس الابتدائى: إنه كان نائما أثناء السيل وفوجئ بأبيه يوقظه من نومه ووجد غرفته التى تحوى سرير نومه وكرسيا خشبيا قد أغرقتهما المياه ووجد جميع زملائه فى الخارج فوق أسطح المنازل بالليل، وكانت الأمطار شديدة، والبرد أشد. ويقول «ومن شدة التعب والخوف نمت فوق سطح منزلى رغم شدة البرد». ويقول الشيخ جمعة فريج: إن المزارع دمرت بالكامل والآبار تم ردمها وقتلت السيول أغنامنا ولم يعد لدينا أى شىء بالقرية سوى أطلال نبكى عليها، وللأسف تراودنا الشكوك أنه لن يتم تعويضنا، وكل ما يقال عن التعويضات «كلام جرايد ومسكنات» وكنا نأمل فى زيارة الرئيس مبارك للقرية، حتى يشاهد بنفسه المأساة التى هون المسئولون من فداحتها بقولهم إن 3 بيوت فقط هى التى دمرت، رغم أن المنازل التى دمرها السيل وغرقت تتعدى 300 منزل.