كشفت دراسة علمية حديثة صادرة عن قسم الجيولوجيا، بجامعة قناه السويس، عن خطورة العواصف المطرية على المشروعات الصناعية المقامة حديثا ضمن البرنامج القومى لتنمية شمال غرب خليج السويس. وقالت الدراسة إن حوض وادى «حجول» من أكبر الأحواض الهيدروجرافية بالصحراء الشرقية لمصر، وهو ما يعرض المشروعات الصناعية المقامة به إلى مخاطر السيول المفاجئة. وعلى الرغم من أن حوض وادى «حجول» يقع داخل الحزام شديد الجفاف بالصحراء الكبرى، حيث لا يزيد متوسط المطر الشهرى على 5مم، إلا أن هذه المنطقة تستقبل كميات هائلة وفجائية من مياه الأمطار فى العاصفة المطرية الواحدة تزيد على عشرة أضعاف كمية المتوسط الشهرى، وهو ما يعتبر حسب الدراسة ذات تأثير مدمر على المشروعات الصناعية المقامة هناك. وشددت الدراسة على ضرورة تقييم مخاطر السيول ووضع تصميم مناسب لإدارة مياه الأمطار والتحكم فيها والحفاظ عليها، وأشارت إلى أن هناك ثلاثة أحواض فرعية داخل الحوض الرئيسى لوادى حجول ذات درجات عالية من الخطورة لحصولها على كميات كبيرة من مياه السيول تصل إلى 7.2 مليون متر فى العاصفة المطرية الواحدة. واقترحت الدراسة إنشاء نظام للتحكم فى مياه السيول يتكون من هرابات مياه وسدود إعاقة وتخزين بالإضافة إلى قناة حماية وتغذية، ويمكن لهذا النظام تخزين 12.3 مليون متر من مياه السيول بكفاءة وتحكم يصل إلى 100%. وقال الدكتور أحمد الريس، المشرف على الدراسة، ل«الشروق»: إن القائمين على المشروع أغفلوا تماما الجانب الجيولوجى، وهو ما تسبب فى إقامة مشروعات ضخمة دون دراسة، مما يعرضها للخطورة المؤكدة، لافتا إلى أنه بعد التنبه بحجم الخطورة صدرت قرارات لإنشاء سدود لحجب المياه إلا أنها لا تحل سوى 30% من المشكلة فقط. يذكر أن المنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس والمقامة حديثا تستهدف جذب استثمارات تصل إلى مليار ونصف المليار دولار، لإنشاء 180 مصنعا ويصل حجم العمالة بها إلى 40 ألف عامل فى صناعات متنوعة تشمل معدات النقل والمعدات الكهربائية والمنسوجات والمعدات البترولية.