- محللون فرنسيون يفسرون أسباب عدم إمكانية قبول عضوية كييف في التكتل الأوروبي بعد أيام من الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بسرعة قبول طلب عضوية بلاده في الاتحاد، فيما يرى خبراء سياسيين أوروبيين أن حدوث ذلك مستحيلاً على المدى القصير. ودعا زيلينسكي أمام البرلمان الأوروبي، أمس الثلاثاء، إلى الاندماج في الاتحاد الأوروبي "دون تأخير"، معرباً عن رغبته في الانضمام السريع إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تواجه أوكرانيا هجومًا من روسيا. واعتبرت باسكال كانفين، عضو البرلمان الأوروبي أن هذه العضوية السريعة "غير ممكنة" في الوقت الحالي، موضحة أنه "على المدى القصير هذه مجرد رسالة ومنظور سياسي متوسط المدى"، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية. وأضافت: "سندعم اليوم في البرلمان الأوروبي انتقال أوكرانيا إلى وضع المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي. لا ينبغي الخلط بينه وبين حقيقة طلب عضويتها الفورية، وهو أمر غير ممكن". من جهته، أوضح باتريك مارتن جينير، الباحث المتخصص في القضايا الأوروبية والدولية، بمعهد العلوم السياسية في باريس: "للانضمام إلى عضوية الاتحاد، من الضروري احترام الشروط المنصوص عليها في المادة 49 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، إذ يتم تقديم طلب العضوية إلى مجلس الاتحاد الأوروبي، ثم تقدم المفوضية الأوروبية رأيًا رسميًا، كما يجب على البرلمان بعد ذلك الموافقة أو عدم الموافقة على هذا الطلب، وكذلك على مجلس الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "سيتعين على أوكرانيا أيضًا إظهار أوراق اعتمادها بشأن العديد من المعايير: اقتصاد السوق، والقواعد البيئية ...وإصلاح آلاف اللوائح". وتابع: "هناك مسار كامل من العقبات المؤسسية، ثم التحقق من معايير العضوية، موضحاً أن الأمر يستغرق الكثير من الوقت، وكانت تركيا مرشحة لسنوات (2005) والوضع ما زال غير ناجح"، لافتاً إلى أنه "في أقرب تقدير، سيستغرق الأمر ما بين عام إلى عامين، بشرط استيفاء المعايير". وتابع: "في أسوأ السيناريوهات، يمكن لأوكرانيا قبول وضع التبعية. وستصبح العضوية بعد ذلك أكثر تعقيدًا. لا يمكننا إحضار دول غير حرة إلى الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن "البلد الذي في حالة حرب الآن لم يعد في وضع يسمح له بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي". بدوره، قال ماريو تيلو ، أستاذ العلوم السياسية ، العلاقات الدولية ودراسات الاتحاد الأوروبي في جامعة "بروكسل الحرة": إن "عملية العضوية الخاصة هذه غير موجودة في النصوص التشريعية، متسائلا "هل يستطيع الاتحاد استثناء أوكرانيا في هذه الظروف الاستثنائية؟". وتابع: "الاتحاد الأوروبي ليس ناديًا للكرة، إنها مؤسسة معقدة للغاية". مع ذلك، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع شبكة يورونيوز قائلة: "لدينا العديد من الموضوعات التي نعمل عليها بالتعاون الوثيق مع الأوكرانيين، ونريدهم أن يكونوا داخل الاتحاد الأوروبي". وأوضح إريك مامر، المتحدث باسمها خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين أن أورسولا فون دير لاين أعربت عن وجهة نظرها كرئيسة للجنة"، ولكن "هناك عملية، فهي ليست التي تقرر وحدها". ورأي ماريو تيلو، أستاذ العلوم السياسية أن "تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية جزء من نهج رمزي، دون آثار ملموسة" مشيرا إلي "أنها تفعل ذلك لتقديم تعهدات وإظهار التضامن في أوروبا وتولي منصب قيادي". من جهته، أصر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الاثنين على أن العضوية في الاتحاد الأوروبي تتطلب موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، وهناك "آراء وحساسيات مختلفة" فيما بينها حول هذا الموضوع. وبالتالي فإن الوضع الاقتصادي للبلد يمكن أن يزعج بعض أعضاء الاتحاد.