يستقبل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية خلال الفترة من 20 إلى 22 يناير الجارى المسرحية الاستعراضية «براكسا» التى سبق أن عرضت خلال شهر يوليو من العام الماضى و حصلت على جائزة أفضل عرض مسرحى فى عدة استفتاءات جماهيرية. وقالت الفنانة بشرى بطلة العرض إنه تعذر إعادة عرض المسرحية خلال الفترة الماضية خاصة أن المسرح الوحيد المناسب لها هو المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية لتمتعه بجميع الإمكانات اللازمة للعروض الضخمة، مشيرة إلى أنها انتظرت الوقت المناسب لعرض مسرحيتها فى ظل ازدحام جدول العروض على خشبة المسرح الكبير. وأضافت الفنانة الشابة: للأسف لا يوجد أى مسرح يستوعب هذا العرض إلا المسرح الكبير بالأوبرا، لأنه فى حال اضطرارنا للعرض على مسرح آخر فسوف نكون مرغمين على أن «نغير الديكورات والرقصات لتتماشى وإمكانيات المسارح غير المجهزة، وأنا أعتقد أن إبهار العرض سوف يقل كثيرا إذا عرض على أى مسرح آخر». وأعربت بشرى عن أملها فى ظهور مئات العروض التى تحاكى «براكسا» فى تقنياتها وإمكانياتها العالية لأنها تجمع كل فنون المسرح فى عمل واحد، ولكن ذلك يتطلب تحسين البنية التحتية للمسارح فى مصر تقنيا وفنيا. ودعت بشرى وزارة الثقافة وهيئة المسرح إلى دعم العرض مشيرة إلى انه يضم أكثر من «150» من الفنانين والموهوبين الحاصلين على عدة جوائز تقديرية من الدولة فهى بحق أكاديمية مسرحية متكاملة تحتاج إلى رعاية المسئولين عن المسرح فى الدولة. واعتبرت بطلة «براكسا» أن المسرحية ليست نقلة فنية لها فقط، بل تعد طفرة فنية مسرحية فى مصر لإعادة المسرح الغنائى الاستعراضى الذى حرم منه الجمهور المصرى طوال سنوات طويلة وقالت: لذلك أعتبر «براكسا» حجر الأساس الذى يعيد هذا النوع من الفن الراقى الذى تحدث عن أهمية وجوده بين الجمهور فيلسوف الشعب صلاح جاهين منذ أن قدمه سيد درويش وغيره سابقا، وعلى المستوى الشخصى فإن العمل ساهم فى خروج طاقاتى الاستعراضية والغنائية التى كادت تندثر. وأوضحت أن العرض ليس غريبا على دار الأوبرا لأن الفرقة الاستعراضية التى تشاركنا العرض هى فرقة باليه أوبرا القاهرة ومعهد الباليه وكذلك المايسترو الذى صمم الموسيقى والفنيون الذين عملوا معنا فى الكواليس، والمشكلة تكمن فى جدول المسرح الكبير المزدحم طوال العام. وحول التغييرات التى أدخلتها على المسرحية مقارنة بتجربة العرض الأولى، قالت: ليس تغييرا وإنما مجرد تجويد وتطوير.. أما الفرقة فلم تتغير بخلاف اشتراك د. أشرف فاروق بدلا من الفنان رشدى الشامى الذى تغيب لظروف خاصة به، أما ما نسعى إليه الآن فهو تحقيق التواصل والاندماج بين أفراد العرض أكثر لأننا تجمعنا أثناء العرض الماضى لمدة عشرة أيام فقط . ورفضت بشرى تحميل الجوانب المادية وحدها المسئولية عن قلة المسرحيات الاستعراضية، وقالت إن المادة ليست وحدها هى جوهر الموضوع ولكن الأمر يتعلق بمدى حب الفنانين للعمل وإيمانهم بتقديم الفن الراقى بغض النظر عن الأرباح المادية وهو ما طبقناه كفريق عمل فى «براكسا». وأضافت أن سوء إدارة رأس المال له عامل كبير فنجد معظم الإمكانات فى المسرح والسينما والتليفزيون تذهب لأجور الفنانين وليس لمصلحة العمل، وأناشد زملائى الفنانين عدم تقديم المصالح المادية على تقديم الفن الذى يدوم على مر السنين وأكبر دليل على ذلك أن الأعمال الفنية الكبيرة زمان أنتجت بإمكانات قليلة جدا وبالرغم من ذلك استمرت إلى الآن.