كشف الصحفى والمحلل العسكرى الإسرائيلى فى صحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان تفاصيل مشروع الجدار العازل الذى تعتزم إسرائيل إقامته على الحدود مع سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل تبدع تطويرات لجدار «يرى ويطلق النار». وقال فيشمان الذى وصفه مصدر مصرى رفيع ل«الشروق» مقرب من وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك إن الجدار الذكى الذى تنفق عليه إسرائيل ملايين الدولارات سيكون على جانبيه «جنود آليون» وليس جنودا طبيعيين، وأن عملية البناء ستستغرق نحو عامين لتشمل فى المرحلة الأولى مقطعين من السياج أحدهما إلى الجنوب من قطاع غزة والآخر إلى الشمال من إيلات بالإضافة إلى نصب وسائل تكنولوجية متطورة على امتداد الحدود. كان اللواء د. محمود خلف الخبير الاستراتيجى فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا قد قال ل«الشروق» فى تصريحات سابقة «فى تصورنا أن ما ستقوم به إسرائيل هو بناء سور سلكى تقنى حديث يعتمد على وسائط الاستشعار وأنظمة الرؤية الحديثة، وليس جدارا بالمعنى التقليدى، لأن الزمن تجاوز الجدران التقليدية ولم تعد قادرة على وقف الأنشطة غير القانونية مثل عمليات التسلل أو التهريب وبخاصة فى حالات الحدود الطويلة. وأضاف «طبقا للتفكير الإسرائيلى وبحسب التقنيات العالمية أصبح أسلوب الحراسات مختلفا فى وقت أصبحت هناك إمكانية للمراقبة والرصد عن بعد فى ظل وجود نظم لكشف الأرض وإرسال إنذار إلى نقاط الرصد بشكل مباشر للتعامل مع الحالات التى تحاول اختراق الحدود. مشيرا إلى أن المخاوف التى تعددها إسرائيل من التسلل والتهريب توضح أن من حقها أن تقدم على هذا العمل». وهو ما يؤكد السيناريو الذى طرحه فيشمان. وتطرق فيشمان فى تقرير نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت للجدار الذى تبنيه مصر على الحدود مع غزة حيث قال «ينشئ المصريون فى الحقيقة منطقة عازلة تمتد عدة مئات من الأمتار فى عمق الأرض المصرية، وهى مبنية من سلسلة عوائق مادية والكترونية. العائق الأول، على بعد 70 مترا عن الخط، هو فى الواقع سور الحدود القديم وارتفاعه ثلاثة أمتار. بعده بثمانين مترا يبنى السور الجديد وهو جدار ارتفاعه أربعة أمتار. ستعمل على السورين نقط مراقبة فيها رجال شرطة مسلحون وهى مزودة بوسائل إنارة لكنهما لم يخصصا لوقف الإنفاق، وإنما للتصدى لموجات الناس الذين سيحاولون اختراق غزة نحو مصر كما حدث فى الماضى. من ينجح فى اجتياز السور الأول يدفع إلى منطقة إبادة السور الجديد. ولم ينف المصدر المصرى الذى تحدثت إليه «الشروق» هذه الرواية مضيفا أن المرحلة الثانية من عملية الإنشاءات أوشكت على الانتهاء، حيث تسير عمليات الإنشاءات وفق الخطة الزمنية المعدة لها، ولم يعد متبقيا إلا ثلث المسافة الحدودية المشتركة، والتى يتعقد أنه سيتم الانتهاء منها خلال الشهر المقبل. وبحسب تقدير الخبراء فى إسرائيل والذين فحصوا الصور الجوية التى التقطتها الأقمار الصناعية لأشغال الجدار المصرى فإن، من يرد اختراق المنطقة الجديدة سيضطر إلى أن يحفر إلى عمق 70 80 مترا وعلى طول مئات الأمتار. صحيح، أن النفق الذى اختطف من طريقه جلعاد شاليط حفر على امتداد نحو من 700 متر، لكن حفر نفق كهذا على عمق 80 مترا شىء آخر تماما. منذ اللحظة التى ينهى فيها المصريون المشروع، سيكون السبيل الوحيد لإدخال المدد إلى غزة هى البحر أو إسرائيل.