للمرة الثانية خلال شهور قليلة يتسبب مسلسل تركي بإثارة أزمة سياسية ودبلوماسية بامتياز مع إسرائيل، وصلت ذروتها باستدعاء متبادل للسفراء و"توبيخ" ومطالب بالاعتذار ، والمسلسل الذي يقف وراء الأزمة بين أنقرة وتل أبيب هذه المرة هو وادي الذئاب: الكمين، الذي وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها بأنه معادي للسامية ولإسرائيل. يتناول مسلسل وادي الذئاب التركي، الذي يحظى بشعبية واسعة، في إحدى حلقاته عملية تجسس للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" واختطاف أطفال أتراك، كما يتطرق إلى مهاجمة السفارة التركية في إسرائيل واختطاف السفير التركي وعائلته واحتجازهم كرهائن. والشركة المنتجة للمسلسل، "بانا فيلم" ، قالت في بيان مطبوع إن المسلسل سيواصل سرد الحقائق والكشف عن الأخطاء. ويتألف مسلسل وادي الذئاب من سلسلة أجزاء، والحلقة التي اعترضت عليها إسرائيل هي من الجزء الثالث من المسلسل، والذي جاء بعنوان "الكمين". والمسلسل، الذي بدأ بثه للمرة الأولى عام 2003، كان قد حظي بشعبية جارفة منذ انطلاقته إلى الحد الذي دفع إلى إنتاج فيلم عنه (2006) نظراً للمسائل التي تعرض لها من إشارات حول التعذيب في السجون وشركات الأمن الخاصة وممارساتها إلى جانب تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة وغسيل الأموال وغيرها. وكانت إسرائيل قد احتجت في وقت سابق على المسلسل التركي "آيريليك" أو "الوداع" في وقت أكد منتجه سلتشوك تشوفنوغلو لوسائل إعلام إسرائيلية أنه ليس ضد إسرائيل. ويصور المسلسل جندياً إسرائيلياً وهو يطلق النار على رضيع فلسطيني ويقتله. واحتجت إسرائيل دبلوماسياً على المسلسل التركي واعتبرت أنه يشكل تحريضاً حكومياً. المسلسل بثه تلفزيون TRT التركي وأدى فيه ممثلون أدوار جنود إسرائيليين وفلسطينيين يشتبكون في معارك في القدس. وأظهر المسلسل الذي عرض على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، في أحد مشاهده فلسطينياً وهو يرفع ابنه الرضيع فوق رأسه، فيما يقوم جندي إسرائيلي بإطلاق النار بصورة متعمدة على الطفل. وحينها، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، المسلسل في بيان له بأنه لا يمت للواقع بصلة.. وهو غير ملائم حتى بالنسبة لدولة معادية، وبالتأكيد غير مناسب لدولة لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.