نظم صالون الجزويت، لقاء مع الكاتب الكبير محمد سلماوي، بمسرح ستوديو ناصيبيان التاريخي، الملحق بمقر جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة» في الفجالة. احتفى الصالون بأحدث إصدارات سلماوي، الجزء الثاني من مذكراته "العصف والريحان"، الصادر عن دار الكرمة، وأدار اللقاء الكاتب هشام أصلان، وحضر اللقاء الأب وليم سيدهم رئيس مجلس إدارة جزويت القاهرة، والكاتب الصحفي سامح سامي رئيس قسم الثقافة بجريدة الشروق، والإعلامية دينا عبدالرحمن، والكاتب أسامة الشاذلي. استهل سلماوي حديثه قائلا: "ما حال دون اتخاذي موقفا عدائيا حادا من الرئيس عبدالناصر وقرارات التأميم، هي طريقة تعامل والدي مع تلك القرارات"، مشيرا إلى أن والده أكد لهم أن عبدالناصر بهذه القرارات يحقق العدالة الاجتماعية. وتابع متحدثا عن سنوات التكوين: "أنا وجيلي كبرنا على أن عبدالناصر يطالب بالقومية العربية والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية، وأننا سنتحدى أمريكا ونبني السد العالي، وأن يكون لمصر مكانة رائدة في العالم العربي كله، لذا فكان المناخ العام الذي نشأت فيه محفزا على وضع مصلحة الوطن والأمة العربية في المقدمة، فوق مصلحتي الشخصية". وأضاف أن السيرة الذاتية هي سرد لتاريخ حياة الكاتب نشأته وعمله، لكن المذكرات مختلفة حتى لو كان بينهم نقاط تماس مشتركة، موضحا أن المذكرات هي ذكرياتك ومشاعرك عن وقائع معينة هامة مررت بها في حياتك. وأكمل: "نطلب من المثقفين أدوارا ونسقط عليهم مسؤوليات ليست من صميم أدوارهم، لكن بالطبع عليهم التفاعل مع الواقع، والمشاركة في الأحداث الهامة كالثورات وفترات التحول، هو ما فعلناه لدرجة أنه قد يسلبنا حريتنا في بعض الأحيان". وأضاف: "حينما دخلت لجنة الدستور أضفت فصلا في دستور مصر عن الثقافة، وهي من الأشياء التي أعتز بها"، مشيرا إلى أن مصر بنت مجدها بالثقافة، وبالقوى الناعمة، وبالمعمار والفكر والفن، مؤكدا أن كل هذه الأشياء هي التي صنعت مجد مصر. وتابع: "الثقافة حق للمواطن، وعلى الدولة أن توفر هذا الحق لكل المواطنين بغض النظر عن القدرة المالية والموقع الجغرافي، الدستور فرض على الدولة أن الكتاب يكون في متناول كل مواطن وأن الدولة عليها أن تدعم الكتاب، وأن تكفل الخدمة الثقافية لكل مواطن".